فهرس المحتوى
- تأثير الصلاة على الفرد
- زيادة صلة العبد بربه
- تكفير الذنوب والتقرب من الله
- تحسين الأخلاق وتقويم السلوك
- سكينة النفس والاستقرار النفسي
- تأثير الصلاة على المجتمع
- توحيد صفوف المسلمين وتثبيت قلوبهم
- ترسيخ العقيدة وإثبات وحدانية الله
- التلاشي الفروقات بين المسلمين
- ثبات المجتمع في المحن
- توطيد علاقات أفراد المجتمع
- خصائص الصلاة في الإسلام
- أهمية الصلاة في الحياة الإسلامية
- المراجع
تأثير الصلاة على الفرد
للصلاة أثرٌ كبيرٌ على حياة الفرد، فهي تجلب له السكينة والراحة النفسية، وتُقوّي علاقته بربه. إنّها عبادةٌ شاملةٌ، تجمع بين الجسد والروح، فمن خلالها يُقرّب العبد نفسه من خالقه، ويُعبر عن خضوعه وتسليمه له. تُعدّ الصلاة أيضًا وسيلةً لتطهير النفس من الذنوب والخطايا، وتحسين السلوك والأخلاق.
زيادة صلة العبد بربه
منّ الله -تعالى- على المُسلمين بأن رزقهم صلةً عظيمةً بين الإنسان بضعفه وبين الإله الواحد العظيم بسلطانه وقدرته. تُعتبر الصلاة تلك الصلة، فهي العبادة المُرتبطة بالمسلم بكل أحواله، سواء كان مريضاً، أو مسافراً، أو حتى مُجاهِداً. وتجتمع فيها جميع العبادات قلبيّاً وعقائدياً وبدنيّاً ولفظيّاً.
إنّ الصلاة تُشعر المسلم بِعزّةٍ ورفعةٍ عندما يضعُ الشخص جبهته وناصيته على الأرض؛ ليتذلّل ويفتقر إلى خالقه. فيتحرّر من قيوده، ويُعلن كامل التسليم لله -تعالى-، ويكرّر في استقامة قلبه: (سبحان ربي الأعلى). [1, 2]
تكفير الذنوب والتقرب من الله
الصلاة مُكفّرة للذنوب والخطايا؛ فقد ورد في حديث نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا). [3, 1]
تحسين الأخلاق وتقويم السلوك
قد قَرَن الله -تعالى- في غير موضعٍ من القرآن الكريم الصلاةَ باستقامة الخُلُق، فقال: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ). [4, 5]
الصلاة تَبني وتُقّوِّم الوازع الأخلاقي وجوانب عديدةٍ أُخرى، منها الجانب الفكري؛ حيث تَحُثُّ المُسلمَ على التفكُّر والتدبُّر في خلق الله -تعالى-، ويحرص المسلم فيها على التَزيّنِ والتَّطِيب وأن يكون بأفضل حُلّةٍ أمام الله، وغير ذلك من الجوانب. [6]
سكينة النفس والاستقرار النفسي
الصلاة وسيلة لسكينة النفس واستقرارها، وفي أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-:(وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)؛ [7] توجيهٌ نحو الأناة وعدم الاستعجال، فيتعلم المسلم كيف يعيش كل لحظةٍ من حياته دون تَعجُّل، ويكون مُدركاً أنّ الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الضر والنّفع بيده -سبحانه- وحده. [8]
تأثير الصلاة على المجتمع
للصلاة أثرٌ كبيرٌ على المجتمع المسلم، فهي تُوحّد صفوف المسلمين وتُرسّخ العقيدة في نفوسهم، وتُساهم في بناء مجتمعٍ متماسكٍ وقويٍّ. كما أنها تُقوّي الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتُشجع على التعاون والتآزر.
توحيد صفوف المسلمين وتثبيت قلوبهم
من خلال إظهار الشعائر بشكلٍ جماعيٍّ، كما أنّ التزام العلماء والصالحين فيها سببٌ في اقتداء الضعفاء والأقل إيماناً بهم في ذلك. واجتماعهم عليها جميعاً من صغيرٍ، وكبيرٍ، وعالمٍ، وجاهلٍ، وقويِّ الإيمان وضعيفه يُبيّن عظمة دين الإسلام ووحدته، وأنّ كلمة الله -تعالى- هي العُليا. [10]
ترسيخ العقيدة وإثبات وحدانية الله
كما أنّ لأذان الصلاة أيضاً وقعٌ خاص في أسماع المسلمين؛ فهو بمثابة الإعلان عن دخول وقت الصلاة، وترسيخ العقيدة في نفوس المسلمين التي تؤكّد على معاني توحيد الله -تعالى- وإثبات النبوّة لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال الأذان وتكراره. [10]
التلاشي الفروقات بين المسلمين
من الآثار أيضًا أنّ الفروق تتلاشى بين الناس حين يصطفّ الفقير بجانب الغنيّ، والمسؤول بجانب المواطن، والأبيض والأسود، وكلّهم يعترفون بافتقارهم وعبوديّتهم لله -تعالى-، ويؤدّونها بشكلٍ يومي؛ ليرسّخ في نفوسهم ونفوس غيرهم وحدَة هذا المجتمع وهذه الأمة. [11]
ثبات المجتمع في المحن
حين يتّجه المسلمون باتّجاه قِبلةٍ واحدةٍ ويتّحدون في جميع أنحاءِ الأرض في عبادتهم وعقيدتهم وقبلتهم، وكأنهم جسدٌ واحد، فهي من أعظم أسباب ثباتِ المُسلم في المِحن. [5]
توطيد علاقات أفراد المجتمع
الصلاة تزيد من ثقة المُسلم بربه مع المداومة عليها، وتُغذِّي الجانب الاجتماعي في حرص الإسلام على صلاة الجماعة ورفع قيمتها وأجرها، ويوجب الشّرع صلاة الجمعة للرجال، وهي لا تصح إلا في جماعة، ومن هنا يُخالط المسلم بقية المسلمين ويتعرّف عليهم، وتزداد الوحدة بينهم. [8]
خصائص الصلاة في الإسلام
الصلاة هي عمادُ دين الإسلام، وركنٌ أساسيّ فيه، وهي الفريضة الأولى بعد الإيمان بالله. إنّها العبادة التي يخشع فيها المسلم، وتجعله ذليلاً أمام الله متواضعاً لخلقه، تدفعه لفعل الخير وتبعده عن الشر، فيكون قوياً بالله مُعتمداً عليه في أموره كلها. [12]
ويتّجه المسلمون جميعاً نحو بيوت الله -تعالى-، التي قال عنها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ). [13]
هذه البيوت مركز مهم في حياة المسلم؛ ففيها التوجيه، والتدريس، والتعليم، وتبادل هموم الأُمّة، وهي مكان راحة وسَكينة للقلوب والأرواح، وبعدها تخرج للمُجتمع صالحةً مُصلحةً عاملةً بانيةً. [12]
أهمية الصلاة في الحياة الإسلامية
للصلاة خصائص وميّزات، منها ما يأتي: [14]
- يُطلق على الصلاة لفظ الإيمان؛ تعظيماً لمكانتها، كما في قول الله -تعالى-:(وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ). [15]
- خُصّص ذكر الصلاة في كثير من المواضع بين الأعمال والشعائر الإسلامية، كما في قوله -تعالى-:(وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ). [16]
- ذُكرت الصلاة مقرونةً مع عباداتٍ أخرى كثيرة في العديد من مواضع القرآن الكريم، مثل قوله -سبحانه وتعالى-:(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ). [17]
- ذكر الله -تعالى- أهمية الصبر عليها، وأَمَر بذلك، كما في قوله -تعالى-:(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ). [18]
- لا تسقط الصلاة عن المسلم تحت أيّ ظرف، فهي واجبة عليه بكل الأحوال والأوقات. [14]
- جَعَلها الله أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صَلُحت صَلُحَ العمل كلّه، لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:(إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ). [19, 20]
باختصار، للصلاة آثارٌ عديدةٌ على مستوى الفرد والمجتمع. فهي الصلة بين العبد وربّه، وبالصلاة تحصل الطمأنينة والسكينة في قلب المسلم. كما أنّها تساعد في ترسيخ عقيدة المجتمع وثباته أمام المحن والمصائب. ولها خصائص متنوعة، فهي أول ما يُسأل العبد عنه يوم القيامة.
المراجع
- أبتدراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (2013 م)، إسحاق بن عبد الله السعدي (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 757-258، جزء 2. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 146، صحيح.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 528، صحيح.
- سورة العنكبوت، آية: 45.
- إسحاق السعدي (2013 م)، دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 257-259، جزء 2. بتصرّف.
- إبتهاج محمد خير (2007)، أثر الصلاة في تربية سلوك المسلم، صفحة 29. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 6008، صحيح.
- أبياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 139-135. بتصرّف.
- سورة البقرة، آية: 43.
- إبتإسحاق بن عبد الله السعدي (2013 م)، كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (الطبعة الأولى)، قطر، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 763-760، جزء 2. بتصرّف.
- ياسين التميمي، “أثر الصلاة في تشكيل الفكر التربوي الإسلامي”، أبحاث البصرة (العلوم الإنسانية)، العدد 1، المجلد 34، صفحة 140/142. بتصرّف.
- بعلي عبد اللطيف منصور (1404هـ)، العبادات في الإسلام وأثرها في تضامن المسلمين (الطبعة السادسة عشر)، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، صفحة 123-122. بتصرّف.
- سورة النور، آية: 37-36.
- بد. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 20-18. بتصرّف.
- سورة البقرة، آية: 143.
- سورة الأنبياء، آية: 73.
- سورة الكوثر، آية: 2.
- سورة طه، آية: 132.
- رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2020، صحيح.
- أحمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.
