أبو جهل وأبو لهب: رمزان للكفر والعداوة للإسلام

تعرف على شخصيتيْ أبو جهل وأبو لهب، رمزَيْ الكفر والعداوة للإسلام. اكتشف مواقفهم السلبية من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وُعداوتهم للمسلمين.

فهرس المحتويات

أبو جهل: رمز الكفر والعنت

كان أبو جهل، اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة، أحد أبرز وأكبر شخصيات قريش، مشهورًا بنفوذ وذكاء. لكنّه لُقّب بأبي جهل بسبب كفره وعنهته. لقي أبو جهل حتفه في غزوة بدر، حيث أُصيب بضربات من معاذ ومعوذ ابني عفراء. وكان موته محط احتفال وفرح للمسلمين بسبب إساءته المستمرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

معارضة أبو جهل للإسلام

كان أبو جهل من أشدّ معارضي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أظهر عداءً صريحًا للإسلام ولرسوله، مستخدمًا كلّ الوسائل لإذلالهم. كان دائمًا يسخر من دعوة الإسلام ويهزأ برسالة النبي، مستخدمًا كلّ ما يُمكنه من الكلمات والتصرفات لإثارة الغضب والكراهية بين الناس.

نزول آية قرآنية توبيخًا لأبي جهل

أُنزل في حق أبو جهل آية قرآنية توبيخًا له، قائلًا الله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ)؛[٦] أي إنّ عدوّك يا محمّد هو المُنقطع الذّليل. نزلت هذه الآية بعد وفاة القاسم، ابن النبي صلى الله عليه وسلم، ردًا على ادعاءات الكفار بأنّ محمداً سينقطع ويُذلّ بموت ولده. وقد ذكرت بعض التفسيرات أنّه المقصود بـ “شانئك” هو أبو جهل.

أبو لهب: أول معارضي الإسلام

كان أبو لهب، اسمه عبد العزّى بن عبد المطلب، عمّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشقيق أبيه غير الشّقيق عبد الله بن عبد المطلب. اشتهر أبو لهب بلقب “أبو لهب” بسبب احمرار وجهه وتوهّجه.

أبو لهب: عدوٌّ مُصمّم

أعلن أبو لهب عداءه للإسلام بشكل صريح وصريح. لم يكتفِ بمعارضة الدعوة الإسلامية بالقول، بل عمل أيضًا على إفسادها بكلّ ما يُمكنه من الوسائل، مستخدمًا الكيد والخداع لإبعاد الناس عن الإسلام. كان من أشدّ معارضي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستخدمًا أسوأ أنواع الإذلال والإهانة في حقّ الرسول.

نزول سورة المسد في حقّ أبي لهب

ورد ذكر أبو لهب في سورة المسد، إحدى السّور المكية التي نزلت في بداية الدعوة الإسلامية. جاء سبب نزول هذه السورة في حديث ابن عباس قال: (صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّفَا ذَاتَ يَومٍ، فَقالَ: يا صَبَاحَاهْ، فَاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، قالوا: ما لَكَ؟ قالَ: أرَأَيْتُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أوْ يُمَسِّيكُمْ، أما كُنْتُمْ تُصَدِّقونِي؟ قالوا: بَلَى، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فأنْزَلَ اللَّهُ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ})؛[٩] في هذه الآية، يُعاقب الله أبو لهب وزوجته بأشدّ العذاب، لِتَكُونَ عظة لكلّ من يُنافس النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. أحمد البلاذري. (1996). أنساب الأشراف (الطبعة 1). بيروت: دار الفكر.
  2. مصعب الزبيري. نسب قريش.
  3. سيد العفاني. (2006). وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (الطبعة 1). مصر: دار العفاني.
  4. محمد الصوياني. (2004). السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (الطبعة 1).
  5. سورة الكوثر، آية:3
  6. سعيد حوى. (1424). الأساس في التفسير (الطبعة 6). القاهرة: دار السلام.
  7. صالح المغامسي. معالم بيانية في آيات قرآنية.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس.
  9. محمد طنطاوي. (1998). التفسير الوسيط (الطبعة 1). القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أبو جهل – عم النبي صلى الله عليه وسلم

المقال التالي

أبو حاتم الرازي: حياته وإنجازاته

مقالات مشابهة

أحاديث نبوية من الصحيحين والقدسية

تُعدّ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهمّ المصادر الدينية للإسلام، فهي تُنير لنا طريق الحق وتُرشدنا إلى سبيل الخلاص. تُقدم هذه المقالة نظرة عامة على أنواع مختلفة من الأحاديث النبوية، بما في ذلك تلك الواردة في الصحيحين وأحاديث القدسية، مع توضيح أهمّيتها وأثرها على حياة المسلمين.
إقرأ المزيد