محتويات
- أبيات شعرية تحث على طلب العلم
- أشعار عن العلم وأهميته
- قصيدة أحمد شوقي عن العلم والمعلم
- قصيدة أبو إسحاق الألبيري عن العلم
أبيات تحث على طلب العلم
يُعدُّ العلمُ ركيزةً أساسيةً لنهضة الأمم وتطورها، وقد حثّ عليه العديد من الشعراء، مُعبّرين عن أهميته وقيمته العظيمة. من بين هؤلاء الشعراء جميل صدقي الزهاوي الذي قال:
حُضُّ على العلمِ حُضُّوايا قومُ فالعلمَ فرضٌ
هل يَتمُّ لشعبٍقد أغفلَ العلمَ نهضُ؟
كما يُظهرُ لنا الشاعر أحمد شوقي في هذه الأبيات ضرورة طلب العلم:
واقرأوا آداب من قبلكم ربما علم حيا من غبروا
اغنموا ما سخر الله لكم من جمال في المعاني والصور
واطلبوا العلم لذات العلم لا الشهادات وآراب
وأخركم غلام خامل في درسه صار بحر العلم أستاذ العصر
ويُؤكدُ لنا ابن الوردي على ضرورة المثابرة في طلب العلم وعدم التكاسل:
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
أشعار عن أهمية العلم
يرى حمد بن خليفة أبو شهاب أنّ العلم هو نورٌ يُضيء عقول الناس، مُخرجا إيّاهم من ظلمات الجهل:
فلله درّ العلم كيف ارتقت به
عقول أناس كنّ بالأمس بلّها
غذاها نمير العلم من فيض نوره
جلت عن محياها المتوّج بالبها
ويُؤكدُ ابن الوردي على أنّه يُمكنُ للعلم أن يُحطّم أعداء الأمة، وأنّه يُصلح سلوك الناس:
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ
ويلفتُ المعروف الرصافي الانتباه إلى أنّ العلم وحده لا يكفي، بل لابدّ أن يكون مُصحوباً بأخلاقٍ كريمة:
إِذا ما العلمُ لابسَ حسنَ خلقٍ
فرج لأهلِه خيراً كثيرا
وما إِن فازَ أكثرُنا علوماً
ولكن فازَ أسلمنا ضميرا
وليس الغنى إِلا غِنَى العلم إِنه
لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ
ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً
إِذا نكبت أخلاقُهم عن منارهِ
وما العلمُ إِلا النورُ يجلو دجى العمى
لكن تزيغُ العينُ عند انكسارهِ
فما فاسدُ الأخلاقِ بالعلمِ مفلحاً
وإِن كان بحراً زاخراً من بحارهِ
ويرى أبو العلاء المعري أنّ العلم كالقف، يحتاجُ إلى صبرٍ ومثابرة لفهمِهِ واستيعابه:
العلمُ كالقفل إِن ألفيته عسراً
فخلهِ ثم عاودْه لينفتح
وقد يخونُ رجاءٌ بعد خدمتِه
كالغَرْبِ خانتْ قواه بعد ما متحا
قصيدة أحمد شوقي عن المعلم
يُؤكدُ أحمد شوقي في قصيدته على دور المُعلمِ في بناء الأجيال ونهضة الأمم:
قُمْ للمعلِّمِ وفِّـهِ التَّبجيـل
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقول
سُـبحانكَ اللهمَّ خـَيرَ معـلِّمٍ
علَّمتَ بالقَلمِ القُـرونَ الأُولى
أخرَجـتَ هذا العَقلَ من ظُلماتِه
هوهديتهُ النُّـورَ المُبينَ سـَبيلا
وطَبعتَـهُ بيَدِ المعلِّـمِ، تـارةً
صدِيء الحديدِ، وَتارةً مصقُولا
أرسَلتَ بالتَّـوراةِ موسَى مُرشدًا
وابنَ البَتـولِ فعلَّم الإنجِيـلا
وفجَـرتَ يَنبـوعَ البَيانِ محمَّد
فسَقى الحَديثَ وناوَلَ التَّنزيلا
علَّمـتَ يونانًا ومصرَ فزالَـت
عن كلِّ شـَمسٍ ما تُريد أفولا
واليومَ أصبحنـا بحـالِ طُفولـةٍ
في العلْمِ تلتَمسانه تَطفيـل
من مَشرقِ الأرضِ الشُّموسُ تظَاهرتْ
ما بالُ مَغربها عَليه أُدِيـلا
يا أرضُ مُذ فَقدَ المُعلِّمُ نفسَه
بينَ الشُّموسِ وبينَ شَرقك حِيلا
ذهبَ الَّذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم
واسْتَعذبوا فيهَا العذاب وَبيلا
في عالَـمٍ صَحبَ الحَيـاةَ مُقيَّدً
بالفَردِ، مَخزومًا بـِه، مَغلول
صرعتهُ دُنيا المُستبدِّ كمَا هوَتْ
من ضَربةِ الشَّمس الرؤوس ذهُول
سقراطُ أعطَى الكـأسَ وهيَ منيَّةٌ
شفتَي مُحِبٍّ يَشتهي التَّقبيـل
عرضُوا الحيـاةَ عليهِ وهي غَباوة
فأبَى وآثَرَ أنْ يمُوتَ نَبيـلا
إنَّ الشَّجاعةَ في القُلوبِ كَثيرةٌ
ووَجدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
إنَّ الذي خلـقَ الحَقيقـةَ علقماً
لم يُخـلِ من أَهلِ الحَقيقةِ جِيلا
ولربَّما قَتلَ الغَـرامُ رجالَـها
قُتِلَ الغَرامُ، كم اسْتباحَ قَتيلَا
أوَ كلُّ من حامَى عن الحقِّ اقتَنى
عندَ السَّـوادِ ضغَائناً وذخُول
لو كنتُ أعتَقدُ الصَّليـبَ وخطبهُ
لأقمتُ من صلْبِ المَسيحِ دَليلا
أمعلَّمي الوادي وسَاسـة نشئِـهِ
والطَّابعين شَبابَـه المَأمـولا
والحَامليـنَ إذا دُعـوا ليعَلِّمـوا
عِبءَ الأمَانـةِ فاِدحـًا مَسؤولا
ونيَتْ خطـَى التَّعليمِ بَعـد مُحمّدٍ
ومشَى الهوينا بعد إسمَاعيـلا
كانت لنَا قدَمٌ إليهِ خَفيفـةٌ
ورمَتْ بدنلوبٍ فكَان الفِيـل
حتَّى رَأينَا مِصـرَ تخطـو إصبعً
في العلْمِ إن مشَت المَمالكُ مِيلاتِ
لك الكفـورُ وحُشـوها أميَّةٌ
مِن عَهدِ خُوفو لم تَرَ القِنديـلاتَ
جدُ الذين بَـنى المسلَّـةَ جـدُّهم
لا يُحسِـنونَ لإِبرةٍ تشكِيلا
ويدَلِّـلونَ إذَا أريدَ قيادُهم
كالبهمِ تأنسُ إذْ ترَى التَّدليلا
يتلُو الرجالُ عَليهمُ شَهواتهم
فالنَّاجحون ألذُّهـم تَرتيـلا
الجَهـلُ لا تَحيـا عَليهِ جماعةٌ
كَيفَ الحَياةُ علَى يديَّ عَزريلا
واللهِ لولا ألسُـنٌ وقَرائحٌ
دارَتْ علَى فطنِ الشَّبابِ شَمـولا
وتعهَّـدتْ من أربعيـنَ نفوسِـهم
تَغزو القنـوطَ وتغـرسُ التأميلا
عرفتْ مواضعَ جَدبـهم فتَتَابعـتْ
كالعَينِ فَيضَـاً والغَمامِ مَسيلاتُ
سدي الجَميلَ إلى البلادِ وتَستحي
من أنْ تُكافـأَ بالثَّنـاءِ جَميـل
ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه
عند الشَّدائـدِ يُغنيـانِ فَتيـل
ارُبُّوا على الإنصَافِ فتيانَ الحِمى
تجدُوهمُ كَهفَ الحقوقِ كُهـول
فهوَ الَّذي يَبني الطِّبـاعَ قَـويمةً
وَهوَ الذي يَبني النُّفوسَ عُـدولا
ويقيمُ منطقَ كلِّ أعـوج منطـقٍ
ويريه رأيًا في الأمـورِ أصِيـلا
وإذا المعلِّمُ لَم يكـنْ عدلًا مشَى
روحُ العَدالةِ في الشَّبابِ ضَـئيلا
وإذا المعلِّمُ سَـاءَ لَحـظَ بَصيـرةٍ
جَاءتْ علَى يدهِ البَصائرُ حُـول
وإذَا أتَى الإرشادُ من سَببِ الهوى
ومن الغُرور ِ فسمِّهِ التَّضـليلا
وإذا أُصيـبَ القَومُ في أخلاقِـهمْ
فأقـمْ عَلِيهـم مَأتمًا وعـويلا
إنِّي لأعذرُكم وأحسـبُ عبئَـكُم
من بينِ أعبَاءِ الرِّجـالِ ثَقيـلا
وَجدَ المُساعـدَ غَيرُكم وَحُرِمتـمُ
في مِصرَ عَونَ الأمَّهاتِ جليـلا
وإذا النَّسـاءُ نشـأنَ في أُمِّـيَّةٍ
رضـِعَ الرجالُ جَهالةً وخُمول
لَيسَ اليَتيمُ مَن انتهى أبواهُ مِنهـمِّ
الحـياةِ، وخلَّفاهُ ذَليـل
فأصَـابَ بالدُّنيـا الحكيمَة مِنهما
وبحُسنِ تَربيـةِ الزَّمـانِ بَديـلا
إنَّ اليَتيمَ هـوَ الذي تلقَـى لَـهُ
أمًّا تخلَّـتْ أو أبًا مَشغـول
مصـرٌ إذا ما راجَعـتْ أيَّامـه
الم تلقَ للسَّبتِ العَظيمِ مَثيـلا
البرلمانُ غَـدًا يمدُّ رواقَـهُ
ظلًّا علَى الوَادي السَّعيدِ ظَليل
نرجُو إذا التَّعليم حرَّك شَجـوَه
إلا يكونَ على البِلاد بَخيـل
قُل للشَبابِ اليومَ بورِكَ غرسُك
مدنتِ القُطوفُ وذلِّلَتْ تَذليـل
حَيُّـوا مِن الشُّهداءِ كُلَّ مغَيَّـبٍ
وضعُوا علَى أحجَـاره إكلِيـل
ليكُونَ حـَظَّ الحيِّ من شُكرانكم
جمَّـًا وحظُّ المَيتِ منهُ جَزيـل
لا يلمسُ الدُّستورُ فيكُم روحَـه
حتَّى يـرى جُنْديَّـهُ المَجهـول
ناشَدتُكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً
لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـول
فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ
أحملنَ فضـلًا أمْ حملنَ فُضـولا
إنْ أنتَ أطلعتَ الممثِّلَ ناقصـً
الم تلقَ عند كمالـه التمثيـل
فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلو
الأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا
إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى
لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـل
فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ
ثم انقضى فكأنـَّه ما قيـل
ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى
من كان عندكم هو المخـذول
كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالـم
اكَرُمَ الشبابُ شمائلًا وميـول
قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا
صوتَ الشبابِ مُحبَّبًا مقبولا
أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا
للخالقِ التكبيرَ والتهليـل
ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنَّنـي
أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـل
فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا
وَافاللهُ خيرٌ كافلًا ووكيـل
قصيدة أبو إسحاق الألبيري عن العلم
يُؤكدُ أبو إسحاق الألبيري على أنّ العلم هو نورٌ يُرشدُ الإنسان في حياته، وأنّ الجهلَ يُؤدي إلى ضياعِ الفرصِ وذبولِ الأملِ، فيقول في قصيدته:
إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيراً
فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلت
وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ
فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ ما فَهِمت
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلاً
وَتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرت
وَتُفقَدُ إِن جَهِلتَ وَأَنتَ باقٍ
وَتوجَدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدت
وَتَذكُرُ قَولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ
وَتَغبِطُها إِذا عَنها شُغِلت
لَسَوفَ تَعَضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها
وَما تُغني النَدامَةُ إِن نَدِمت
إِذا أَبصَرتَ صَحبَكَ في سَماءٍ
قَد اِرتَفَعوا عَلَيكَ وَقَد سَفَلت
فَراجِعها وَدَع عَنكَ الهُوَينى
فَما بِالبُطءِ تُدرِكُ ما طَلَبت
وَلا تَحفِل بِمالِكَ وَاِلهُ عَنهُ
فَلَيْسَ المالُ إِلّا ما عَلِمت
وَلَيْسَ لِجاهِلٍ في الناسِ مَعنىً
وَلَو مُلكُ العِراقِ لَهُ تَأَتّى
سَيَنطِقُ عَنكَ عِلمُكَ في نَدِيٍّ
وَيُكتَبُ عَنكَ يَوماً إِن كَتَبت
وَما يُغنيكَ تَشيِيدُ المَباني
إِذا بِالجَهلِ نَفسَكَ قَد هَدَمت
جَعَلْتَ المالَ فَوقَ العِلمِ جَهلاً
لَعَمرُكَ في القَضيَّةِ ماعَدَلت
وَبَينَهُما بِنَصِّ الوَحيِ بَونٌ
سَتَعلَمُهُ إِذا طَهَ قَرَأت
لَئِن رَفَعَ الغَنيُّ لِواءَ مالٍ
لَأَنتَ لِواءَ عِلمِكَ قَدرَفَعت
وختامًا، يُمكننا القول أنّ العلم هو أساسُ تقدمِ الأمم ورفعتها، وأنّ على كلِّ فردٍ أن يَسعَى للحصولِ عليهِ، وأن يُقدّرَ قيمةَ المُعلمِ ودورهِ الحاسمِ في بناءِ الأجيالِ.