فهرس المحتوى
أهمية أحاديث الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري
يُعدّ أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- من الصحابة الكرام الذين رووا عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية التي تُعتبر من أهم مصادر التشريع الإسلامي. وتُسلط أحاديثه الضوء على عدة جوانب من الرسالة الإسلامية، وتُقدم لنا فهمًا أعمق لتعاليم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وحياة الصحابة الكرام.
من هو أبو موسى الأشعري؟
أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- هو عبد الله بن قيس بن حَضَّار، وهو إمام كبير وصاحب مُنصب القضاء والمفتي في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ويُعدّ من الفقهاء المُقرئين البارزين في ذلك العصر. وقد حظي -رضي الله عنه- بمُرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتلقّي العلم منه مباشرة، حيث قال الذهبي “روى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- ثلاث مئة وستين حديثاً، وله في الصحيحين تسعة وأربعين حديثاً، وأخرج له البخاري في صحيحه أربعة أحاديث وأخرج له مسلم في صحيحه خمسة عشر حديثاً” .
أحاديث عن أبي موسى الأشعري
تُظهر أحاديث أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- شخصيته الفضيلة ومكانته العظيمة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ونذكر من أبرز أحاديثه:
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنَّا إذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ، فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا، ولَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ أتَى عَلَيَّ وأَنَا أقُولُ في نَفْسِي: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ، قُلْ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهَا كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ أوْ قالَ: ألَا أَدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.” [١]
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “لَمَّا نَزَلَتْ (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)،[٢] قَالَ -رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (هُمْ قَوْمُكَ يَا أَبَا مُوسَى، وَأَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ).” [٣]
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرافِي في أمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي هَزْلِي وَجِدِّي وَخَطايايَ وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِندِي.” [٤]
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “قالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ: مَن قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ.” [٥]
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “قِيلَ لِلنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: المَرْءُ مع مَن أحبَّ”. [٦]
عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: “(إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا، يُرْفَعُ فيهَا العِلْمُ، وَيَنْزِلُ فيهَا الجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فيهَا الهَرْجُ وَالهَرْجُ: القَتْلُ).” [٦]
الخلاصة
يُعدّ أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- من الصحابة البارزين الذين ساهموا في نشر الإسلام وحفظ التراث النبوي. وتُظهر أحاديثه شخصيته الفضيلة ومكانته عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وتُقدم لنا فهمًا أعمق لتعاليم الإسلام وقيم الرسالة الإسلامية.
نستفيد من أحاديث أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- عدّة دروس منها ضرورة التوسّل بالله في جميع أحوالنا ، والحرص على الحفاظ على العلم والحذر من انتشار الجهل ، وأهمية العمل للأجر والثواب ، والتّذكير بأن الإنسان مع مَن أحبّ ، وبضرورة العمل الصالح في الدنيا للخير في الآخرة.
والله أعلم.
[١] رواه البخاري، في صحيح البخاري.
[٢] سورة المائدة، الآية 54.
[٣] رواه الحاكم ، في المستدرك على الصحيحين .
[٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري.
[٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري.
[٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري.
