من هو أبو نواس؟
يُعدُّ الحسن بن هانئ الحكمي، المعروف بأبو نواس، أحد أهمّ شعراء العصر العباسي الأول. ولد في مدينة الأهواز بإيران، وتحديدًا في منطقة باستان ماترد، وهي تُعَدُّ جزءًا من إقليم خوزستان الواقع على حدود العراق.
نسبه وأصوله
تتعدد الروايات حول أصوله، فبعض المصادر تشير إلى أن والدَه كان عربيًّا من دمشق، وأمّه فارسيّة، بينما تقول روايات أخرى إنّه فارسي الأصل، وأنّ والده كان مولى فارسيًا من موالي الجراح بن عبد الله الحكمي.
حياة أبو نواس
نشأته وبداياته
انتقلت عائلة أبو نواس إلى البصرة، حيثُ شبَّ فيها، وبدأ حياته العلمية هناك. توفي والده مبكرًا، وأرسلته والدته للعمل لدى عطّار في أسواق البصرة. لاحقًا، بدأ يزور مجالس العلم والأدب، حيثُ اجتمع بالعلماء والشعراء.
مسيرته العلمية
تلقى أبو نواس علوم اللغة العربية من الراوية عمرو بن العلاء، كما تعلم أحكام اللغة العربية، أنساب العرب، وتاريخهم. كما تأثّر بشعراء العصر المُجّان، مثل: والبة بن الحباب، وخلف الأحمر، ومطيع بن إياس، وسلك نهجهم في بعض جوانب حياته. يُقال إنّه درس أيضًا القرآن والحديث في البصرة، وقضى بعض الوقت في الصحراء يتعلم من البدو قواعد اللغة العربية.
علاقاته مع الخلفاء
انتقل أبو نواس إلى بغداد وبدأ بمخالطةِ البرامكة وآل الربيع. مدح الخليفة هارون الرشيد، لكنّه سُجن بسبب هجائه لقريش. قضى فترة في مصر، حيثُ مدح واليها الخصيب، ثمّ عاد إلى بغداد، التي كانت تُمثل له مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية.
في عهد الخليفة الأمين بن هارون الرشيد، عاد أبو نواس إلى بغداد وخدمه، لكنّ علاقتهما لم تستمر طويلًا، إذ سُجن الأمين أبو نواس بسبب خلاف نشأ بينه وبين المأمون.
الشاعر أبو نواس
خصائص شعره
يُعَدُّ أبو نواس من أبرز شعراء العصر العباسي، ويمتاز شعره بألفاظ جديدة تُظهر روح الدُّعابة والطرافة. يعبّر شعره أيضًا عن حسٍّ رقيقٍ وجمالٍ. كما يُلاحظ في شعره صوّرٌ للّمجون والعبث، عاكسةً واقع المجتمع في ذلك الوقت، مع لمسة ساخرةٍ من نمط حياته.
أبو نواس والخمر
كان أبو نواس مُعلّقًا بشرب الخمر، ويُذكر أنّه كتب شعرًا كثيرًا عن هذا الموضوع. ومن أشهر أبياته في ذلك:
ألا فاسقني خمرًا وقل لي هى الخمـر
ولا تسقني سرّا إذا أمكن الجهر
أُرجع بعض النقاد سبب ضعف بعض أشعارِه إلى تأثيرِ الخمر، لكنّ أبو نواس أقلع عن شرب الخمر وتاب عن المجون كما يُذكر.
وفاة أبو نواس
وفاته وتأثيره
تُوجد روايات متعددة حول تاريخ وفاة أبو نواس، فقيل إنّه توفي في بغداد سنة مئة وتسع وتسعين للهجرة عن عُمرٍ يناهزُ أربعةً وخمسين عامًا، وقيل ثمانية وخمسين عامًا. يُذكر أنّه تاب إلى الله في آخر حياته، وابتعد عن المعاصي. كما يُلاحظ في شعره تأثّره بتوبته، حيثُ يصف مشاعره ورغبته في التوبة من اللهو والمعاصي.
يبقى أبو نواس أحد أهمّ شعراء العصر العباسي، وأثر شعره في الأدب العربي بشكلٍ كبيرٍ. يُذكر بألفاظِه الجديدةِ، وروحِهِ الساخرةِ، ونظرةِهِ الواقعيةِ للحياةِ، رغم مجونه في بعض فترات حياته.