أعلام التلاوة: رحلة عبر تاريخ القراء المتميزين
رواد التلاوة من الصحابة الكرام
يُعدّ أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري، من أبرز قراء الصحابة، وقد لقّبه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي المنذر، كما لقّبه عمر بن الخطاب بأبي الطفيل. كان أبيّ رضي الله عنه من أوائل المسلمين، وشهد بيعة العقبة الثانية. يتميز أبيّ بكونه عميد قراء الصحابة، وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وأقرؤُهُمْ لِكتابِ اللهِ أُبَيُّ بنُ كعْبٍ)،[٢] وقد تلقّى العديد من الصحابة الكرام القراءة عنه، منهم عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن عياش، وعبد الله بن السائب، وأبو عبد الرحمن السلمي، رضوان الله عليهم أجمعين. كما يُذكر أنه كان أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم عند وصوله المدينة المنورة، وأول من كتب في آخر المصحف الشريف.[١]
نجوم التلاوة في العصر الحديث
يُعدّ الشيخ محمود الحصري، رحمه الله، من أبرز قراء القرآن الكريم في العصر الحديث. ولد في قرية شبرا النملة بمحافظة الغربية في مصر. حفظ القرآن الكريم وهو في سنّ الثامنة، وعمل مقرئًا في العديد من المساجد. نجح بامتياز في امتحان الإذاعة المصرية، ليُعين مفتشًا للمقارئ المصرية. اشتهر الشيخ الحصري بصوته الجميل وإتقانه لقواعد التلاوة، وكانت قراءته نموذجًا يُحتذى به في دقّة مخارج الحروف، وصفاتها، وإتقان الغنّات، ومراتب التفخيم والترقيق. يُعتبر الشيخ الحصري رائدًا في تسجيل القرآن الكريم بالإذاعة المصرية، كما يتميّز بمعرفته الواسعة بالحديث الشريف والتفسير، وإجادته للقراءات العشر.[٣]
من رواة القراءات العشر
يُعتبر حفص بن سليمان بن المغيرة الكوفي، من أهمّ رواة القراءات العشر. ولد عام ٩٠ هجريًا، وتلقّى قراءته عن عاصم بن أبي النجود الكوفي.[٤] تُعدّ قراءة حفص عن عاصم من أشهر القراءات المتداولة بين المسلمين.