فهرس المحتويات
- حياة أبو نواس
- أشهر قصائد أبو نواس
- قصيدة أيا ملين الحديد
- قصيدة دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
- قصيدة ألا فاسقني خمرًا
- تأثير أبو نواس في الأدب
حياة أبو نواس
ولد أبو نواس عام 763م في الأهواز بمنطقة خوزستان، ونشأ في البصرة حيث تلقى تعليمه على يد كبار علماء اللغة. كان والده من جنود مروان بن محمد الأموي، وبعد سقوط الدولة الأموية، انتقلت العائلة إلى العراق. تلقى أبو نواس تعليمه في البصرة ثم انتقل إلى بغداد حيث اتصل بالخلفاء العباسيين ومدحهم. كما زار دمشق ومصر قبل أن يعود إلى بغداد، حيث قضى بقية حياته حتى وفاته عام 813م.
اشتهر أبو نواس بحياة اللهو والمجون، وكانت معظم قصائده تدور حول وصف الخمر والغزل. اتهم بالزندقة في فترة من حياته مما أدى إلى سجنه على يد الخليفة الأمين. كما عشق جارية تدعى “جنان” وألف عنها العديد من القصائد التي تعبر عن شغفه بها.
أشهر قصائد أبو نواس
يعد أبو نواس من أبرز شعراء العصر العباسي، وقد ترك إرثًا شعريًا غنيًا يتناول مواضيع متنوعة مثل الخمر والغزل والحكمة. من بين أشهر قصائده:
قصيدة أيا ملين الحديد
تعتبر هذه القصيدة من أبرز أعمال أبو نواس، حيث يعبر فيها عن مشاعره الجياشة تجاه محبوبته “جنان”. يقول في مطلعها:
أَيا مُلينَ الحَديدِ
لِعَبدِهِ داوُودِ
أَلِن فُؤادَ جِنانٍ
لِعاشِقٍ مَعمودِ
قَد صارَتِ النَفسُ مِنهُ
بَينَ الحَشا وَالوَريدِ
جِنانُ جودي وَإِن عَززَكِ الهَوى أَن تَجودي
أَلا اِقتُليني فَفي ذاكَ راحَةٌ لِلعَميدِ
أَما رَحِمتِ اِشتِياقي
أَما رَحِمتِ سُهودي
قصيدة دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
في هذه القصيدة، يدافع أبو نواس عن أسلوب حياته ويطلب من الناقدين التوقف عن لومه. يقول:
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها
لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ
لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألَاءُ
فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً
كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ
رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها
لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ
فَلَو مَزَجتَ بِها نوراً لَمازَجَها
حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ
دارَت عَلى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم
فَما يُصيبُهُمُ إِلّا بِما شاؤوا
قصيدة ألا فاسقني خمرًا
في هذه القصيدة، يعبر أبو نواس عن حبه للخمر ويرى فيها متعة الحياة. يقول:
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ
وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا
وما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّارَة ٍ نَبّهْتُها بعد هجْعَة ٍ ،
و قد غابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
تأثير أبو نواس في الأدب
يعد أبو نواس من الشعراء الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب العربي. تميزت قصائده بالجرأة والصراحة في التعبير عن المشاعر والأفكار، مما جعله محط إعجاب الكثيرين. كما أثرت قصائده في الشعراء اللاحقين الذين استلهموا من أسلوبه المميز في وصف الخمر والغزل.
على الرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب أسلوب حياته، إلا أن شعره يظل علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي. يعتبر أبو نواس رمزًا للحرية الفكرية والتعبير عن الذات بكل صدق.
في النهاية، يظل أبو نواس شاعرًا استثنائيًا استطاع أن يترك إرثًا شعريًا خالدًا، يجمع بين الجمال الأدبي والعمق الفكري.