أثر الكلام الحسن

أهمية الكلام الحسن وأثره في الإسلام والمجتمع. استكشاف فوائد الكلمة الطيبة ودورها في بناء العلاقات وتعزيز الخير.

مقدمة

لا ريب أن للكلام الحسن مكانة رفيعة في ديننا الإسلامي الحنيف، حيث حض الإسلام على التحلّي به لما له من بالغ الأثر في نفوس البشر. فالكلمة الطيبة قد ترفع قائلها إلى أعلى عليين، وقد تهوي به في قعر جهنم. هذا الأمر يؤدي إلى توثيق الروابط، ونشر المحبة بين الناس، مما يكسب صاحبها القبول في الأرض.

كما ينال قائلها احترام وتقدير الآخرين، فبالكلام الطيب تتوحد صفوف المسلمين، وتجتمع قلوبهم، وتنتصر عزائمهم على الشيطان، وبذلك تسمو مكانتهم، ويشتد عودهم، من خلال التزامهم بالحوار الهادف البناء.

الكلام الطيب في القرآن الكريم

لقد أوضح القرآن الكريم أهمية الكلام الحسن، وما يترتب عليه من آثار طيبة وخير دائم، وفي المقابل، بين خطورة الكلام البذيء وما يترتب عليه من ضرر. والكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”. قال الله -تعالى-:

﴿ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ﴾ [إبراهيم: 24].

وقد شبهها الحق -جل وعلا- بشجرة النخيل ذات الأصل الراسخ والفرع الشامخ، والتي تجود بثمار طيبة على من يقترب منها. وهي كلمة الإيمان المستقرة في قلب المؤمن، والتي بها يرتفع عمله إلى السماء، وبها ينال جزاءه عند ربه في كل وقت.

الكلام الطيب هو نفسه كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”، وقد أطلق عليها اسم الشجرة الطيبة، وهي النخلة المتصفة بصفات الكمال، والتي تتجلى في كونها:

  • شجرة حسنة المنظر والشكل.
  • طيبة الرائحة والطعم.
  • ذات فائدة صحية وغذائية، والاستمتاع بأكلها، وإطعام الآخرين منها، وبالتالي تحقيق منافع عامة للناس جميعاً بإطعامهم من هذه النخلة المباركة.

الأهمية العظيمة للكلام الطيب

تتجلى أهمية الكلام الحسن في العديد من الجوانب الإيجابية والنتائج المثمرة المترتبة عليه، ومنها:

  • الكلام الحسن هو غذاء للروح وبلسم للجروح، ومداوي لما في الصدور من علل.
  • الكلام الحسن هو الأساس المتين الذي تبنى عليه علاقات المحبة، والرحمة، والإنتاج، والتربية بين الناس.
  • الكلام الحسن يهيئ البيئة الصالحة لنمو العلاقات الطيبة بين الأفراد، والتي بدورها تثمر نتائج عظيمة تحقق السعادة والفرح والسرور، ومعاني الخير بين الناس.
  • الكلام الحسن يؤدي إلى تأليف القلوب وتوادها، بينما الكلام الخبيث يؤدي إلى إشعال الفتن والنزاعات بين الناس.
  • الكلام الحسن يعود بالخير والفائدة على صاحبه في حياته وبعد مماته.
  • الكلام الحسن يزيد القلوب سعادة وبهجة وألفة.
  • الكلام الحسن ينقذ النفوس من الهلاك، ويهدي إلى نور الإيمان ودروب الخير والصلاح.
  • الكلام الحسن سبب لنيل رضا الله ومحبته، ورفع درجة المؤمن، وبالتالي الدخول إلى جنات النعيم.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا،يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ).

رفع الله بها درجات أي: يرفع الله بها درجاته، أو يرفعه الله بها درجات.

بالكلام الحسن يثبت الله الذين آمنوا في القبر، وعند بعث الناس من القبور للحساب، وبقدر فهم معانيها، والعمل بمقتضاها تزداد وتقوى جذورها، وتبسق فروعها، ويطيب أكل ثمارها.

المراجع

  1. أبعدنان الجابري ،أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير وتطبيقاته التربوية، صفحة 77. بتصرّف.
  2. سورة سورة ابراهيم ، آية:24
  3. وهبه الزحيلي ،التفسير المنير للزحيلي، صفحة 242. بتصرّف.
  4. وهبه الزحيلي ،التفسير المنير للزحيلي، صفحة 242. بتصرّف.
  5. محمد إسماعيل المقدم ،عودة الحجاب، صفحة 416. بتصرّف.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6478، صحيح .
  7. شمس الدين السفيري ،شرح البخاري للسفيري المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية، صفحة 75. بتصرّف.
  8. سعيد حوى ،الأساس في التفسير، صفحة 802. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تطور اللغة لدى الأطفال

المقال التالي

الكلية الحربية السودانية: المؤسسة العسكرية الأولى في السودان

مقالات مشابهة