آيات القرآن الكريم: المحكم والمتشابه

استعراض لآيات المحكم والمتشابه في القرآن الكريم، مع أمثلة توضيحية و شرح لتعريف كل منهما.

أمثلة على الآيات المحكمات

تتضمن آيات المحكمات في كتاب الله -عز وجل- نصوصًا واضحة المعنى، لا تحتمل التأويل أو التغيير. من الأمثلة البارزة:

  • نصوص العقائد: آيات التوحيد والإيمان، كقوله تعالى: (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).[٢] هذه الآيات لا تقبل التأويل أو التغيير، فهي أساس العقيدة الإسلامية.
  • أوامر بالفضائل: الآيات التي تأمر بأمهات الفضائل كالبر بالوالدين، وصلة الرحم، والعدل، والإحسان، والصدق، ومنع الظلم والكذب، كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).[٣] وقوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتذكرون).[٤]
  • القواعد الشرعية: القواعد العامة التي يقوم عليها الشريعة الإسلامية، مثل رفع الحرج، ومنع الضرر، واعتبار المقاصد في الأحكام.
  • أحكام جزئية: بعض الأحكام الفرعية الجزئية التي ورد النص بتأييدها، كتحريم الزواج من زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، كقوله تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما).[٦] وهناك آيات أخرى يرى بعض العلماء أنها من المحكم، كقوله تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتو بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون).[٧]

أمثلة على الآيات المتشابهات

تُشكل الآيات المتشابهات جزءًا من القرآن الكريم، وتتميز بغُمشٍ في المعنى، وتحتاج إلى تأويل وتفسير من قبل أهل العلم. ومن الأمثلة:

  • الحروف المقطعة: الحروف المقطعة في أوائل بعض السور، كقوله تعالى: (الم).[٩] وقوله تعالى: (كهيعص).[١٠] فهي من المتشابه، لأن الله -عز وجل- استأثر بعلم تأويلها.
  • صفات الله تعالى: صفات الله -عز وجل- التي لا نعرف كيفيتها، كقوله تعالى: (وهو السميع البصير).[١١] وقوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا).[١٢] فهذه الصفات من المتشابه، لأن معرفة كيفياتها لا تدركها العقول البشرية.

شرح وتعريف المحكم والمتشابه

المحكم لغةً: يعني ما تم إتقانه وثبوته. وفي الشرع: ما دلَّ بنفسه على معنى واضح لا يقبل النسخ أو التأويل.

المتشابه لغةً: ما تشابه واختلط. وفي الشرع: ما انقطع الأمل في بيان معناه بدقة، وهو من ما استأثره الله -عز وجل- بعلمه.

وقد جمع القرآن الكريم بين المحكم والمتشابه، كما جاء في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب).[١٤]

المراجع

  1. [١] عبد الله العنزي، تيسير علم أصول الفقه، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، 1418هـ.
  2. [٢] سورة الإخلاص
  3. [٣] سورة التوبة
  4. [٤] سورة النحل
  5. [٥] عبد الله العنزي، تيسير علم أصول الفقه، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، 1418هـ.
  6. [٦] سورة الأحزاب
  7. [٧] سورة النور
  8. [٨] تعياض السلمي، أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله، الطبعة الأولى، الرياض، دار التدمرية، 1426هـ.
  9. [٩] سورة البقرة
  10. [١٠] سورة مريم
  11. [١١] سورة الفرقان
  12. [١٢] سورة الشورى
  13. [١٣] عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه المقارن، الطبعة الأولى، الرياض، مكتبة الرشد، 1420هـ.
  14. [١٤] سورة آل عمران
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فنون البديع في اللغة العربية: أمثلة وتوضيحات

المقال التالي

دراسة المحللات في السلسلة الغذائية

مقالات مشابهة