أبعاد التفضيل في الإسلام

نظرة متعمقة في مفهوم التفضيل، أنواعه، فوائده، وأمثلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
جوانب التفضيل#section1
أنواع التفضيل: علاقة الخالق#section2
أنواع التفضيل: علاقة الخلق#section3
ثمار التفضيل#section4
المراجع#references

جوانب التفضيل في تعاليم الإسلام

يُعرّف التفضيل لغوياً بأنه مصدر الفعل “آثر”، بمعنى التقديم والاختيار. في الاصطلاح، يعني تقديم شخصٍ آخر على النفس في المنفعة أو درء الضرر، سعيًا لنيل الأجر والثواب من الله تعالى. وقد امتدح الله -سبحانه وتعالى- الأنصار لما آثروا النبي محمد ﷺ والمهاجرين على أنفسهم عند هجرتهم من مكة إلى المدينة، مشاركين إياهم أموالهم ومساكنهم. يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٣]

كما يُظهر لنا حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- مثالاً رائعاً على التفضيل، حيث يقول: (قَدِمَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -رضي الله عنه- المَدِينَةَ فَآخَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَهُ وبيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ الأنْصَارِيِّ -رضي الله عنهما-، وكانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وأُزَوِّجُكَ، قالَ: بَارَكَ اللَّهُ لكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، دلوني على السوق).[٤]

التفضيل في علاقة العبد بربه

أسمى أنواع التفضيل هو إيثار محبة الله -سبحانه وتعالى- على محبة سواه، وإيثار خوفه ورجائه على خوف غيره ورجائه. يتجلى هذا النوع من التفضيل في أمرين أساسيين: أولاً، بقيام العبد بكل ما يأمره الله -تعالى- به، ولو كان ثقيلاً على النفس. ثانياً، بتجنب كل ما نهى عنه الله -تعالى-، ولو كان محبوبًا للنفس.

التفضيل في تعاملاتنا مع الآخرين

يُقسم هذا النوع من التفضيل إلى عدة أقسام، بحسب ما ذكره العلماء: التفضيل في الواجب غير جائز، لأنه يؤدي إلى ترك واجب. أما التفضيل في المستحب فهو مكروه، مثل التفضيل في الصف الأول بالمسجد. التفضيل في المباح جائز وقد يصل إلى درجة الاستحباب، كمَن يُشارك غيره طعاماً شهياً ليس في حاجة ماسة إليه. أما التفضيل في المحرم فهو حرام شرعاً، كمن يُقدم شرابًا مسكراً لآخر.

منافع التفضيل

للتفضيل منافع جمة في الدنيا والآخرة، من أهمها: كسب محبة الله -عز وجل-، كسب محبة الناس وثنائهم، سلامة القلب من الشح والبخل، الفلاح في الدنيا والآخرة، تعزيز التكافل الاجتماعي، وتحسين الأخلاق بالرحمة وحب الخير للآخرين والسعي في قضاء حوائجهم.

المراجع

[٣] سورة الحشر، آية:9

[٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، صحيح.

[٥] ابن قيم الجوزية (1394)، طريق الهجرتين وباب السعادتين(الطبعة 2)، مصر:دار السلفية، صفحة 301. بتصرّف.

[٦] ابن عثيمين (1428)، الشرح الممتع على زاد المستنقع، صفحة 101-102، جزء 5. بتصرّف.

[٧] مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 104. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

أنواع الإدغام الكامل والناقص في التجويد

المقال التالي

أنماط الاختصار في فن البلاغة

مقالات مشابهة