محتويات
- آيات تتحدث عن مصدر الرزق
- آيات تتحدث عن أسباب الرزق
- أشكال الرزق في الدنيا والآخرة
- أشكال الرزق في الدنيا
- أشكال الرزق في الآخرة
- أحاديث عن الرزق
الرزق من عند الله
تؤكد العديد من الآيات القرآنية على أن الله – سبحانه وتعالى – هو مصدر الرزق لجميع مخلوقاته، وأن تقسيم الأرزاق هو من حكمته. وتوضح الآيات الآتية هذا المفهوم:
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [١]
﴿اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقًا لَكُم وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلكَ لِتَجرِيَ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنهارَ﴾ [٢]
﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [٣]
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [٤]
﴿إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [٥]
من خلال هذه الآيات، يتضح أن الله – سبحانه وتعالى – هو المسؤول الأول والأخير عن الرزق، وهو الذي يوزعه على جميع المخلوقات وفقًا لحكمته.
أسباب الرزق
بينما يؤكد القرآن على أن الله هو مصدر الرزق، فإنه أيضاً يذكر بعض أسباب الرزق التي تجعل الإنسان أكثر استحقاقاً له. وتشمل هذه الأسباب:
التقوى
تُعد التقوى من أهم أسباب الحصول على الرزق، كما جاء في كتاب الله – سبحانه وتعالى -:
﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيْهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾ [٧]
﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّـهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [٨]
التقوى تشمل طاعة الله واحترام حدوده، فمن خلالها يفتح الله أبواب الرزق ويُيسر الأمور.
الاستغفار
الاستغفار من الذنوب والتوبة إلى الله يُعدّ من أسباب الرزق، كما ورد في الآية:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾ [٩]
عندما يطلب الإنسان المغفرة من الله، فإن الله – سبحانه وتعالى – يفتح له أبواب رحمته ويرزقه من فضله.
العمل الصالح
العمل الصالح من أهم أسباب الرزق، حيث يُبارك الله – سبحانه وتعالى – في العمل الصالح ويُيسر الرزق لصاحبه. وتؤكد الآيات التالية على أهمية العمل الصالح:
﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [١٠]
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [١١]
﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [١٢]
﴿وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ﴾ [١٣]
العمل الصالح يفتح أبواب الرزق ويُبارك في جميع جوانب حياة الإنسان.
الرزق في الدنيا والآخرة
يُمكن تقسيم أنواع الرزق إلى قسمين: رزق الدنيا و رزق الآخرة.
رزق الدنيا
يتنوع رزق الدنيا ليشمل مختلف حاجات الإنسان. ومن أهم أشكاله:
رزق الطعام
يُعدّ الطعام من أهم أشكال الرزق في الدنيا، حيث يَصُون الله الإنسان من الجوع ويعطيه ما يحتاجه من الطعام، كما جاء في الآيات الآتية:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [١٤]
﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [١٥]
﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [١٦]
رزق الغيث
الغيث من أهم نعم الله على عباده، فهو مصدر حياة ونمو، وتؤكد الآية على أهميته:
﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ﴾ [١٧]
رزق الذرية الصالحة
تُعدّ الذرية الصالحة من أعظم نعم الله على الإنسان، فهي مصدر فرح وراحة، وتؤكد الآية على ذلك:
﴿وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ [١٨]
توسيع الرزق بقدوم الذرية
تؤكد بعض الآيات على أن الله – سبحانه وتعالى – يُوسع الرزق بقدوم الذرية، ليكفل رعاية الطفل وتوفير احتياجاته، كما جاء في الآيات التالية:
﴿وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا﴾ [١٩]
﴿قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم﴾ [٢٠]
رزق الآخرة
يُعدّ رزق الآخرة أعظم وأفضل من رزق الدنيا، حيث يَصُون الله المؤمنين من عذاب النار ويرزقهم نعيم الجنة، كما جاء في الآيات الآتية:
﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [٢١]
﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [٢٢]
أحاديث عن الرزق
تذكر العديد من الأحاديث الشريفة جوانب مختلفة من موضوع الرزق، مثل:
التقوى و توسيع الرزق
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ﴿مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه﴾ [٢٣]
التوكل على الله
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ﴿لَو أنَّكُم كنتُم تَوكَّلُونَ على اللهِ حقَّ تَوكُّلِهِ لرُزِقْتُمْ كما تُرزَقُ الطَّيرُ ، تغدو خِماصًا ، وتروحُ بطانًا﴾ [٢٤]
من خلال هذه الآيات والأحاديث، يتضح أن الله – سبحانه وتعالى – هو مصدر الرزق وأن التوكل عليه والعمل الصالح هما من أهم أسباب الحصول على الرزق.
[١] سورة هود، آية: 6 [٢] سورة إبراهيم، آية: 32 [٣] سورة آل عمران، آية: 27 [٤] سورة الملك، آية: 15 [٥] سورة الذاريات، آية: 58 [٧] سورة الأعراف، آية: 96 [٨] سورة الطلاق، آية: 2-3 [٩] سورة نوح، آية: 10-11 [١٠] سورة المؤمنون، آية: 51 [١١] سورة الذاريات، آية: 56-58 [١٢] سورة النحل، آية: 97 [١٣] سورة الأنعام، آية: 84 [١٤] سورة البقرة، آية: 172 [١٥] سورة آل عمران، آية: 37 [١٦] سورة البقرة، آية: 60 [١٧] سورة غافر، آية: 13 [١٨] سورة نوح، آية: 12 [١٩] سورة الإسراء، آية: 31 [٢٠] سورة الأنعام، آية: 151 [٢١] سورة غافر، آية: 40 [٢٢] سورة البقرة، آية: 25 [٢٣] رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 439، أخرجه في صحيحه. [٢٤] رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2344 ، حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه.