أبرز الوجهات السياحية في تونس

استكشف أجمل المدن السياحية في تونس: تونس العاصمة، المدينة العتيقة، متحف باردو، سيدي بو سعيد، والقيروان.

استكشاف مدينة تونس

تقع تونس العاصمة في سهل خصب بشمال شرق البلاد، على مقربة من البحر. تعتبر من أوائل المدن العربية والإسلامية في المغرب العربي، حيث تأسست عام 698 ميلادي. على مر التاريخ، اتخذتها العديد من السلالات الحاكمة عاصمة لها، وذلك لأهميتها التاريخية ومرور حضارات متنوعة عليها. شهدت المدينة تفاعلاً في فن العمارة مع التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للحضارات المتعاقبة.

أحياء تونس القديمة

تقع المدينة القديمة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتعرف أيضًا بالبلدة العتيقة. يحيط بها سور ضخم بباب رئيسي وأبواب صغيرة أخرى للدخول والخروج. بُني السور قديمًا لحماية المدينة، وأصبح اليوم معلمًا سياحيًا مميزًا يعبر عن تاريخ تونس.

المتحف الأثري الوطني بباردو

يقع المتحف الوطني بباردو في ضواحي مدينة تونس، ويعتبر من أهم المتاحف في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وثاني أهم متحف في قارة أفريقيا بعد المتحف المصري. كان المتحف في الأصل قصرًا تم تحويله إلى متحف تاريخي.

يستعرض المتحف تاريخ الحضارات المتعاقبة التي مرت على تونس عبر آلاف السنين، ويعرض قطعًا أثرية تاريخية جُمعت من مختلف الأنحاء التونسية. من أبرز المعروضات:

  • أعمال تعود للحقبة الإسلامية، مثل مصحف القيروان الأزرق والخزفيات.
  • مجموعة كبيرة من الفسيفساء التي تعود للعصر الروماني، بالإضافة إلى تماثيل رومانية رخامية ولوحات.

مرفأ حلق الوادي

يقع ميناء حلق الوادي على بعد 15 كيلومترًا من العاصمة تونس، ويتبع لها كمحطة للسفن والرحلات البحرية. يتمتع الميناء بأهمية استراتيجية لموقعه على طول غرب البحر الأبيض المتوسط. يستخدم أيضًا كمكان للترفيه والتنزه، حيث يضم العديد من الجلسات والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، ويعتبر محطة لاستقبال السياح القادمين إلى تونس وقرطاج.

جامع الزيتونة المعمور

يعتبر جامع الزيتونة من أقدم المساجد في تونس العاصمة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 732 ميلادي. يعتبر من الآثار الإسلامية القديمة ذات الأهمية التاريخية كمركز تعليمي خرج منه العديد من العلماء المسلمين البارزين. يتميز المسجد بتصميمه الذي ألهم العديد من المساجد الأخرى، مثل مسجد قرطبة الكبير. على مر السنين، خضع المسجد للعديد من التغييرات.

يتكون المسجد من 9 مداخل تفتح على ساحات مستطيلة الشكل، وتحتوي هذه الساحات على 160 عمودًا أُحضرت من أنقاض مدينة قرطاج القديمة، وهي مصنوعة من الجرانيت والرخام. من أهم معالم المسجد مئذنته المربعة التي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية لفناء المسجد، والتي بنيت في عام 1894 ميلادي. يُسمح للزوار بدخول المسجد مع ضرورة ارتداء ملابس مناسبة.

زيارة مدينة سيدي بو سعيد

سميت مدينة سيدي بوسعيد نسبة إلى رجل دين صوفي، وتبعد حوالي 10 كيلومترات غرب العاصمة تونس. تقع المدينة على قمة أحد التلال المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مما يمنح زوارها فرصة الاستمتاع بالمناظر الخلابة. تتميز المنطقة بمبانيها التي تظهر الطابع الأندلسي في البناء والعمارة، حيث تكون أغلبها بيضاء اللون وذات نوافذ وأبواب زرقاء. تضم سيدي بوسعيد سوقًا تقليديًا يبيع العديد من المنتجات التونسية التقليدية.

السفر إلى مدينة القيروان

تأسست مدينة القيروان على يد العرب في عام 670 ميلادي، وتعني كلمة القيروان في العربية المخيم العسكري، وذلك لأهميتها العسكرية في التاريخ العربي الإسلامي. كانت القيروان نقطة انطلاق الجيوش الإسلامية خلال الفتوحات في إسبانيا وشمال أفريقيا. في القرن التاسع، اتخذ حكام الأغالبة القيروان مركزًا لحكمهم، مما أدى إلى ازدهارها وتحولها إلى مركز تعليمي هام.

التجول في البلدة القديمة

تعتبر البلدة القديمة في القيروان من أروع المواقع السياحية في تونس، حيث يظهر الطابع العربي القديم في بنائها وأحيائها المزدحمة. يحيط بالمدينة سور دائري بطول 3.5 كيلومترات معزز بالأبراج التي بناها الحسينيون في أوائل القرن الثامن عشر. داخل السور، يمكن للزائر التجول في الممرات الشبيهة بالمتاهات والأزقة والأسواق والاستمتاع بالعمارة الجميلة للمباني القديمة.

استكشاف الجامع الكبير

يقع الجامع الكبير في الزاوية الشمالية الشرقية للقيروان، وهو من أبرز المعالم وأقدم المباني الإسلامية في شمال أفريقيا. بُني المسجد على يد القائد العربي الإسلامي عقبة بن نافع، مؤسس القيروان، في عام 672 ميلادي. يغطي المسجد مساحة كبيرة بطول 135 مترًا وعرض 80 مترًا.

يضم المسجد ساحة داخلية واسعة محاطة بممرات ذات أعمدة عتيقة مزدوجة. دمجت مئذنة المسجد لاحقًا مع أسوار المدينة الضخمة لتكون جزءًا منها. استلهمت العديد من المساجد تصميمها من الجامع الكبير، مثل مسجد سوسة الكبير. يسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد والدخول إلى ساحاته وإلقاء نظرة عليه من الداخل، ولكن لا يسمح لهم بدخول قاعة الصلاة.

زيارة مسجد الحلاق

يعتبر مسجد الحلاق أو مسجد سيدي الصاحب من المواقع البارزة في القيروان. بُني المسجد بين عامي 1629 و 1692 فوق قبر أحد الصحابة الذي توفي عام 685 ميلادي. يضم المسجد ضريحًا ومسجدًا ومدرسة إسلامية، ويتميز بزخارفه الرائعة التي يعود معظمها إلى القرن التاسع عشر. عند الدخول إلى ساحة المسجد، تقع مئذنة المسجد أمام الزائر، ويوجد على يسار الساحة مسكن الإمام ومنطقة الوضوء. يمكن الدخول إلى المدرسة عبر الساحة التي توجد خلفها قاعات الصلاة، أما الأضرحة فهي غير متاحة للزائرين.

التعرف على مسجد الأبواب الثلاثة

يعتبر مسجد الأبواب الثلاثة أو مسجد ابن خيرون من أقدم المباني في القيروان. بُني على يد أحد علماء الأندلس في عام 866 ميلادي. تتميز واجهته ثلاثية الأبواب التي اشتق منها اسم المسجد. يتميز المسجد بنقوشه الكوفية التي يعود جزء منها إلى عام 1440 ميلادي، وهو نفس العام الذي بنيت فيه مئذنة المسجد. لا يمكن لغير المسلمين الدخول إلى المسجد، ولكن يمكنهم زيارته من الخارج لرؤية واجهته ثلاثية الأبواب.

استكشاف مدينة قرطاج

تأسست مدينة قرطاج عام 814 قبل الميلاد، وكانت مركزًا للحضارة القرطاجية القديمة. تقع قرطاج إلى الشرق من العاصمة تونس وبحيرتها، وتضم المدينة جزءًا كبيرًا من تل بيرصا الذي كان مركزًا للمدينة البونية. اشتهرت المدينة تاريخيًا بأهميتها كمركز تجاري في البحر الأبيض المتوسط، وكانت تُعرف بأنها من أكثر المدن ثراءً في العالم القديم. تبرز أهمية المدينة عالميًا باعتبارها موقعًا أثريًا عريقًا يضم 3 حضارات مختلفة؛ وهي القرطاجية والرومانية والبيزنطية، حيث صُنفت من قبل اليونسكو عام 1979م كإحدى أغنى المواقع الأثرية في العالم.

المتحف الوطني بقرطاج

يُعد متحف قرطاج الوطني أحد أهم معالم مدينة قرطاج الأثرية، حيث أُسس في عام 1875م على يد شارل مارسيال لافيجري الأوروبي، وكان يُعرف باسم متحف لافيجيري، وبقي اسمه كذلك حّتى عام 1956م، ثمّ افتُتح كمتحف قرطاج الوطني في عام 1963م، ويقع المتحف بالقرب من كاتدرائية القديس لويس في قرطاج.

يعرض المتحف العديد من القطع الأثرية التي جُمعت من شتّى المواقع الأثرية في البلاد، حيث تُظهر هذه القطع الأثرية الحضارات التاريخية العريقة التي مرّت على تونس؛ كالحضارة الرومانية والبونيقية، كما يتضمّن المعرض العديد من المنحوتات الرخامية والجيرية التي تصوّر النباتات والحيوانات، بالإضافة إلى العديد من المجوهرات، والأقنعة، والقطع الفسيفسائية الرومانية، وبعض القطع الأثرية التي تنتمي للعصر البيزنطي، ومن الجدير بالذكر أنّ المتحف خضع لتجديدات وتوسيعات عديدة بهدف استيعاب الآثار التي كانت تكتشف في المواقع الأثرية.

كاتدرائية القديس لويس

تقع كاتدرائية القديس لويس بالقرب من المدينة الرومانية القديمة والآثار البونيقية، وكانت لها أهميتها في الديانة المسيحية آنذاك، ثمّ أصبحت تُستخدم كمتحف يُمكن للناس زيارته للتعرّف على تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتُستخدم المنطقة الآن لإقامة حفلات موسيقية ضخمة تجذب المئات من الناس لحضورها.

حمامات أنطونيوس

بُنيت حمامات أنطونيوس كأماكن مخصصة لاستحمام سكّان المنطقة، وكانت هذه الحمامات ذات أهمية تاريخية للحكّام كما كانت تُعتبر أماكن ترفيه للسكان المحليين، ومع انتهاء عصر حكم الإمبراطوريات تحوّلت الحمامات إلى أنقاضٍ مهملة، لكنّها أصبحت اليوم آثاراً تاريخيةً يرتادها السياح ليشاهدوا إبداع الإمبراطوريات السابقة في بناء مثل هذه الأماكن.

بيرصا

كانت منطقة بيرصا حصنًا مسوّرًا تقع فوق الميناء الفينيقي لقرطاج، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى التلّ الذي تقع عليه، وسيطرت بيرصا على المدينة الواقعة أسفل منها، وكانت قاعدةً للجيش المركزي في قرطاج، ثمّ حوصرت في الحرب البونيقية الثالثة، وهُزمت ودُمّرت عام 146 ق. م، بعد ذلك في عام 1844م بنى القديس لويس كتدرائيةً فيها وأصبحت مركزاً اجتماعياً بارزاً.

زيارة مدينة صفاقس

تقع مدينة صفاقس التونسية على بعد 260 كم جنوب شرق تونس العاصمة، وأُسّست المدينة في عام 849م على أنقاض مدينتيّ تابارورا وثيناي، وفي الزمن الحديث أصبحت صفاقس أحد أهمّ ركائز الاقتصاد التونسي؛ حيث تضم العديد من الأنشطة الاقتصادية الأساسية في البلاد؛ كمصنع لمعالجة الفوسفات، وفي الزراعة تشتهر بزراعة الزيتون وإنتاج زيته، وعلى ميناء صفاقس يكثر صيد الأسماك، بالإضافة إلى أنشطتها التجارية الأخرى من استيراد وتصدير، نتيجةً لذلك تُعدّ صفاقس المدينة الثانية في تونس بعد العاصمة التونسية.

فيما يأتي أهمّ المواقع السياحية في مدينة صفاقس:

متحف دار الجلولي

يُعدّ أحد أبرز معالم صفاقس التاريخية، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر، وكان منزلاً لأحد العائلات الأندلسية الثرية ومكوّناًَ من طابقين، ثمّ جرى ترميه وتحويله إلى متحف، وأصبح مثالاً على فنّ العمارة التقليديّ في المدينة، ويحوي البناء على غرف عدّة مبنية حول ساحة داخلية مزيّنة بعددٍ من الزخارف والأعمال المنحوتة على الخشب والحجر، بالإضافة لأقواس النوافذ الحجرية، ويعرض المتحف أنماط الحياة التقليدية في تونس من ملابس، ومجوهرات، وأثاث، وغيرها.

المسجد الكبير

يقع المسجد في وسط صفاقس، وتأسّس عام 489م، وأُعيد ترميمه وبناؤه خلال القرنين العاشر والحادي عشر، وآخر ترميم له كان في منتصف القرن الثامن عشر، يتضمّن بناء المسجد ساحةً كبيرةً يوجد في منتصفها قاعاتٍ للصلاة، ولها 9 ممرّات من أعمدة عتيقة، أمّا مئذنة المسجد فتتكون من 3 أجزاء مزخرفة بنقوش كوفية.

المتحف الأثري

يقع المتحف في الطابق الأرضي لمبنى بلدية صفاقس، وهو متحف صغير لكنّه ذو أهمية كبيرة؛ حيث يحوي العديد من الآثار البونية، والرومانية، والبيزنطية، ويتميّز بمعروضاته الفسيفسائية الأثرية التي اكتشفت في عدد من المواقع الأثرية المحلية في صفاقس.

سوق صفاقس

يقع السوق ضمن حدود المدينة القديمة لصفاقس بين الجامع الكبير والبوابة الشمالية، ويعرض العديد من الحرف اليدوية الشعبية؛ كالخزف التونسي الشهير، بالإضافة للتطريز المحلي، والرقع الجلدية، والأعمال المعدنية.

السفر إلى مدينة سوسة

تقع مدينة سوسة على الساحل التونسيّ، وتُعدّ من المناطق الأثرية الغنية بالآثار التي تعكس فن العمارة الإسلاميّ بأنواعه المختلفة، بدءاً من قصبتها، وأسوارها، وأبنيتها التي تضم العديد من الأحصنة والمباني الدينية؛ كالجامع الكبير ومسجد بوفتاتة، وتضمّ المدينة مساكن متجاورةً مقسّمةً إلى أرباع تفصل بينها الممرّات الضيقة المتعرّجة، بالإضافة إلى مجموعة أثريّة عريقة تعود إلى عصر الأغالبة والفاطميّين.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أبرز الوجهات السياحية في المملكة المغربية

المقال التالي

القرى الصناعية: دعائم التنمية الاقتصادية

مقالات مشابهة

دولة قطر: تاريخها وثقافتها واقتصادها

دولة قطر هي دولة عربية مستقلة تقع على شبه جزيرة في الخليج العربي. اكتشفت النفط في أراضيها عام 1940، مما أدى إلى ازدهار اقتصادها. تتميز قطر بنظام حكم ملكي دستوري، وتعدّ الدوحة عاصمتها.
إقرأ المزيد