أثر الصلاة على النفس

فائدة الصلاة على النفس

تُعدّ الصلاة ركيزة أساسية في الإسلام، ولها أثرٌ عميقٌ على النفس البشرية. فهي تُساعد على تربية النفس على طاعة الله -عزّ وجلّ-، وتُغرس في قلب صاحبها الإيمان بقدرة الله -تبارك وتعالى-، وتُجمّل النفس بمكارم الأخلاق. يُمكننا تقسيم فوائد الصلاة على النفس إلى عدة جوانب:

تربية النفس على الطاعة

تُقوم الصلاة بتربية النفس على طاعة الخالق -عزّ وجلّ- واتِّباع أوامره. فالوقوف بين يدي الله -تبارك وتعالى- في الصلاة يُذكّر الإنسان بواجباته تجاه خالقه، ويشعره بالمسؤولية عن أفعاله.

تعزيز الإيمان بقدرة الله

تُغرس الصلاة في قلب صاحبها الإيمان بقدرة الله -تبارك وتعالى- وعظمته، ورحمته، ومغفرته. فالوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- يُشعر الإنسان بضعفه وعجزه أمام قوة الله -تعالى-.

تنمية مكارم الأخلاق

تُجمّل الصلاة وتُحلِّي النّفسبمكارم الأخلاق، ومنها: الصدق، الأمانة، التواضع، والعدل. فالصلاة تُعلم الإنسان أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الناس، وأن يكون أمينًا في تعاملاته، وأن يتواضع أمام الله -تعالى-، وأن يكون عادلًا في جميع أموره.

شعور بالانتماء والترابط

عندما يستقبل الإنسان القبلة، ويتّجه نحوها مع المصلين في جميع أنحاء العالم؛ فإنّه يشعر في نفسه بالتآلف والوحدة مع الجماعة. يشعر الإنسان بالانتماء إلى أمة واحدة تُوحّدها الصلاة وتُزيل الفوارق بينهم.

تربية النفس على العدل والحكمة

تقوم الصلاة بتربية نفس الإنسان على العدل والحكمة في جميع أمور حياته، ووضع كلّ شيءٍ في موضعه الصحيح. فالصلاة تُعلم الإنسان أن يكون عادلًا في جميع تعاملاته، وأن يتخذ القرارات الحكيمة في جميع أموره.

دقة في مواعيد

تقوم الصلاة بتعويد الإنسان على جعله دقيقًا في مواعيده والحرص على الوقت. فالصلاة تُذكر الإنسان بضرورة المحافظة على الوقت، وأن يكون ملتزمًا بمواعيده.

معالجة النفس من الرذائل

تنهى الصلاة صاحبها عن الوقوع في الفحشاء والمنكر؛ حيث تقوم بمعالجة النّفس البشريّة من نوازع الشرّ؛ حتى تخلو نفس الإنسان من هذه الرذائل، ويقوم بالابتعاد عن كلّ منكرٍ. كما قال -تبارك وتعالى-:(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).[٢]

فضل الصلاة في شؤون الحياة

من أعظم ما يُظهرفضل الصلاةوأثرها على الإنسان أنّ الله -تعالى- قد أمر عباده المؤمنين بالاستعانة بالصلاة في الأمور التي يواجهها في الدنيا، فكانت سببًا في قضاء حاجاته، وجلب الرزق له، ودفع همومه وكروبه.[٣]

الشفاء النفسي عبر الصلاة

يمرّ الإنسان بشتى أنواع المُشكلات سواءً أكانت داخل المنزل أو خارجه، من الأفراد أو من المجتمع، ولا يستطيع أن يتخلّص من هذه الطاقة السلبيّة إلّا إذا أفضى بمشاكله لصديقٍ عزيزٍ عليه أو من خلال الذهاب لمعالجٍ نفسيٍّ. فما بالك عندما يقوم الإنسان بتسليم كلّ أمره لله -تبارك وتعالى- ويتوكل عليه بدعائه في الصلاة ومناجاته.[٤]

راحة النفس وتخفيف الهموم

إنّ الإنسان عند وقوفه بين يدي خالقه، يشعر بعظمة الله -تعالى-، وأنّه السبيل لراحة نفسه وإزالة كلّ المشاعر السيئةٍ من خوفٍ وحزنٍ، قال -تبارك وتعالى-:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[٥]

السيطرة على الغضب

تُعدُّ الصلاة علاج فعَّالًا للسيطرة على الغضب والتهوّر.[٤]

هدوء النفس

تقوم الصلاة بتعليم الإنسان التحكُّم في مشاعره، وأن يكون منضبطًا هادئًا وخاضعًا لله -عزّ وجلّ-، وتمنح الصلاة المؤمن طاقةً روحيَّةً عجيبةً، تؤدي إلى زرع الاطمئنان في قلبه، وهدوء في النفس، وزوال قلقله، وصفاء ذهنه؛ إذ إنّ هذه الطاقة تزيد من الخشوع الذي يساعد الإنسان على التركيز والتأمل، ويعتبر التركيز والتأمُّل من أهم الطرق لعلاج التوتر العصبي، ولذلك قام الله -تبارك وتعالى- بأمر المؤمنين وحثّهم علىالخشوع أثناء الصلاة؛ لما فيه من فوائد عديدةٍ في نفس الإنسان، قال -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).[٦][٤]

أدلة من القرآن الكريم على أهمية الصلاة

وردت في القرآن الكريم آياتٌ عديدةٌ عنأهميّة الصلاةفي نفس الإنسان، وهذا بيانٌ لبعضٍ منها:[٧]

أمر الله -تعالى- بالصلاة

قوله -تبارك وتعالى-:(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).[٨]

صفة المؤمنين

قوله -عزّ وجل-:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[٩]

الخلاصة

تُعدّ الصلاة من أهم العبادات التي تُقرب الإنسان من ربه، وتُساعد على تنمية جميع جوانب شخصيته، من الناحية الروحية والأخلاقية والاجتماعية. فمن خلال الصلاة يشعر الإنسان بالراحة والسكينة، ويزداد إيمانه بالله -تعالى-.

المراجع

Exit mobile version