أثر الوسوسة على حياة المسلم

تُلقي هذه المقالة الضوء على أثر الوسوسة على حياة المسلم وتُبيّن كيف تُؤثر على إيمانه، وأعماله، وعلاقاته مع الآخرين. كما تُقدم بعض النصائح الوقائية والعلاجية لمواجهة هذا التحدي.

فهرس المحتويات

ما هي الوسوسة؟

تُعرّف الوسوسة بأنها الكلام الخفي الذي يخطر في نفس الإنسان، والأوهام التي تتردد في ذهنه، وكلامه مع نفسه. [١] وقد أمر الله عز وجل في سورة الناس بالاستعاذة به من شر وساوس الجن والإنس، بما في ذلك الوساوس التي يلقها الإنسان على نفسه مثل الشك في دينه، وصحّة أعماله، وغير ذلك. [١]

يُعتبر الوسوسة ومحاولة إغواء وإضلال الإنسان أمراً ملازماً لبني البشر في جميع الأوقات والأماكن والأعمال. فقد أخبرنا الله تعالى بأن إبليس وسوس لأبينا آدم وزوجه حواء منذ بدء وجودهما، وتوعّد ذريتهما بالإغواء إلى قيام الساعة بكل الوسائل المتاحة. [٢]

أثر الوسوسة على حياة المسلم

تبدأ الوسوسة عادةً بشكل بسيط ومتقطع، ثم تتسلل تدريجياً وتزداد حتى تسيطر على حياة الإنسان. فربما يبدأ بشك في عدد مرات غسل وجهه في الوضوء، ثم يتطور الأمر إلى الشك في صحّة وضوئه، وربما يصبح بعد ذلك يقرأ الفاتحة بشكل متكلف جداً، وهكذا. قد يؤدي ذلك إلى شعور بعدم اليقين في معاملاته مع أهله، وتملّكه الشكوك والظنون حتى يفقد الثقة في نفسه وفي الآخرين.

الشك في الإيمان

تُعدّ وسوسة الاعتقاد من أخطر أنواع الوسوسة وأشدها أثراً على حياة المسلم، إذ من تسللت الوسوسة إلى اعتقاده وإيمانه غرق في الشك في كل شيء، وربما بلغ به الأمر إلى الشك بالله عز وجل واليوم الآخر، وبأصول إيمانه وفروعه. [٣]

الشك في صحة الأعمال

يميل الموسوس إلى تكرار غسل يديه مرات عديدة، وإعادة الوضوء مرات أخرى، وإذا أراد أن يصلي يكرر لفظ نيته ويتشدد في تفاصيل لا أصل لها. قد يقطع صلاته بعد الشروع فيها أو يعيدها مرة ثانية، ويشك في طهارته، وصحّة صلاته، ودعائه، وقراءة القرآن، وغير ذلك. [٤]

الشك في العلاقات

غالبًا ما يُشكّل الموسوس تصوره عن علاقاته مع الناس على الظنون السيئة. فمثلاً، قد يشعر بسوء الظن تجاه زوجته، ويتوهّم أن أبنائه غير مخلصين له، ويُدرك أن الناس جميعهم أنانيون ويريدون استغلاله. وهكذا يجعل نفسه في دوامة من الشك والظنون.

نصائح وقائية وعلاجية

إن سلامة الصدر والانشراح بالإسلام هما من أهمّ أسباب السعادة والعيش بيسر. [٣] من شرح الله صدره للإسلام وخلصه من أسقامه عاش راضياً عن ربه، ونظر إليه بصفته الرحمن الودود، وأدرك أن الله شرع لنا ما يسهّل حياتنا ويُبعدنا عن العنت، ويدرك اليسر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويغلب عليه حسن الظن في دينه ودنياه والمسلمين.

المراجع

  1. ابن عاشور (1984)،التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية، صفحة 633، جزء 30. بتصرّف.
  2. مجموعة من العلماء،المختصر في تفسير القرآن، صفحة 264. بتصرّف.
  3. ابن القيم، ذم الموسوسين، صفحة 7 -8. بتصرّف.
  4. ابن قدامة، ذم الموسوسين، صفحة 17 -25. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

تأثير النفايات على البيئة

المقال التالي

أثر تاريخي بمدينة أثينا

مقالات مشابهة

عذاب قوم لوط: قصةٌ من القرآن الكريم

تُعتبر قصة قوم لوط من القصص الملهمة في القرآن الكريم، حيث تُظهر عذاب الله للظالمين الذين تمادوا في فواحشهم ونقضوا عهده. تُسلط هذه المقالة الضوء على تفاصيل عذاب قوم لوط، فواحشهم، وموقع عذابهم، وتُقدم مصادر موثوقة لمعرفة المزيد عن هذه القصة الهامة.
إقرأ المزيد