جديد من عالم العلم: إنجازات علمية بارزة في عام 2021
شهد عام 2021 تقدماً ملحوظًا في مختلف المجالات العلمية، ونرى أنّ العلماء حول العالم يواصلون إثراء حياتنا بإنجازاتٍ تقودنا نحو مستقبلٍ واعدٍ.
سنتعرف في هذا المقال على مجموعة من أهم إنجازات 2021 العلمية في مجالات مختلفة، ونبدأ مع لقاح COVID-19.
أسرع تطوير لقاح في التاريخ
لقد أظهرت جائحة COVID-19 قدراتٍ علميةً هائلة في سرعة تطوير لقاحاتٍ فعالة. تمّ تطوير وتجربة وإطلاق لقاحات COVID-19 في وقتٍ قصيرٍ جدًا مقارنةً بالمدة الزمنية المعتادة.
فقد مُنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ترخيصًا طارئًا لاستخدام لقاح فايزر ضدّ فيروس COVID-19 للبالغين في ديسمبر من العام السابق. [١]
وقد ساهم الباحثون والمتطوعون الأمريكيون في التجارب السريرية في الوصول إلى هذا الإنجاز الكبير. وبعد إجراء الدراسات والأبحاث، أصبح اللقاح متاحًا للأطفال أيضًا.
وقد أُقرت أيضًا لقاحات أخرى مثل Sinopharm وغيرها من اللقاحات، مما أنقذ أرواحًا لا حصر لها. لقد خفّف التلقيح من حدة الأعراض الشديدة للفيروس، رغم متغيراته وظهور سلالات جديدة منه.
يبقى العلماء متفائلين من نتائج اللقاحات، ويسعون لتطوير حلولٍ أفضل لمكافحة هذه الجائحة. [٢]
تجدد الأطراف: تجارب علمية مذهلة
اكتشف عالمٌ ياباني ظاهرةً مذهلةً تتمثّل في قدرة بعض المخلوقات اللزجة على فصل رأسها عن جسدها عن قصد، ثمّ ينمو لها جسدٌ جديدٌ بالكامل في غضون أسابيع.
أكدت الدراسات أنّ الرأس المقطوع يعيش من تلقاء نفسه، بينما يتم تجدد الأعضاء والأطراف الحيوية. ويعود ذلك، بحسب الدراسات، إلى الطحالب الشبيهة بالنبات التي تأكلها البزاقات، فتصبح قادرة على القيام بعملية التمثيل الضوئي. [٣]
والمدهش أنّ الجسد المهمل يعيش لأسابيع قبل أن يموت. يعتقد الباحثون أنّ الرخويات البحرية تستخدم هذه الخدعة الرائعة للهروب من الحيوانات المفترسة، أو للنجاة من تفشي الطفيليات التي تهاجم الجزء السفلي منها. [٤]
تكنولوجيا وسيطة بيّن الدماغ والكمبيوتر: أمل كبير لمصابي الشلل
تفتح هذه التكنولوجيا آفاقًا جديدةً في عالم الطب الحيوي، فهي تُمنح أملًا كبيرًا لمصابي الشلل.
فقد تمّ ابتكار نظام لاسلكي بالكامل لنقل إشارات الدماغ بسرعة ووضوح، وبنفس جودة النقل في أنظمة الكيبل. [٥]
وخلال التجارب السريرية، كانت النتائج مذهلة، حيث تمكن الجهاز من تمكين شخصين مصابين بالشلل الرباعي من الإشارة والنقر والكتابة على جهاز لوحي بدقة وسرعة. [٦]
لقاح الملاريا الأول للأطفال: خطوة هامة لمكافحة المرض
يُعدّ الملاريا من أكثر الأمراض المعدية المميتة في العالم، حيث ينتقل هذا المرض بواسطة البعوض، ويسبب وفاة نصف مليون شخص سنويًا، معظمهم في إفريقيا.
أكثر من نصف حالات الوفاة من الملاريا هم من الأطفال دون سن الخامسة. [٧]
وقد طوّر العلماء أخيرًا، وبعد قرن من الجهد، لقاحًا آمنًا وفعالًا ضدّ الملاريا. يُعدّ هذا أول لقاح ضدّ مرض طفيلي. [٨]
وفي أكتوبر، مُنحت منظمة الصحة العالمية الترخيص لاستخدام اللقاح لجميع الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا. [٩]
علاج مرض السّكري من النوع الأول: اختبارات واعدة باستخدام الخلايا الجذعية
تُجرى أول تجربة سريرية لعلاج رجل يبلغ من العمر 64 عامًا من مرض السكري من النوع الأول، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية.
يتلقى الرجل جرعات من الخلايا المنتجة للأنسولين المزروعة من الخلايا الجذعية، مما يُمكن جسمه من صنع الأنسولين من تلقاء نفسه. [١٠]
رغم النتائج التجريبية المذهلة، إلا أنه من السابق لأوانه الحكم بشكلٍ قاطع على هذا العلاج، حيث لا تزال الدراسات والتجارب قائمة لمدة خمس سنوات على 16 مريضًا. [١١]
اكتشاف علماء ناسا لكواكب جديدة: تقنية التعلم العميق تكشف أسرار الكون
تمكن علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) من التحقق من وجود 301 كوكبًا خارجيًا جديدًا.
وقد تم التأكد من وجود تلك الكواكب، فهي تدور حول نجومٍ غير الشمس.
وذلك بفضل تقنية التعلم العميق الجديدة ExoMiner التابعة لوكالة ناسا، مما أدى إلى ارتفاع إجمالي عدد الكواكب الخارجية إلى 4870. [١٢]
أول عملية زراعة ذراع وكتف ناجحة: إنجاز تاريخي في مجال الطب
حقق الجراح جان ميشيل دوبرنارد إنجازًا تاريخيًا في يناير، حيث أجرى أول عملية زراعة ذراع وكتف في العالم.
وقد حققت العملية التي أُجريت في فرنسا نجاحًا باهرًا.
تمكن فيليكس جريتارسون، البالغ من العمر 49 عامًا والذي فقد ذراعيه في حادث كهربائي في عام 1998، من ممارسة حياته بشكل طبيعي بفضل الذراع الجديدة.
يستطيع الآن ثني العضلة ذات الرأسين، والتقاط الأشياء، وغيرها من الحركات. [١٣]
ناسا تطلق أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق: جيمس ويب يفتح آفاقًا جديدة في عالم الفلك
بعد عقود من العمل الدؤوب، تمّ إطلاق جيمس ويب، وهو أقوى وأكبر تلسكوب علمي وأكثره تقدمًا في تاريخ استكشاف الفضاء، من غيانا الفرنسية على متن صاروخ آريان 5 في 25 من ديسمبر 2021. [١٤]
ومن المتوقع أنّ يزيل هذا التلسكوب الغموض عن أصل وتطور كوكب الأرض، والنظام الشمسي، والمجرات.
وسيرصد بشكل مباشر أجزاء من الكون لم تكن مرئيةً من قبل.
سيستغرق الأمر 30 يومًا للسفر ما يقارب مليون ميل إلى مكان مستقر في الفضاء، وستة أشهر أخرى لتكشف عن أجهزتها وتبدأ العمل. [١٥]