أبيات شعر للمتنبي عن عزة النفس

قصيدة ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ . مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ . أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ قصيدة ذو العَقلِ يَشقَى

جديد أسلوب المتنبي في التعبير عن عزة النفس

يُعدُّ المتنبي واحدًا من أبرز شعراء العرب، و يُعرفُ بحبهِ لِعزة النفسِ و شجاعتهِ في مواجهةِ الصعابِ. و تُظهرُ قصائدهِ
دقّة ملاحظاتهِ و قدرتهِ على التعبيرِ عن مشاعرهِ و أفكارهِ بأسلوبٍ بديع.
في هذا المقالِ، سنُسلط الضوءَ على أبياتِ شعرٍ للمتنبي تُجسدُ عظمةَ عزة النفسِ و مُثلُهُ العلياَ و
شجاعتهِ في مواجهةِ الحياةِ.

قصيدة “ذو العقل يشقَى في النعيمِ بعقلهِ”

تُعدُّ هذه القصيدةُ من أشهرِ أعمالِ المتنبي ، و تُجسدُ عمقَ فكرهِ و قدرتهِ على التعبيرِ عن أعماقِ
النفسِ البشريةِ. و تُركزُ على أنّ العقلَ الذي يَشقَى في النعيمِ هو الذي يَستحقُّ التقديرَ
و الإعجابَ. و من خلالِ هذه القصيدةِ، يُقدمُ المتنبي رؤيتهِ للَـعَزّةِ
و شجاعةِ النفسِ التي تُمكنُ من تحملِ الصّعابِ و مواجهةِ الظّلمِ و الموتِ
بِشجاعةٍ و تَصميمٍ دون خَوفٍ.

و من أبرزِ أبياتِ هذهِ القصيدةِ:

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخوالِ الجَهلَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ

لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ

وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ

لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى

حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ

وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ

ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ

وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّة

وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ

شجاعة المتنبي في مواجهة الموت

تُبينُ هذه القصيدةُ التي تُسلّط الضوءَ على شجاعةِ
المتنبي مُقابلَ مُحاولةِ البعضِ إقناعهِ بأنّ العجزَ هو الشيء الذي يُمكنُ
أنْ يَحميَ من الخطرِ، و تُبينُ أنّهُ يَستحيلُ عليهِ أنْ
يَكونَ جبانًا و أنّ النفسَ التي تُريدُ أن تُعيشَ
في الدنيا بِكَرامةٍ يَجب أنْ تَكونَ شجاعةَ و تَواجهَ
الخطرَ و الموتَ بِشجاعةٍ و تَصميمٍ.

و من أبرزِ أبياتِ هذهِ القصيدةِ:

كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً

رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَ

وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ

تَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى

غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَ

كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَ

وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ

لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَ

وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ

فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا

كُلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـفُسِ

سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ

فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

عزة النفس و فخر المتنبي

تُجسّدُ قصيدةُ المتنبي “مُنىً كُنَّ لي أَنَّ
البيَاضَ خِضابُ” إحساسَ المتنبي بعظمةِ
نفسهِ و فخرهِ بِها. و تُبينُ أنهُ
لم يَحْزَنْ لِتَقدمِ العمرِ و شيبِ
الشعرِ، بل رأى في ذلكَ علامةَ
عظمةِ النفسِ و مُثُلُهُ العلياَ.
و تُركزُ القصيدةُ على أنّ جمالَ
النفسِ و قوتهاَ هو ما يُعطي
للإنسانِ شرفَهُ و عَزّتَهُ.

و من أبرزِ أبياتِ هذهِ القصيدةِ:

مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ

فَيَخْفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَبابُ

ليَالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ

وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ

فَكَيْفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي

وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ

جَلا اللَونُ عَن لَونٍ هَدى كُلَّ مَسلَكٍ

كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُ

وَفي الجسْمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بشَيْبِهِ

وَلَوْ أنّ مَا في الوَجْهِ منهُ حِرَابُ

لهَا ظُفُرٌ إنْ كَلّ ظُفْرٌ أُعِدُّهُ

وَنَابٌ إذا لم يَبْقَ في الفَمِ نَابُ

يُغَيِّرُ مني الدّهرُ ما شَاءَ غَيرَهَ

وَأبْلُغُ أقصَى العُمرِ وَهيَ كَعابُ

الطنّ و العزة في مواجهةِ الظّلمِ

تُجسّدُ قصيدةُ المتنبي “أُطاعِنُ
خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدهْرُ”
عَزّةَ نفسِ المتنبي و شجاعتهِ
في مواجهةِ الظّلمِ و الموتِ.
و تُبينُ أنهُ يَستحقُّ الإعجابَ
و التقديرَ بِسببِ شجاعتهِ و تَصميمهِ
على مُواجهةِ كلِّ صعوبةٍ و
خطرٍ بِشجاعةٍ و ثقةٍ بِنفسِهِ.
و تُركزُ القصيدةُ على أنّ
عزةَ النفسِ و شجاعةِ القلبِ
هي أهمُّ مُنَافِعِ الإنسانِ
و أهمُّ أُسسِ كَرامتهِ و
عَزّتِهِ.

و من أبرزِ أبياتِ هذهِ القصيدةِ:

أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ

وَحيدًا وما قَوْلي كذا ومَعي

الصّبرُ

وأشْجَعُ مني كلَّ يوْمٍ سَلامَتي

وما ثَبَتَتْ إلاّ وفي نَفْسِها أمْرُ

تَمَرّسْتُ بالآفاتِ حتى ترَكْتُهَ

تَقولُ أماتَ المَوْتُ أم ذُعِرَ الذُّعْرُ

وأقْدَمْتُ إقْدامَ الأتيّ كأنّ ليس

وَى مُهجَتي أو كان لي عندها وِتْرُ

ذَرِ النّفْسَ تأخذْ وُسعَها قبلَ بَينِها

مُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ

ولا تَحْسَبَنّ المَجْدَ زِقّاً وقَيْنَة

فما المَجدُ إلاّ السّيفُ والفتكةُ البِكرُ

و من خلالِ هذهِ القصائدِ، يُظهرُ
المتنبي حبهِ لِعزةِ النفسِ و شجاعتهِ
في مواجهةِ الظّلمِ و الموتِ،
و تُبينُ أنهُ يَستحقُّ الإعجابَ
و التقديرَ بِسببِ شجاعتهِ و
تَصميمهِ على مُواجهةِ كلِّ صعوبةٍ
و خطرٍ بِشجاعةٍ و ثقةٍ بِنفسِهِ.

Total
0
Shares
المقال السابق

أبيات شعر للمتنبي تعبر عن العتاب

المقال التالي

أبيات شعر ليزيد بن معاوية

مقالات مشابهة