أبيات من قصيدة تُسلط الضوء على أهمية العلم في ازدهار الأمم
في وصف العلم، يقول جبران خليل جبران:
بالعلم يدرك أقصى المجد من أمم
ولا رقي بغير العلم للأمم
يؤكد جبران على أن العلم هو الأساس للتقدم والازدهار للأمم، فهو نور ينير الطريق إلى المعرفة والحضارة.
ويُوضح ذلك من خلال الأبيات التالية:
يا من دعاهم فلبته عوارفهم
لجودكم منه شكر الروض للديمِ
يحظى أولو البذل إن تحسن مقاصدهم
بالباقيات من الآلاء والنعم
فإن تجد كرما في غير محمدة
فقد تكون أداة الموت في الكرم
معاهد العلم من يسخو فيعمرها
يبني مدارج للمستقبل السنم
موواضع حجرا في أس مدرسة
أبقى على قومه من شائد الهرم
شتان ما بين بيت تستجد به
قوى الشعوب وبيت صائن الرمم
لم يرهق الشرق إلا عيشه ردحا
والجهل راعيه والأقوام كالنعم
بحسبه ما مضىم غفلة لبثت
دهرا وآن له بعث من العدم
اليوم يمنع من ورد على ظمإ
من ليس باليقظ المستبصر الفهم
اليوم يحرم أدنى الرزق طالبه
فاعمل الفكر لا تحرم وتغتنم
والجمع كالفرد عن فاتته معرفة
طاحب به غاشيات الظلم والظلم
تُسلط هذه الأبيات الضوء على دور العلم في بناء الأمة، وتهيب بنا أن نتخذ من المعرفة سلاحًا لمواجهة الظلم والجهل.
قصيدة تُبرز العلم سُلّمًا نحو العلا
يُشدد مصطفى صادق الرافعي على أهمية المعرفة في صعود الأمم نحو المجد، فيقول:
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ
وألو المعارفِ يجهدونَ لينعموا
والعلمُ زينةُ اهلهِ بين الورى
سيانَ فيه أخو الغنى والمعدمُ
فالشمسُ تطلعُ في نهارٍ مشرقٍ
والبدرُ لا يخفيهِ ليل مظلمُ
لا فخرَ في نَسبٍ لمن لم يفتخرْ
بالعلمِ لولا النابُ ذلَّ الضيغمُ
وأخو العلا يَسعى فيدركُ ما ابتغى
وسواهُ من أيامهِ يتظلمُ
والخاملونَ إذا غدوتَ تلومهم
حسبوكَ في أسماعهم تترنمُ
في الناسِ أحياءٌ كأمواتِ الوغى
وخز الأسنةِ فيهم لا يؤلمُ
فاصدمْ جهالتهم بعلكَ إنما
صدمُ الجهالةِ بالمعارفِ أحزمُ
واخدم بلاداً أنتَ من أبنائها
إن البلادَ بأهلها تتفدمُ
واملأ فؤادكَ رحمةً لذوي الأسى
لا يرحم الرحمنُ من لا يرحمُ
تُبين هذه الأبيات أن العلم هو مفتاح التطور والارتقاء، وأن على كل شخص أن يسعى للحصول على المعرفة، ليكون
شمعةً تضيء ظلمة الجهل وتنير طريق التقدم.
كما تُحثنا على خدمة بلادنا ورعاية المحتاجين، فذلك هو أساس الأخلاق الرفيعة.
أبيات عن أهمية الأخلاق الحميدة
من أهم ما يجب أن يتحلى به الإنسان هي الأخلاق الحميدة. يقول علي بن أبي طالب:
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
والعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
تُؤكد هذه الأبيات على أهمية الأخلاق الحميدة وأنها أساس الدين والعقل والعلم والحلم والفضل والصبر
والشكر واللين. وتُبين أن على الإنسان أن يقاوم هواه وأن يلتزم بأخلاق الإسلام.
أبيات تُشبه الأخلاق بالنبات
يُشبه الشاعر معروف الرصافي الأخلاق بالنبات في قولِه:
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات
إذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربّي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ
كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا
بأزهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّي
يُهذّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ
بتربية ِ البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً
بأخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا
كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ
كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً
فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا
يفوق جميع الواح الحياة
إذا استند الوليد عليك لاحتتصا
وير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بك انعكاس
كما انعكس الخيالُ على المِرآة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس
لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا
يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن الجاهلات
وهل يُرجَى لأطفالِ كمالٌ
إذا ارتضعوا ثُدِيَّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى
أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم
فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكوم
مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها
«نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تخذنا بعدك العادات ديناً
فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ
وصدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى
نزلن به بمنزلة الأدَاة
وعدّوهن اضعف من ذباب
بلا جنح وأهون من شذاة
وقالوا شرعة الاسلام تقضي
بتفضيل «الذين على اللواتي»
وقالوا: إنَّ معنى العلم شيء
تضيق به صدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً
عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً
تزول الشمُّ منهُمُزَلزَلات
تُبرز هذه الأبيات أهمية دور التربية في تشكيل شخصية الإنسان، وأن الأخلاق الحميدة
مثل النباتات تحتاج إلى العناية والرعاية، فحضن الأم هو المدرسة الأولى التي تُزرع فيها
بذور الفضيلة.
كما تُشدد على ضرورة تعليم النساء وتثقيفهن، فهن أساس المجتمع وأمهات الأجيال،
وإن كُنّ جاهلات فقد ضاع مستقبل الأمة.
ختامًا، فإن العلم والأخلاق ركيزتان أساسيتان لبناء مجتمعات قوية ومتقدمة.
فالعلم يضيء الطريق نحو المعرفة والحضارة،
والأخلاق الحميدة تُشكل أساس بناء شخصية الإنسان وتؤثر على سلوكه
وحياته.