جدول المحتويات
تعريف سورة عبس
سورة عبس من السور المكية، أي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة. تُعرف أيضاً بسورة السفرة، نسبة إلى سفر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة. وقد نزلت بعد سورة النجم وقبل سورة القدر.
تحتوي سورة عبس على 42 آية، وعدد كلماتها 133 كلمة، وحروفها 520 حرف. تُصنف ضمن السور المفصل، أي السور التي تحتوي على آيات متنوعة في المواضيع.
أقسام سورة عبس وتفسيرها
يمكن تقسيم سورة عبس إلى ثلاثة أقسام رئيسية تتناول مواضيع محددة:
القسم | التفسير |
---|---|
الآيات (1-16) | توبيخ لطيف للرسول صلى الله عليه وسلم بسبب إعراضه عن الصحابي عبد الله بن أم مكتوم الذي جاء يسأله عن أمر من أمور الدين، بينما كان مشغولاً مع كبراء قريش، مع التأكيد على قيمة القرآن الكريم. |
الآيات (17-32) | بيان لكفر الإنسان، وتذكير الإنسان بأصل خلقه ورحلته في الحياة، ومصيره المحتوم وهو الموت، مع التأكيد على أنه لم يؤدي حق الله عليه. |
الآيات (33-42) | الحديث عن يوم القيامة، ووصف يوم القيامة وما سيحدث عند النفخ في الصور، وفرار الإنسان من هول تلك اللحظة، وحال الفريقين: ثواب الصالحين وعقاب الكافرين. |
تفسير سورة عبس
الآيات الأولى
تبدأ سورة عبس بذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم عندما أعرض عن الصحابي عبد الله بن أم مكتوم الذي جاء يسأله عن أمور دينه. يقول الله تعالى:
(عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى* كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ)
ينتقد الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم برفق، ويذكره بأن عبد الله بن أم مكتوم قد يزكي نفسه بالقرآن، أو يذكر ويهتدي به. ثم يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركز جهوده على دعوة الأغنياء الذين قد لا يهتدون بالحق، بينما يهمل الفقراء والمساكين الذين قد يكونون أشد حاجة للهداية. وختاماً، يؤكد الله تعالى على أهمية القرآن كذِكرى لمن شاء أن يتذكر.
الآيات الوسطى
تُركز الآيات الوسطى من السورة على كفر الإنسان وتذكيره بأصل خلقه.
(قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ* مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ* ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ* كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ* فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا* وَحَدَائِقَ غُلْبًا*وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)
يُبين الله تعالى أن الإنسان كافر بالرغم من نعم الله عليه، فقد خلقه من نطفة وقدر له أجله وسهل له طريق الحياة، ثم أماته وأقبره، وهو قادر على إعادته للحياة متى شاء. لكن الإنسان لم يرد حق الله عليه، فعليه أن ينظر إلى نعم الله عليه من حول، كيف أنزل الماء من السماء، وشق الأرض وأنبت فيها كل ما يفيد.
الآيات الأخيرة
تُختتم السورة بذكر يوم القيامة ومصير الفريقين: المؤمنين والكافرين.
(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ* وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ* ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ* أُولَـئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)
يُبين الله تعالى أن يوم القيامة سيكون يوم هول عظيم، يفر فيه كل إنسان من أقربائه ليشعر بالخوف الشديد. سيكون هناك فريقان من الناس: فريق مستنير الوجه مستبشر، وفريق مغطى بالغبار الأسود، وهم الكافرين الفجار الذين لم يؤدوا حق الله.
سبب نزول سورة عبس
نزلت سورة عبس في الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، الذي كان أعمى، وكان قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أمر من أمور الدين، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم مشغولاً مع بعض زعماء قريش.
أظهر النبي صلى الله عليه وسلم تَذَمُّرًا من عبد الله بن أم مكتوم، وأعرض عنه، فأنزل الله تعالى هذه السورة ليعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن أم مكتوم قد يكون من أشد الناس حاجة للهداية، وأنه ليس من حق النبي صلى الله عليه وسلم أن يهمله.
أغراض سورة عبس
تُلخص أغراض سورة عبس فيما يأتي:
- دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الموازنة بين جميع الناس وعدم التركيز على فئة دون أخرى.
- إكرام الله تعالى للمؤمنين وبيان منزلة عالية لهم.
- التأكيد على أهمية الضعفاء من المؤمنين وضرورة الإعتناء بهم.
- الثناء على عظمة القرآن الكريم.
- تعليم القرآن الكريم لمن يرغب في تعلمه.
- بيان تعنت الكافرين وشدة كفرهم.
- إثبات البعث والجزاء.
المراجع
- رضوان المخلالاتي، القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز, صفحة 337 – 338. بتصرّف.
- محمد أبو شهبة، المدخل لدراسة القرآن الكريم, صفحة 328. بتصرّف.
- محمد نصيف، بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف, صفحة 281. بتصرّف.
- اسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم, صفحة 320-327. بتصرّف.
- سورة عبس، آية:1-16
- سورة عبس، آية:17-32
- سورة عبس، آية:33-42
- أبعلي الواحدي، أسباب نزول القرآن, صفحة 471. بتصرّف.
- جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور, صفحة 67. بتصرّف.
- محمد بن عاشور، التحرير والتنوير, صفحة 102. بتصرّف.