جدول المحتويات
قلعة الشهابية: شاهدة على العصور الوسطى
تقع قلعة الشهابية جنوب لبنان، على قمة تطل على قرية حاصبيا. تُعتبر قلعة الشهابية رمزاً مهيباً للتاريخ اللبناني، وقد شهدت صعود وهبوط العديد من الحضارات عبر قرون عديدة.
يُرجّح أن الصليبيين هم الذين بنوا حصون هذه القلعة المنيعة في القرن الحادي عشر الميلادي. وقد استغلّوا موقعها الاستراتيجي لشنّ حملاتهم. وفي سبعينيات القرن الثاني عشر، تمكّن الأمراء الشهابيون من السيطرة على القلعة بعد هزيمة الصليبيين، وأعادوا بناء جزء كبير منها ليكون مركزاً عسكرياً وسكنياً.
وعلى مدار ثمانية قرون ونصف، شهدت قلعة الشهابية أعمال توسيع وتجديد مستمرة. ولا تزال اليوم تحتفظ بمجموعة مميزة من التصاميم والعناصر المعمارية التي تعود إلى العصر المملوكي والعثماني.
قلعة صيدا البحرية: حكاية تاريخية على شاطئ البحر
تُعدّ قلعة صيدا البحرية من أهم المعالم الأثرية في لبنان. يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، عندما أمر الصليبيون ببنائها فوق أساسات معبد فينيقي قديم.
كانت الجزيرة الصغيرة التي بنيت عليها القلعة موطناً لمعبد الإله ملقرت، الذي كان يُعتبر الإله هرقل عند الفينيقيين.
خلال فترة الحكم الصليبي، سقطت القلعة تحت سيطرة المماليك، الذين دمّروها جزئياً. ولكنهم أعادوا بنائها وأنشأوا جسراً يربطها بالبر.
وفي القرن السابع عشر، استطاع الأمير فخر الدين الثاني استعادة القلعة. ولقد صمدت القلعة على مرّ القرون رغم الحروب والمعارك العديدة التي مرت بها، ونالت شهرة واسعة كأحد أهم المواقع الأثرية في لبنان.
قلعة المسيلحة: حارس الطريق التجاري
شُيّدت قلعة المسيلحة في القرن السابع عشر الميلادي على يد الأمير الدرزي فخر الدين الثاني. كان هدف بناء القلعة هو حماية الطريق التجاري بين طرابلس وبيروت.
وكانت تُستخدم كحصن دفاعي منذ العصور القديمة.
تُطلّ قلعة المسيلحة على الطريق السريع، شامخةً على جرفٍ مرتفع، ولا تزال شاهداً على تاريخ لبنان العريق.
جامع طينال: تحفة إسلامية
يقع جامع طينال على الضفة اليسرى لنهر أبو علي، بالقرب من مقبرة باب الرمل في طرابلس.
يشهد جامع طينال على تاريخ غني، حيث يعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، خلال عهد الأمير سيف الدين طينال، حاكم طرابلس.
وقد زار المسجد الرحالة المشهور ابن بطوطة، وترك وصفاً مفصلاً له في رحلاته.
يُتميز جامع طينال بتصميمات هندسية فريدة من نوعها. ومن أبرز ملامحه القوس الكبير المائل، الذي يحتوي على باب مستطيل الشكل مُحاط بحجرٍ أسود وأبيض، مُحاكياً فن العمارة الإسلامية المعروف باسم الحجر الأبلق.
قصر بيت الدين: مجد العمارة اللبنانية
يقع قصر بيت الدين على حافةٍ شديدة الانحدار، مُطلّاً على مناظر طبيعية خلابة. بدأ العمل في بناء القصر عام 1788م، واستمرّ لثلاثين عاماً.
أشرف الأمير بشير، حاكم لبنان العثماني، على بناء هذا النصب التذكاري الذي يرمز إلى قوته ومجد حكمه.
يُعدّ قصر بيت الدين من أفضل الأمثلة على العمارة اللبنانية في القرن التاسع عشر.
ويضمّ قصر بيت الدين مجموعة من المعالم المميزة: الساحات الثلاث الرئيسية، الأسطبلات الضخمة، المتاحف الصغيرة، نوافير المياه، البوابات الرخامية، وغيرها.
معابد بعلبك: إرث روماني في سهل البقاع
تُعدّ بعلبك من أهم المواقع الأثرية في لبنان، وقد صُنّفت ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
تقع بعلبك في محافظة البقاع، وقد استمدّت أهميتها التاريخية من موقعها في سهل البقاع الخصب، الذي زوّد الإمبراطورية الرومانية بالغلال.
تُشتهر بعلبك بمعابدها المتعددة، وأهمّها معبد باخوس، الذي يُعتبر نموذجاً رائعاً للعمارة الرومانية، بأعمدته الشامخة التي يصل ارتفاعها إلى 20 متراً.
صور: مدينة ساحلية ذات تاريخ عريق
تقع مدينة صور إلى الجنوب من بيروت، على بعد 80.5 كيلومتر.
أسّسها الفينيقيون عندما استوطنوا لبنان في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
وقد لعبت صور دوراً محورياً كمركزٍ تجاري وميناء رئيسي، ممّا جعلها مطمعاً للإمبراطوريات المجاورة.
وقد شهدت صور حملات عسكرية من قبل الإمبراطوريات المصرية، والبابلية، واليونانية، والفارسية، والرومانية، والصليبية، والتركية.
أسّس التجار في صور مستعمرات على امتداد البحر الأبيض المتوسط، ووصلوا إلى مناطق بعيدة في الغرب، مثل قادس في إسبانيا. كما تمكّنوا من الاستقرار في شمال أفريقيا واليونان.
وقد أُدرجت صور على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979م، نظراً لأهميتها التاريخية والعمرانية.
عنجر: مدينة أموية مميزة
تُعتبر مدينة عنجر شاهداً على ازدهار الحضارة الأموية. بناها الخليفة الوليد بن عبد الملك خلال الأعوام 705-715م.
اكتشفها علماء الآثار خلال أربعينيات القرن العشرين.
كانت تُعدّ عنجر مركزاً تجارياً مهماً، نظراً لموقعها الاستراتيجي على مفترق طرق بين بيروت ودمشق.
تُحيط بمدينة عنجر أسوارٌ وأبراجٌ يصل عددها إلى 40 برجاً.
وتتوزّع داخلها الأروقة والممرات، ما يُقسمها إلى أربعة قطاعات رئيسية.
جبيل: أقدم مدينة في العالم
تقع مدينة جبيل على بعد 40 كيلومتراً إلى الشمال من بيروت، على حافة الحجر الرملي.
كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، أي منذ 8000 سنة قبل الميلاد.
وقد ظهرت فيها أقدم أبجدية عرفها الإنسان، وهي النقوش الفينيقية على تابوت أحيرام.
كانت جبيل ميناءً مهماً لشحن أوراق البردي من مصر إلى اليونان.
يُعدّ الموقع الأثري لجبيل من أهم المواقع في لبنان، حيث يحتوي على بقايا لمدرّج روماني، وسور المدينة من العصور الوسطى، والقلعة الصليبية.
ولا تزال جبيل تُشكّل منتجعاً راقياً، ويُعتبر مشهد اليخوت على شواطئ مرفئها منظراً خلاباً.