أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي: سيرة حياة

تعرف على حياة حنين بن إسحاق العبادي، إسهاماته، صفاته المميزة، وأعماله في الترجمة والطب. اكتشف كيف أثر في الفكر العربي والعالمي.

تقديم عن حنين بن إسحاق

أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي، شخصية بارزة في تاريخ الفكر العربي. ولد بالقرب من بغداد في العراق سنة 808 ميلادية، وتوفي فيها عام 873 ميلادية. كان باحثاً واسع المعرفة ومترجماً مرموقاً، اشتهر بترجمة أعمال الفلاسفة اليونانيين الكبار مثل أفلاطون وأرسطو وأبقراط. بفضل جهوده، تمكن العلماء والفلاسفة العرب من الوصول إلى مصادر الفكر والثقافة اليونانية. درس حنين بن إسحاق الطب في بغداد وبرع في اللغة اليونانية القديمة.

خصائص حنين بن إسحاق

يعود نسب حنين بن إسحاق إلى آل العباد، وهم مجموعة من القبائل العربية التي كانت تدين بالمسيحية وتقطن منطقة الحيرة. تميز حنين بصفات عديدة، فقد كان فصيح اللسان وشاعراً بارعاً. قضى فترة في البصرة حيث تتلمذ على يد الشيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي. انتقل لاحقاً إلى بغداد وعمل في مجال الطب، وكان ملازماً لمجلس يوحنا بن ماسويه الذي كان من أهم المراكز لتعليم الطب. ذكر يوسف بن إبراهيم أن حنين بن إسحاق كان يقرأ كتاب “فرق الطب” على يوحنا بن ماسويه، وكان يتقن اللغات السريانية والرومية.

تجدر الإشارة إلى أن حنين أتقن أربع لغات ببراعة، وهي العربية والسريانية والفارسية واليونانية، ونقل هذه اللغات بدقة وإتقان كبيرين.

إنجازات حنين بن إسحاق

قام حنين بن إسحاق بترجمة العديد من الكتب وإعادة النظر في ترجمات الآخرين، وذلك بتكليف من الخليفة المأمون. يقال إن المأمون طلب من حنين، الذي كان شاباً في ذلك الوقت، ترجمة كتب الحكماء اليونانيين إلى اللغة العربية، وكان يكافئه بالذهب مقابل ذلك. كان لحنين كاتب يدعى الأزرق، وقد عثر على العديد من كتب جالينوس وغيره مكتوبة بخط الأزرق، وبعضها الآخر بخط حنين بن إسحاق باللغة اليونانية، وعليها علامة المأمون.

ساهمت عائلة حنين بن إسحاق النسطورية (طائفة مسيحية شرقية) في تعزيز علاقته بأوروبا. تلقى تعليمه في بغداد، المركز الثقافي للعالم العربي، ثم ذهب للدراسة في الإسكندرية بمصر. في الفترة بين (786-833م)، وظفه الخليفة المأمون في بيت الحكمة، الذي أُنشئ كمركز لترجمة النصوص والكتب اليونانية. واجه العلماء تحديات كبيرة في بيت الحكمة، أهمها صعوبة الحصول على المخطوطات اليونانية. أرسل المأمون فريقاً من العلماء إلى بيزنطة، ويُقال أن حنين كان من أبرز العلماء في ذلك الوقت، وشارك في البحث عن مخطوطة واحدة في مناطق بلاد ما بين النهرين وسوريا وفلسطين ومصر. تم العثور على مخطوطات في دمشق، ولكن بعضها كان مفقوداً.

عين الخليفة المتوكل حنين رئيساً لأطباء المحكمة، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى وفاته. بعد سفره إلى فلسطين ومصر وسوريا لجمع المخطوطات اليونانية القديمة، قام حنين بمساعدة طلابه في مدرسة المترجمين في بغداد بترجمة النسخ السريانية للنصوص اليونانية الكلاسيكية إلى اللغة العربية ولغات أخرى في العالم الإسلامي. كانت ترجمات غالينوس من أهم الترجمات، ولكن معظم المخطوطات اليونانية الأصلية فقدت.

المراجع

  1. ابن أبي الأصيبعة،عيون الأنباء في طبقات الأطباء، صفحة 205-206. بتصرّف.
  2. The Editors of Encyclopaedia Britannica,”Ḥunayn ibn Isḥāq”،www.britannica.com, Retrieved 13-3-2018. Edited.
  3. ابن أبي الأصيبعة،عيون الأنباء في طبقات الأطباء، صفحة 236. بتصرّف.
  4. “الخليفة المأمون وعلم الفلك”،www.islamstory.com، 19-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2018. بتصرّف.
  5. “Hunayn Ibn Ishaq (Johannitius)”,www.encyclopedia.com, Retrieved 13-3-2018. Edited.
Total
0
Shares
المقال السابق

حنظلة بن أبي عامر – صحابي جليل

المقال التالي

نقاش بين التلفزيون والراديو: من هو الأفضل؟

مقالات مشابهة