جدول المحتويات
فراق غير مذمم
يُعدّ الفراق من المواضيع التي ألهمت العديد من الشعراء، ومن بينهم أبو الطيب المتنبي. وتُظهر لنا أبيات المتنبي عن الفراق مدى تأثره به، وكيف أنه يصف شعوره بحسرة شديدة، ويبين مدى اشتياقه لمن غاب عنهم. ففي قوله:
فراق ومن فارقت غير مذمم
يُبيّن لنا أنّ الفراق ليس بالسهل، وأنه ليس ذنبا من المفترق، بل هو أمرٌ واقع.
أرق على أرق ومثلي يأرق
تُعبر أبيات الشاعر عن مشاعر الرّوح التي تُعاني من الفراق.
أَرق على أَرق ومثلي يأرق
وجوى يزيد وعبرة تترقرق
يكشف لنا الشاعر عن مدى ألم الفراق الذي يزداد يوماً بعد يوم، كما لو كان قلبًا ينبض بمشاعر من الحزن والحنين.
ما أعهد
يُقرّ المتنبي في هذه الأبيات بِحقيقة الفراق وهو أمرٌ لا يُمكن تجنّبه، وأنّ الحياة مليئة بالفراق.
أما الفراق فإنه ما أعهده
هو توأمي لو أن بينا يولد
يُخبرنا الشاعر أنّ الفراق كان ملازماً له، كما لو كان توأماً له.
بقائي شاء ليس هم ارتحالا
في هذه الأبيات، يُعبّر المتنبي عن شعوره بِأنّ البقاء هو الذي يُسبب له الألم، وليس الفراق نفسه.
بقائي شاء ليس هم ارتحالا
كأن الحزن مشغوف بقلبي
يُبين الشاعر أنّ قلبه مليء بالحبّ للغائب، وأنّ الفراق هو الذي يُسبب له الحزن.
وفي الختام، يُمكن القول إنّ أبيات المتنبي عن الفراق تُعبر عن مشاعر الإنسان المُحِب الذي يُعاني من فراق من يُحبّ. وإنّها تُعرّفنا على عمق الشعر العربي و قدرته على التعبير عن أعمق المشاعر بِكلّ صدق.