جدول المحتويات
رثاء الأندلس
أثرت قصيدة أبو البقاء الرندي في تاريخ الأندلس بشكلٍ كبير، كونها تُعدّ أشهر القصائد التي تناولت سقوط الأندلس على يد الإسبان. عبر الشاعر عن حزنه على هذه الخسارة الثقافية والحضارية الكبيرة، وخَلّد ذكرى الأندلس في نفوس الناس، خاصة الأدباء والشعراء، لتشجيعهم على التعبير عن مصائب وفواجع ذلك العصر.
في قصيدته، قال الرندي:[١]
> لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقصــانُ
> فلا يُغـّرُّ بطيبِ العيـشِ إنسانُ
> هِيَ الأمورُ كما شاهدتَـها دولٌ
> مَن سرَّهُ زمـنٌ ساءتـهُ أزمـانُ
وتُعزى شهرة أبو البقاء الرندي إلى مرثاته التي كانت تُستخدم لحشد الناس ودعم أهل العدوة الأفريقية من المرينيين، عندما بدأ ابن الأحمر، أحد سلاطين غرناطة، بالتنازل عن بعض المدن والقلاع، آملًا في الحفاظ على حكمه المتزعزع في غرناطة. [٢]
أعمال أبو البقاء الرندي
من أشهر مؤلفات أبو البقاء الرندي كتابه “الوافي في نظم القوافي”، الذي يتكون من ثلاثة أجزاء وأربعة أقسام. يتناول القسم الأول الشعر وآدابه، وأغراضه، وطبقات الشعراء، بينما يتناول القسم الثاني محاسن الشعر، والثالث عيوب الشعر، أما القسم الأخير فيتناول القافية والعروض. كما له مؤلفات أخرى في العروض، وكتاب بعنوان “روضُ الأُنسِ ونزهةُ النفسِ”. [٣]
التعريف بأبو البقاء الرندي
هو صالح بن أبي الحسن بن يزيد بن شريف، يُكنى بأبي الطيب وأبي محمد، وأبو البقاء، وهي أشهرها. ولد في عام 601 هجريًا وتوفي عام 684 هجريًا. كان ناقدًا وأديبًا وشاعرًا ذو شخصية مرموقة في عصره، وذاع صيته في الأندلس من خلال أعماله ومؤلفاته. [٣]
كان بارعًا في كتابة الشعر ونظمه ونثر الكلام، وأبدع في الغزل والمدح والزهد. يُعدّ من الفقهاء وحفظة الأحاديث، وهو من مدينة الرُّندة، قرب الجزيرة الخضراء في الأندلس، وإليها ينتمي. [٢]
المراجع
[١] “أبو البقاء الرندي”، www.habous.gov.ma، تم الاطلاع عليه بتاريخ 31-5-2018. بتصرّف.
[٢] “أبو البقاء الرندي”، www.marefa.org، تم الاطلاع عليه بتاريخ 31-5-2018. بتصرّف.
[٣] ابنوف بنت محمد علي يماني، الحكمة في شعر أبي البقاء الرندي، صفحة 51-53. بتصرّف.