أبواب العذاب: ما يُدخِلُ الناسَ النّار

بيانٌ لأكثر ما يُدخِلُ الناسَ النّارَ، ودور الفم والفرج في ذلك، وهل دخول النّار يعني الخلود فيها؟

كلامُ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فيما يُدخِلُ الناسَ النَّار

بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ أكثرَ ما يُدخِلُ الناسَ النَّارَ هما: الفمُ والفرجُ.[1] وهذا نصُّ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (وسئل عن أكثر ما يُدخِلُ الناسَ النَّارَ، قالَ: الفمُ والفَرْجُ).[2]

دورُ اللسانِ في إيقاعِ الإنسانِ في المعاصي

حَرَّم الله -عزَّ وجلَّ- على المسلمين العديدَ من الأفعال، من بينها الغيبةُ والنميمةُ، وقولُ الزورِ، وتعييرُ الناسِ، وقذفُ المحصناتِ، ونشرُ الباطلِ، والحكمُ بالباطلِ، وغيرُ ذلك من الأفعالِ القوليَّة التي تُصدرُ من اللسانِ وتُؤدِّي إلى المعاصي، وبالتالي إلى دخولِ النَّار.[3]

وقد حذَّر رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- من خطرِ اللسانِ إنْ لم يُلْجِمْه صاحبهُ،[4] بقولهِ: (وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ، لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).[5] وأمرَ بكفِّ الألسنةِ، لأنَّ المسلمَ مُؤاخَذٌ بما يقول.[6] كما جاء في حديث معاذ بن جبل: (فأخذ بلِسانِهِ قالَ: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللهِ.. وهل يكبُّ الناسَ في النَّارِ على وجوهِهم أو على مناخِرِهم إلا حصائدُ ألسنتهم).[7]

الفواحشُ وأثرُها على حياةِ المسلم

من الكبائرِ المحرَّمةِ في الشريعةِ الإسلاميةِ الفواحشُ، كَالزِّنا واللُّواط، وإتيانُ الزوجةِ في حيضِها.[8] هذه الأفعالُ كلُّها تصدرُ من الفرجِ، وهو بذلك سببٌ من أسبابِ استحقاقِ العذابِ.

هل دخولُ النَّارِ يعني الخلودَ فيها؟

تُشيرُ السنةُ النبويَّةُ إلى أنَّ المسلمَ الذي جاءَ بالتوحيدِ الخالصِ لا يُخلَّدُ في النَّارِ مهما أذنبَ. من هذه الأحاديث:[9] (ولكنَّ وعزَّتي وكبريائي وعظمتي وجبروتِي لأُخرجنَّ من قالَ: لا إلهَ إلاَّ اللهُ).[10] وكذلك: (من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنَّةَ).[11]

بناءً على ذلك، فإنَّ المقصودَ من دخولِ العبدِ النَّارَ، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ليس خلودًا، بل عقابٌ بقدرِ الذنبِ، ثمَّ يُخرجهُ الله -عزَّ وجلَّ- ويُدخلهُ الجنَّةَ.[9] هذا خاصٌّ بالمُوحِّدين الذين ماتوا على ذنبٍ ولم يتوبوا منه. أما من تابَ وتطَهَّرَ قبلَ موتهِ، فيُحجَبُ عن النَّارِ ويدخلُ الجنَّةَ. وهذا هو مذهبُ أهلِ السنةِ والجماعةِ. يجب التنبيهُ إلى أنَّ عدمَ تخليدِ العاصي في النَّارِ لا يُقلِّلُ من خطورةِ الذنبِ، فدخولُ جهنَّم ولو للحظةٍ أمرٌ عظيمٌ يجبُ الحذرُ منه.[12]

المراجع

[1] … [2] … [3] … [4] … [5] … [6] … [7] … [8] … [9] … [10] … [11] … [12] (Please replace these ellipses (…) with the actual references as provided in the original text, appropriately formatted in Arabic. Remember to cite correctly and avoid plagiarism.)

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الطريق إلى الجنة: التقوى وحسن الخلق

المقال التالي

أبرز محطات نجم الكرة المصرية أكرم توفيق

مقالات مشابهة