أجعلتم سقاية الحاج؟

تعرف على آية

جدل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام

تُناقش آية كريمة من سورة التوبة أهمية الإيمان والعمل الصالح في الإسلام، وتبين أفضلية الجهاد في سبيل الله على سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام.

كلمات الله الخالدة

تُذكر الآية (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [1] في سياق الكلام عن أفضلية الإيمان بالله واليوم الآخر، وذلك في الآية التاسعة عشر من سورة التوبة. تؤكد هذه الآية على أهمية الإيمان والعمل الصالح، وخاصة الجهاد في سبيل الله، وتوضّح أنها أفضل من عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج.

سبب نزول الآية الكريمة

تُشير الروايات إلى أن سبب نزول الآية هو جدل دار بين بعض الصحابة في مسجد النبي حول أفضلية سقي الحاج وعمارة المسجد الحرام على أعمال الإسلام الأخرى. فلما سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – بما تناقشوا به، نزل قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).[1]

يُروي النعمان بن بشير: (كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ رَجُلٌ: ما أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإسْلَامِ إلَّا أَنْ أُسْقِيَ الحَاجَّ، وَقالَ آخَرُ: ما أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإسْلَامِ إلَّا أَنْ أَعْمُرَ المَسْجِدَ الحَرَامَ، وَقالَ آخَرُ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ أَفْضَلُ ممَّا قُلتُمْ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، وَقالَ: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -وَهو يَوْمُ الجُمُعَةِ- وَلَكِنْ إذَا صَلَّيْتُ الجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[3].[4]

تفسير آية “أجعلتم سقاية الحاج؟”

تُشير الآية إلى فئة من المؤمنين الذين فضلوا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام على الجهاد في سبيل الله. وتُذكر أيضًا المشركين الذين كانوا يتفاخرون بسقايتهم للحجيج وعمارة المسجد الحرام.

تُبيّن الآية أن أجر الجهاد في سبيل الله أعلى وأفضل من عمارة المسجد الحرام أو سقاية الحاج. لا تساوي الأعمال في ميزان الله، وإنما يفضل من آمن بالله إيمانًا صادقًا وجاهد في سبيل الله.

تُشير الآية التالية في سورة التوبة إلى أفضلية من آمن بالله وهاجر في سبيل الدين وجاهد بأمواله ونفسه (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [5].

تُوضح هذه الآية أن من آمن بالله حقًا وجاهد في سبيل الله هم أعلى مقامًا من أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام.

المراجع

  1. سورة التوبة، آية:19
  2. جعفر شرف الدين،الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 239. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير ، الصفحة أو الرقم:1879 ، صحيح .
  4. ابن الجوزي،زاد المسير في علم التفسير، صفحة 243. بتصرّف.
  5. سورة التوبة ، آية:20
  6. محمد سيد طنطاوي،التفسير الوسيط، صفحة 232. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أجزاء موشح جادك الغيث

المقال التالي

أجمل 10 بلدان في العالم

مقالات مشابهة