فهرس المحتوى
- تاريخ الشعر العراقي
- أبو الطيب المتنبي
- معروف الرصافي
- جميل صدقي الزهاوي
- بدر شاكر السياب
- عبد الوهاب البياتي
- محمد مهدي الجواهري
تاريخ الشعر العراقي
يُعدُّ العراق من أقدم الحضارات، وقد ازدهرت فيه الحركة الأدبية والشعرية منذ القدم، وترك الشعراء العراقيون إرثًا شعريًا غنيًا يُعبر عن ثقافتهم وجمال لغتهم. منذ العصور القديمة، أُطلق على العراق اسم “بلاد الرافدين”، وهي تُشير إلى نهري دجلة والفرات اللذان يمران عبره ويُعَدّان مصدرًا للحياة في العراق.
تُشير الدلائل التاريخية إلى وجود شعر عربي في العراق قبل الإسلام، وقد تأثر الشعر العراقي بالثقافات المحيطة، مثل الثقافة الفارسية واليونانية. وبعد ظهور الإسلام، ازدهرت الحركة الشعرية في العراق، وأصبح العراق مركزًا أدبيًا مهمًا في العالم العربي. في العصر العباسي، مثلاً، شهد العراق نهضة ثقافية عظيمة، فظهر فيه العديد من الشعراء الذين برعوا في نظم الشعر وتركوا إرثًا شعريًا غنيًا.
أبو الطيب المتنبي
يُعدُّ أبو الطيب المتنبي واحدًا من أبرز الشعراء العرب في التاريخ. وُلد في الكوفة عام 303 هـ/915 م. عُرف بأسلوبه الفريد في الشعر، وقوة تعبيراته، وذكائه الفطري. لقب بـ”مالئ الدنيا وشاغل الناس” نسبةً إلى إعجاب الناس بشعره.
من أشهر قصائده التي لا تزال تُدرّس في المدارس العربية “واحر قلبها”. يُذكر في هذه القصيدة شعوره بألم الحب، وأنه يُعاني من غياب محبوبته.
يُمكن تلخيص أهمية شعر المتنبي في:
- تَعرّفُه العميق بِألفاظ اللغة العربية وقواعدها.
- قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية بعمق.
- إبداعه في وصف الطبيعة والجمال.
معروف الرصافي
معروف الرصافي، شاعر عراقي ولد في بغداد عام 1875 م، وُتُوفي فيها عام 1945 م. يُعدُّ من رواد الشعر العربي الحديث، وُعُرف بنزعة التجديد في شعره.
عمل مُدرسًا للغة العربية وآدابها في معهد المُعلمين في القدس، ثمّ سافر إلى الأستانة، وعاد إلى بغداد ليُدرّس في دار المُعلمين العالية. يُعَدُّ ديوان الرصافي من أهم مؤلفاته الشعرية، وُيَحتوي على العديد من القصائد التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية.
أبرز سمات شعر الرصافي:
- الاهتمام بالقضايا الاجتماعية.
- الجديد في الأسلوب اللغوي.
- الوعي بالواقع المعاصر.
جميل صدقي الزهاوي
جميل صدقي الزهاوي شاعر عراقي ولد في بغداد عام 1863 م وتوفي فيها عام 1936 م. نشأ في أسرة مُتعلمة، تلقى تعليمه الديني من والده الذي كان مُفتيًا لبغداد.
أُتقن الزهاوي اللغة العربية، وُبالإضافة إليها أتقن اللغة الكردية، الفارسية، وُالتركية. أثّر تعليمه على أسلوبه الشعري، وُأصبح من أبرز الشعراء الذين يُدمجون العديد من التيارات الشعرية في شعرهم.
من أهم أعماله الشعرية: “رباعيات الزهاوي” وُ “الكلم المنظوم”. تُظهر هذه الأعمال قدرته على الوعي بِالواقع المعاصر وُالقدرة على التعبير عن أفكاره بشكل جديد وُ مُبتكر.
بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب، شاعر عراقي ولد في قرية جيكور في البصرة عام 1925 م، وُتُوفي في المستشفى الأميري في الكويت عام 1964 م.
يُعدُّ السيّاب من أبرز رواد شعر التفعيلة، وُكُتبت أول قصيدة له بهذا الأسلوب في ديوانه “أزهار ذابلة” الذي نُشر عام 1947 م.
من أهم أعماله الشعرية : “أزهار ذابلة” ، “أساطير” ، “أزهار وُ أساطير” ، “قيثارة الريح” ، “المعبد الغريق” ، “إقبال” ، “أنشودة المط” ، “حفار القبور” ، “منزل الأقنان”.
تُعكس أعمال السياب اهتمامه بِالواقع الاجتماعي وُ السياسي وُ بِالإنسان العراقي وُ معاناته. وُيُعدُّ من أبرز الشعراء العراقيين الذين استطاعوا التعبير عن الوجع وُ الألم وُ الحنين للأرض وُ الوطن.
عبد الوهاب البياتي
عبد الوهاب البياتي، شاعر عراقي ولد في العراق عام 1926 م، وُتُوفي في دمشق عام 1999 م.
يُعدُّ البياتي من روّاد الحركة الحداثة الشعرية في العراق، وُتُعرف أعماله بِالنزعة العالمية وُ الوعي بِالواقع المعاصر.
انتقل البياتي بين عدة عواصم عربية، مثل موسكو وُ إسبانيا وُ القاهرة وُ الرباط وُ عمّان، وُاستقر أخيرًا في دمشق حيث توفي وُ دُفن فيها.
من أهم أعماله الشعرية : “ديوان ملائكة وُ شياطين” ، “ديوان أباريق مهمشة” ، “كلمات لا تموت” ، “سيرة ذاتية لسارق النار”.
محمد مهدي الجواهري
محمد مهدي الجواهري، شاعر عراقي ولد في النجف عام 1899 م، وُتُوفي في دمشق عام 1997 م.
نشأ الجواهري في أسرة دينية محافظة، وُكان والده وُجدّه من رجال الدين المعروفين، وُأُمنح ذلك للأسرة وجاهة وُ مُكانة مُرموقة في المجتمع.
التزم الجواهري بِكتابة الشعر العمودي ، وُترك عدة أعمال شعرية مُهمة، منها : “قصيدة يا دجلة الخير” التي نُظِمَت في الحنين إلى الوطن. وُيُذكر في مطلع هذه القصيدة :
حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجلة الخير، يا أم البساتين
وُمن أعماله المُهمة أَيضًا “قصيدة يا سيدي أسعف فمي” التي نُظِمَت في مديح الملك الحسين بن طلال، وُيُذكر في مطلعها:
يا سيدي أسعف فمي ليقول
في عيد مولدك الجميل جميلا
تُعكس أعمال الجواهري حبه لِلوطن وُ انتمائه لِه ، وُقدرته على التعبير عن مشاعره وُ أفكاره بِشكل رقيق وُ جميل.
تُعتبر هذه النماذج من الشعراء العراقيين أمثلة على غنى وُ جمال الحركة الشعرية في العراق، وُيُؤكد ذلك على دور العراق في تُشكيل وُ إثراء المشهد الأدبي العربي منذ القدم.