أبعاد الكفاءة الإدارية

تُعدّ الكفاءة الإدارية ركيزة أساسية لتحقيق النجاح في أي منظمة، وتستند إلى مجموعة من الأبعاد التي تُساهم في تحسين أداء المؤسسات. تُسلط هذه المقالة الضوء على مفهوم الكفاءة الإدارية، وأبعادها، وأهمية تطويرها، وكذلك المراحل التي تمر بها عملية التطوير، والمعيقات التي قد تواجهها.

جدول المحتويات

مفهوم الكفاءة الإدارية

تُعرّف الكفاءة الإدارية (Managerial competence) بأنها مهارة المدير في الاستفادة من المعلومات ونظريات وعلوم الإدارة المتاحة أمامه، واختيار ما يناسب الموقف الإداري وتطبيقه بنجاح لتحقيق الأهداف المنشودة.

تُعدّ الكفاءة الإدارية أيضًا المهارات الأساسية لتوجيه العاملين والمهام والمسؤوليات المتعلقة بالقيادة والإدارة الناجحة.

يُمكن تعريف الكفاءة الإدارية أيضًا بأنها أداء المهام الإدارية بفعالية، فالإدارة الناجحة هي التي تتمتع بمستوى مقبول من الخبرات العامة في مجال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. [١][٢]

أبعاد الكفاءة الإدارية

تُشمل أبعاد الكفاءة الإدارية العديد من الجوانب التي تساهم في تحسين أداء المؤسسات، ومن أهمها: [٣]

* **الاتصال:** يشمل تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين بشكل فعال وواضح.
* **فريق العمل:** العمل بفاعلية كعضو في الفريق وقائد له في نفس الوقت.
* **إدارة الذات:** تقييم الذات والسلوك وصياغة معايير للأداء.
* **القيادة:** التأثير على الآخرين ودعمهم لإنجاز المهام.
* **التفكير الناقد:** طرح حلول مبتكرة ومبدعة للمشاكل المختلفة.
* **الكفاءة المهنية:** الاحترافية التي يمتلكها القائد.
* **الكفاءة العملية:** الكفاءة المتعلقة بالمهمة ذاتها.
* **الكفاءة الوظيفية:** الكفاءة المتعلقة بالعلاقات داخل الوحدة.
* **كفاة العلاقات:** الكفاءة المتعلقة بالسلوكيات والاتصال وإدارة العاملين.
* **الكفاءة الهيكلية:** الكفاءة المتعلقة بالأساليب والتدابير المستخدمة.
* **الكفاءة الثقافية:** الكفاءة المتعلقة بالمواقف والعادات والمبادئ داخل المؤسسة.
* **الكفاءة التسلسلية:** الكفاءة المتعلقة بمهمة التسيير.

أهمية تطوير الكفاءات الإدارية

تُلعب الكفاءات الإدارية دورًا حاسمًا في المنظمات الحديثة، فهي المسؤولة عن الإنجاز، وخلق التميز والإبداع في المؤسسة،
وذلك من خلال العمل على تنمية قدراتها التنافسية. لذلك، أصبحت الكفاءة الإدارية ضرورة عصرية لضمان استدامة المؤسسات وتحقيق ميزة تنافسية لها،
وإعدادها لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

يؤكد العديد من الخبراء والمتخصصين على أن امتلاك المؤسسات للكفاءات الإدارية هو أهم من امتلاكها لرأس المال المادي.
فاليوم تواجه المؤسسات تحديًا كبيرًا يتمثل في تحسين الكفاءات الإدارية وإدارتها لتحقيق أهدافها. [٤]

تُقدّم تقييم الكفاءات الإدارية العديد من الفوائد للمؤسسات، فهي تساعد في:

* مقارنة سلوك وظيفي محدد مع معايير الفاعلية والكفاءة.
* توسيع نطاق عمل المدير ورفع إمكانية التطوير والتحسين لفرق العمل والمؤسسة.

لذلك، يجب على برامج التنمية الإدارية أخذ التغيرات المستقبلية المحتملة بعين الاعتبار. [٥]

مراحل تطوير الكفاءة الإدارية

تتطور الكفاءة الإدارية عبر مراحل متعددة،
وتتضمن هذه المراحل: [٤]

* **المرحلة الأولى:** تركيز على الكفاءات الشخصية للمدير.
* **المرحلة الثانية:** التركيز على إمكانيات إدارة الكفاءات في المؤسسة.
* **المرحلة الثالثة:** تحديد الكفاءات الجوهرية،
وتعني حشد الكفاءات التنظيمية الهامة التي يمكن استثمارها لتحقيق ميزة تنافسية.

معيقات تطوير الكفاءة الإدارية

تواجه عملية تنمية الإدارة ورفع كفاءتها العديد من المعيقات،
ويمكن تلخيصها فيما يلي: [٢]

* **النظرة الدونية للإدارة:** يعتقد البعض أن الإدارة لا تتطلب تأهيلًا أو امتلاك مهارات وخبرات معينة،
وأن أي شخص يمكنه ممارستها بغض النظر عن خصائصه وصفاته الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد البعض أن الإدارة هي صفات وراثية وليست مكتسبة،
وهذا يؤدي إلى عدم الاعتراف بضرورة تطوير المدير من خلال التدريب والتعليم والإشراف المستمر.
* **عدم الإيمان بعملية تنمية الإدارة:** تُنظر عملية تنمية الإدارة على أنها مجرد عملية تدريب،
ويُقاس نجاح التدريب من خلال عدد الأشخاص الذين تم تدريبهم خلال العام،
أو من خلال مقارنة الإنفاق على التدريب في عام مع العام السابق.
ويزداد الإنفاق على التدريب يُنظر إليه على أنه مؤشر على نجاح المهمة.
ويُنظر إلى التدريب على أنه أمر شكلي يميز بعض المؤسسات عن غيرها.
وهذا يهدد عملية التدريب الإداري وعملية التنمية الإدارية.
* **تدني قدرة المشرفين على التدريب:** عدم قدرة المشرفين على نقل المعرفة المكتسبة،
ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة، منها:
* عدم قدرة المتدرب على الاستفادة مما يتلقاه في التدريب.
* جمود ورتابة التنظيم الذي لا يسمح بالتجديد.
* عدم قناعة الرؤساء بجدوى التدريب ورفضهم لكل ما هو جديد.


[١] نجوى دراوشة (2017)، “مستوى امتلاك الكفاءة الوظيفية لدى العاملين الإداريين في جامعة اليرموك في ضوء المتغيرات الديموغرافية”، مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، صفحة 15. بتصرّف.

[٢] أبأحمد دودين، أساسيات التنمية الإدارية والاقتصادية في العالم العربي، صفحة 16. بتصرّف.

[٣] فاطمة سعدي، مبادئ إدارة الأعمال ونظريات المنظمة، صفحة 41. بتصرّف.

[٤] أب “الإدارة بالكفاءات..دليل عصري للتحفيز والتحسين والتسيير”، مجلة التنمية الإدارية، 2022، العدد 185، صفحة 1. بتصرّف.

[٥] حمد ابراهيم حمد المنيع (1997)، “دور الموجه المشرف في رفع الكفاءة الإدارية والفنية لمديري مدارس التعليم العام بوزارة المعارف: دراسة ميدانية بمدينة الرياض”، رسالة ماجستير غير منشورة، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

أبعاد التنمية المستدامة: نحو مستقبل أفضل

المقال التالي

أبعاد وأنواع الذكاء العاطفي

مقالات مشابهة

أهمية برامج التدريب للموظفين: رفع الكفاءة والنمو المهني

استكشف أهمية التدريب في تحسين أداء الموظفين، وزيادة الإنتاجية، والاحتفاظ بالكفاءات، بالإضافة إلى الفوائد الأخرى التي تعود على الشركة والموظف على حد سواء.
إقرأ المزيد