جدول المحتويات
الخليفة محمد الأمين: خلفاء ذوي شخصيات متباينة
ولد محمد الأمين بن هارون الرشيد سنة 170 هجري، وكانت أمه زينب بنت جعفر، ابنة عم هارون الرشيد. فكان محمد الأمين هاشميًا من الأب والأم.
عُرف الأمين بتوقد الذهن وفصاحة اللسان منذ صغره، وقام والده باختيار قطرب النحوي ليكون مربيه ومعلمه. اجتهدت أمه زبيدة وأخواله في أن تؤول إليه ولاية العهد. [١]
كانت حجة أنصار الأمين في ذلك أنّ الأمين هاشمي الأبوين، وأنّ ذلك لم يجتمع لغيره من خلفاء بني العباس، ومما عزز ذلك كرههم لآل برمك.
استدعى الرشيد الأمراء والقواد ورجال الحاشية مع العلماء والفقهاء ليشهدوا على البيعة لابنه الثاني “محمد الأمين”[١].
الخليفة عبد الله المأمون: عصر ازدهار ثقافي
ولد عبد الله بن هارون الرشيد سنة 198 هجري، وكان سابع خلفاء بني العباس. يُعد المأمون أحد أفاضل خلفاء بني العباس، وُصف بالذكاء الفذ. كان عصره مزدهرًا بكل فنونه وعلومه الدينية والدنيوية، وبعصره بدأت محنة خلق القرآن التي امتحن فيها عدد كبير من العلماء، أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل. [٢]
كان المأمون ذا خبرة عظيمة في سياسة الحكم، عالمًا بأحوال رعيته، وخاصة باطنتهم وخواصهم. تُوصّف شخصيته بالشهامة وقوة الجسد، خاصة في قتال الكافرين، وُضع في مواجهة الروم الذين حاصرهم وصابرهم مرات كثيرة. كان مستمعًا للنصيحة راجعًا للحق إذا انحرف عنه، حافظًا لكتاب الله، عالمًا بالأدب، ذواقًا للشعر والنثر. [٢]
الخليفة محمد المعتصم: الفتوحات العسكرية
ولد أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد سنة 179 هجري. كان يُقال عنه إنه أمي، لعدم تعلّمه. آلت إليه الخلافة بعد وفاة أخيه المأمون. أبرز ما حصل في عهد المعتصم هو فتح عمورية -أنقرة حاليًا- بعد أن استغاثت به امرأة مسلمة تم الاعتداء عليها في بلاد الروم.
ما أن وصلت صرخات هذه المرأة واستغاثتها قائلة: “وامعتصماه” للمعتصم حتى حرك الجيش مباشرة وقام بفتح عمورية. وقد قال أبو تمام في هذه المعركة قصيدته المشهورة. [٣]