محتويات
- شعر عن المدح والفخر
- قصيدة عن المديح للبحتري
- قصيدة أمن ازديارك في الدجى الرقباء للمتنبي
- قصيدة لابراهيم الأسود
- قصيدة لابن الرومي
شعر عن المدح والفخر
يُعَدّ الشعر العربي من أهمّ الفنون التي عبّرت عن مشاعر الإنسان العربي، وبرزت فيه مختلف المواضيع، ومنها
المَدْح، الذي يعبّر عن الإعجاب والتقدير بشخصٍ أو عملٍ ما.
وقد تخلل شعراء العرب في العصور المختلفة، وأبرزوا فيه مهارتهم في
استخدام اللغة العربية بكافة فنونها.
قصيدة عن المديح للبحتري
يقول ابن الرومي:
أيا من ليس يُرضيه مديحٌ
وعفوُ الشتم عنه له كثيرُ
أجِدَّك لا ترى في الشعر كُفؤاً
لمجدك أين جار بك المسيرُ
كأنك قد حللت من المعاليب
حيث الشمس والقمر المنيرُ
فإن الله أعلى منك جِداً
ويرضِيه من الحمد اليسيرُ
ويقول ابن نباتة المصري:
يا من أرى نسبي بيتَ المديحِ لهُ
لو لم يكن ليَ لا بيتٌ ولا نسب
لا تأمرني بمدحِ الحاضرين
فما أراه بل لا أرى قلبي له يجب
بيني وبين مديح القوم فاصلة ٌ
ما دام لي في معاني مدحكم سبب
قصيدة أمن ازديارك في الدجى الرقباء للمتنبي
يقول المتنبي:
إنّما أحْفَظُ المَديحَ بعَيْني
لا بِقَلْبي لِمَا أرَى في الأمِيرِ
مِنْ خِصالٍ إذا نَظَرْتُ إلَيهِ
نَظَمَتْ لي غَرائبَ المَنْثُورِ
قصيدة لابراهيم الأسود
قال البحتري في مدحه:
أَحِجَاباً بَعدَ المدِيحِ، ومَطْلاً
بَعْدَ وَعْدٍ منْ ذَا بِهَذيْنِ يَرْضَى
ليْسَ مِثْلي عَلى الهَوانِ، أَبا نَصرٍ
ولا الذُّلِّ في المواِطِن أَغْضَى
أَجعلتَ الجَزَاءَ لِي من مَديحيكَ
اطِّرَاحاً وغَفْلةً ما تُقضَّى؟
وتهاونتَ بي لأَن صِرتَ باليُسْرِ
سَمَاءُ وصِرتُ بالعُسْرِ أَرْضَا
أوَلَسْتُ الَّذي انْتَحلْتُ لك الْوُدَّ،
وأَصْفيْتُكَ المَحَبّةَ مَحْضَا
يا كَثير المِطالٍ، كَمْ، وإِلى كمْ
أَتقاضاكَ مَوْعِداً لَيسَ يُقْضى؟
كُلَّما سِرْتُ فِي اقِتضائِكَ مالِ
عنقا، سرت في مِطالِك رَكْضَاً
قَدْ حَطَطنَاكَ بَعْضَ ما كانَ في الوَعدِ
لَنا وَاجِباً لِتُنجِزَ بَعْضا
واقَتصَرْنا عَلى الدَّنانيرِ فاجْعَله
نَا نِحْلةً وإِن شِئْتَ قرْضَاً
وثُغورٌ كأَنَّها اللؤْلُؤُ الرَّطبُ
أَوالأُقحُوَانُ يَهتَزُّ غَضَّالا
تنكَّرتُ في الوصَالِ وإِن أَظْهَرتَ
لي ظالِماً جَفاءٌ وبُغْضَاً
قصيدة لابن الرومي
يقول المتنبي في مدحه:
أمِنَ ازدِيارَكِ في الدُّجى الرُّقَبَاءُ
إذْ حَيثُ كنتِ مِنَ الظّلامِ ضِياءُ
قَلَقُ المَليحَةِ وِهْيَ مِسْكٌ هَتكُها
ومَسيرُها في اللّيلِ وهيَ ذُكاءُ
أسَفي على أسَفي الذي دَلّهْتِني
عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليّ خَفَاءُ
وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ
قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ
مَثّلْتِ عَيْنَكِ في حَشايَ جِراحَةً
فتَشابَها كِلْتاهُما نَجْلاءُ
نَفَذَتْ عَلَيّ السّابِرِيَّ ورُبّمَا
تَنْدَقّ فيهِ الصَّعدَةُ السّمْراءُ
أنا صَخْرَةُ الوادي إذا ما زُوحمَتْ
وإذا نَطَقْتُ فإنّني الجَوْزاءُ
وإذا خَفِيتُ على الغَبيّ فَعَاذِرٌ
أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
شِيَمُ اللّيالي أنْ تُشكِّكَ ناقَتي
صَدْري بها أفضَى أمِ البَيداءُ
فَتَبيتُ تُسْئِدُ مُسْئِداً في نَيّها
إسْآدَها في المَهْمَهِ الإنْضاءُ
بَيْني وبَينَ أبي عليٍّ مِثْلُهُ
شُمُّ الجِبالِ ومِثْلُهنّ رَجاءُ
وعِقابُ لُبنانٍ وكيفَ بقَطْعِها
وهُوَ الشّتاءُ وصَيفُهُنّ شِتاءُ
لَبَسَ الثُّلُوجُ بها عَليّ مَسَالِ
كيفَكَأنّها بِبيَاضِها سَوْداءُ
وكَذا الكَريمُ إذا أقامَ ببَلْدَةٍ
سَالَ النُّضارُ بها وقامَ الماءُ
جَمَدَ القِطارُ ولَوْ رَأتْهُ كمَا تَرَى
بُهِتَتْ فَلَمْ تَتَبَجّسِ الأنْواءُ
في خَطّهِ من كلّ قَلبٍ شَهْوَةٌ
حتى كأنّ مِدادَهُ الأهْواءُ
ولكُلّ عَيْنٍ قُرّةٌ في قُرْبِهِ
حتى كأنّ مَغيبَهُ الأقْذاءُ
مَنْ يَهتَدي في الفِعْلِ ما لا تَهْتَدي
في القَوْلِ حتى يَفعَلَ الشّعراءُ
في كلّ يَوْمٍ للقَوافي جَوْلَةٌ
في قَلْبِهِ ولأُذْنِهِ إصْغَاءُ
وإغارَةٌ في ما احْتَواهُ كأنّما
في كُلّ بَيْتٍ فَيْلَقٌ شَهْبَاءُ
مَنْ يَظلِمُ اللّؤماءَ في تَكليفِهِمْ
أنْ يُصْبِحُوا وَهُمُ لَهُ أكْفاءُ
ونَذيمُهُمْ وبهِمْ عَرَفْنَا فَضْلَهُ
بِضِدّها تَتَبَيّنُ الأشْياءُ
مَنْ نَفْعُهُ في أنْ يُهاجَ وضَرُّهُ
في تَرْكِهِ لَوْ تَفْطَنُ الأعداءُ
السّلمُ يَكسِرُ من جَناحَيْ مالهِ
بنَوالِهِ ما تَجْبُرُ الهَيْجاءُ
يُعطي فتُعطَى من لُهَى يدِهِ اللُّهَى
وتُرَى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ
مُتَفَرّقُ الطّعْمَينِ مُجْتَمعُ القُوَى
فكأنّهُ السّرّاءُ والضّرّاءُ
وكأنّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُمُ
تَمَثّلاً لوُفُودِهِ ما شَاؤوا
يا أيّهَا المُجدَى علَيْهِ رُوحُهُ
إذْ لَيسَ يأتيهِ لها اسْتِجداءُ
احْمَدْ عُفاتَكَ لا فُجِعْتَ بفَقدِهم
فَلَتَرْكُ ما لم يأخُذوا إعْطاءُ
لا تَكْثُرُ الأمواتُ كَثرَةَ قِلّةٍ
إلاّ إذا شَقِيَتْ بكَ الأحْياءُ
والقَلْبُ لا يَنْشَقّ عَمّا تَحْتَهُ
حتى تَحِلّ بهِ لَكَ الشّحْناءُ
لمْ تُسْمَ يا هَرُونُ إلاّ بَعدَمَا اقْــتَرَعَتْ
و نازَعتِ اسمَكَ الأسماءُ
فغَدَوْتَ واسمُكَ فيكَ غيرُ مُشارِكٍ
والنّاسُ في ما في يَدَيْكَ سَواءُ
لَعَمَمْتَ حتى المُدْنُ منكَ مِلاءُ
ولَفُتَّ حتى ذا الثّناءُ لَفَاءُ
ولجُدْتَ حتى كِدْتَ تَبخَلُ حائِلاً
للمُنْتَهَى ومنَ السّرورِ بُكاءُ
أبْدَأتَ شَيئاً ليسَ يُعرَفُ بَدْؤهُ
وأعَدْتَ حتى أُنْكِرَ الإبْداءُ
فالفَخْرُ عَن تَقصِيرِهِ بكَ ناكِبٌ
والمَجْدُ مِنْ أنْ يُسْتَزادَ بَراءُ
فإذا سُئِلْتَ فَلا لأنّكَ مُحوِجٌ
وإذا كُتِمتَ وشَتْ بكَ الآلاءُ
وإذا مُدِحتَ فلا لتَكسِبَ رِفْعَةً
للشّاكِرينَ على الإلهِ ثَنَاءُ
وإذا مُطِرْتَ فَلا لأنّكَ مُجْدِبٌ
يُسْقَى الخَصِيبُ ويُمْطَرُ الدّأمَاءُ
لم تَحْكِ نائِلَكَ السّحابُ وإنّما
حُمّتْ بهِ فَصَبيبُها الرُّحَضاءُ
لم تَلْقَ هَذا الوَجْهَ شَمسُ نَهارِنَا
إلاّ بوَجْهٍ لَيسَ فيهِ حَيَاءُ
فَبِأيّما قَدَمٍ سَعَيْتَ إلى العُلَى
أُدُمُ الهِلالِ لأخمَصَيكَ حِذاءُ
ولَكَ الزّمانُ مِنَ الزّمانِ وِقايَةٌ
ولَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ
لوْ لم تكنْ من ذا الوَرَى اللّذْ منك هُوْ
عَقِمَتْ بمَوْلِدِ نَسْلِها حَوّاءُ
يقول إبراهيم الأسود في مدحه:
أمير الفخر والمجد التليد
فرد الدهر من كرم وجود
حديث علاك للافواه طيب
للإسماع أطرب من نشيد
ولو نظموه في سمط لأغنى
حسان الغيد عن عقد فريد
تلوه في الهجوه علي حتى
نعمت بطيبه بعد الهجود
وما كذبت به رؤياي لكن
تحقق بعدها فنمت سعود
ياتت بشراه يحملها نهار
لا انعم فيه من يوم سعيد
فكان الذ في قلبي واشهى
على أذني من نغمات عود
فقلت عميد لبنان تحلى
بشامل عطف مارتل العميد
احلك في محل اميل قبلاً
وسوف تفوز منه بالمزيد
ويحظى البرلمان اذا انتداه
بنوه منك بالرأي الرشيد
وفوزك في مكان اميل فالٌبان
ستفوز في فخر جديد
وتخلفه بمنصبه محلى
بحكمتهوبالعزمالشديد
وتجري فيه مثل ابوك شوطاً
ونقفو مثله اثر الجدود
فجدك كان فيه خير والول
ليس له نظيرك من حفيد
وكان ابوك فيه ذا مضاء
لين لبأسه قلب الحديد
وانت ولي عهدهما المفدى
ومنصبك الجديد من الشهود
فعش متسنما ذروات فخرت
تجاري الشهب في شأو الصعود
يقول ابن الرومي في مدحه:
فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني
وجدتُ مجالا فيه للقول واسعاً
وإنْ لا أجد في مدحه فلأنني
وثِقتُ به حتى اختصرتُ الذرائعا
ومن يتَّكلْ لا يحتفلْ في ذريعة ٍ
ولا يسَع إلا خافضَ البال وادعاك
فَى طالباً عرفاً إذا أَمَّ أهلَه
من المدح ما أعفَى به الشعرُ طائعاً
على أنه لو زارهم غير مادِحٍ
كفاهُ بهم دون الشوافعِ شافعا
أبا حسن إنْ لا أكن قلتُ طائلاً
فإني لم أُنهض منالفكرواقعاً
مدحتُك مدح المستِنيم إلى امرىء ٍ
كريم فقلتُ الشعر وسنانَ هاجعاً
وإن أكُ قد أحسنتُ فيه فإنه
بما أحسنتْ قبلي يداك الصنائع
فعلتَ فأبدعتَ البدائع فاعلاً
فأبدع فيك القائلون البدائع
فلا زلت تُسدي صالحاً وأُنيرُهُ
فتُحسن متبوعاً وأُحسنتابعاً