آليات و مراحل التأهيل السلوكي الإدراكي

اكتشف كيفية عمل العلاج السلوكي المعرفي، و الأسباب الموجبة لاستخدامه. تعرف على المدة اللازمة و نصائح لتحقيق أقصى استفادة.

مقدمة عن التأهيل السلوكي الإدراكي

يُعتبر التأهيل السلوكي الإدراكي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) أحد الأساليب العلاجية النفسية الحديثة. يهدف هذا النوع من العلاج، الذي يتميز بكونه نظاميًا ومحدد المدة، إلى مساعدة الفرد على فهم أفضل للأفكار السلبية وغير المنطقية التي تؤثر على حياته. كما يساعده على تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات الحياتية المختلفة. يتم ذلك من خلال سلسلة من الجلسات المحددة مسبقًا، حيث يعمل المعالج النفسي مع المريض لتعزيز وعيه الذاتي وتحسين استجابته للمواقف الصعبة.

لقد أثبت التأهيل السلوكي الإدراكي فعاليته في علاج مجموعة متنوعة من الحالات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Posttraumatic stress disorder)، وحتى اضطرابات الأكل. والأكثر من ذلك، يمكن للأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات نفسية الاستفادة منه لتحسين قدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.

يعتمد هذا العلاج على النموذج الإدراكي، الذي يركز على كيفية استقبال الفرد لحدث معين وتأثير ذلك على ردة فعله. النقطة المحورية في هذا العلاج هي مساعدة الفرد على تغيير الأفكار غير المفيدة والسلوكيات السلبية، مما يؤدي إلى تحسين مزاجه وأدائه في مختلف جوانب حياته.[٢]

التأهيل السلوكي الإدراكي هو أسلوب للتعبير عن المشاعر تجاه الذات، والآخرين، والعالم المحيط. بالإضافة إلى ذلك، يتناول هذا العلاج العوامل التي تؤثر في مشاعر الفرد وأفكاره. ومن الجدير بالذكر أن هذا العلاج يركز بشكل أساسي على المشكلات والتحديات التي يواجهها الفرد في الوقت الحاضر. بمعنى آخر، هو علاج يركز على الحاضر بدلاً من الخوض في الأسباب الماضية التي قد تكون ساهمت في ظهور الأعراض الحالية. وبالتالي، فهو يهدف إلى تحسين الحالة النفسية والعقلية للفرد في الوقت الراهن.[٣]

الآلية المتبعة في التأهيل السلوكي الإدراكي

عادةً ما تتضمن عملية التأهيل الإدراكي السلوكي الخطوات التالية:[٤]

  1. تحديد المشكلات التي تواجه المريض:

    قد تكون المشكلة حالة طبية، أو تجربة انفصال، أو مشاعر حزن أو غضب، أو حتى الأعراض المصاحبة لمرض عقلي. في هذه المرحلة، يعمل المعالج النفسي مع المريض لتحديد المشكلات والأهداف التي يجب التركيز عليها خلال عملية التأهيل.

  2. تعزيز وعي المريض بمشاعره وأفكاره ومعتقداته حول المشكلات:

    بعد تحديد المشكلة، يساعد المعالج النفسي المريض على التعبير عن أفكاره الخاصة تجاهها. يتضمن ذلك مراقبة الحديث الداخلي للمريض، وتفسيره للمواقف، ومعتقداته الشخصية عن نفسه، وعن الآخرين، وعن الأحداث. قد يقترح المعالج أيضًا تدوين الأفكار في دفتر خاص.

  3. تحديد الأفكار السلبية وغير المنطقية:

    تساعد هذه الخطوة المريض على تحديد أنماط التفكير والسلوك التي قد تكون ساهمت في المشكلة. يحث المعالج المريض على الانتباه إلى ردود الفعل الجسدية والعاطفية والسلوكية في المواقف المختلفة.

  4. إعادة صياغة الأفكار السلبية الخاطئة:

    يشجع المعالج المريض على التساؤل عن الأسس التي يبني عليها وجهة نظره؛ هل تعتمد على الحقائق أم على تصورات غير صحيحة؟ قد تكون هذه الخطوة صعبة، خاصة إذا كان المريض معتادًا على نمط تفكير معين منذ فترة طويلة. ولكن مع التدريب والممارسة، يصبح التفكير والسلوك الإيجابيين عادة تلقائية.

دواعي استخدام التأهيل السلوكي الإدراكي

يستخدم التأهيل السلوكي الإدراكي لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض والحالات النفسية. يفضل هذا الأسلوب العلاجي لأنه منظم ويتطلب عددًا أقل من الجلسات مقارنة بالعلاجات النفسية الأخرى. كما يساعد على تحديد ومعالجة تحديات معينة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه لعلاج التحديات العاطفية، وأعراض الأمراض العقلية، ومنع الانتكاس. كما أنه مفيد في الحالات التي يكون فيها العلاج بالأدوية غير مناسب. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التأهيل السلوكي الإدراكي المرضى على تخطي الأمراض الجسدية الأخرى، وتعلم كيفية السيطرة على أعراض الأمراض المزمنة، كما يساعد في حالات الحزن والفقد.[٥]

تشمل الأمراض العقلية التي يمكن علاجها بالتأهيل السلوكي الإدراكي ما يلي:[٥]

  • اضطرابات النوم.
  • الاضطرابات الجنسية.
  • الاكتئاب.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطرابات القلق.
  • الرهاب.
  • اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: (Obsessive-compulsive disorder (OCD).
  • الفصام.
  • اضطرابات تعاطي المخدرات.

مع العلم أنه يمكن الاستفادة من التأهيل الإدراكي السلوكي بشكل أكبر عند استخدامه مع العلاجات الأخرى، كالأدوية المضادة للاكتئاب.[٥]

الفترة الزمنية اللازمة للتأهيل السلوكي الإدراكي

يعتبر التأهيل السلوكي الإدراكي علاجًا قصير الأمد. يتم تحديد عدد الجلسات المطلوبة بالتشاور مع المعالج النفسي. عادة ما يحتاج الشخص من عشر جلسات إلى عشرين جلسة، وهذا يعتمد على عدة عوامل مثل نوع الاضطراب أو المشكلة، وشدة الأعراض، والمدة التي يعاني منها المريض من الأعراض أو المشكلة، ومدى التقدم الذي يحرزه المريض، ومستوى التوتر الذي يمر به، والدعم الذي يتلقاه من العائلة والأشخاص المحيطين به.[٤]

إرشادات لتحقيق الاستفادة القصوى من جلسات التأهيل

تختلف نسبة الاستفادة من التأهيل السلوكي الإدراكي من شخص لآخر. لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، يمكن اتباع النصائح التالية:[٦]

  • المشاركة الفعالة في العلاج وفي اتخاذ القرارات مع المعالج النفسي.
  • الانفتاح والصدق، حيث يعتمد نجاح العلاج بشكل كبير على رغبة المريض في مشاركة أفكاره ومشاعره دون الشعور بالحرج، وتقبل رؤى وطرق جديدة.
  • الالتزام بالخطة العلاجية، فعدم الالتزام بها قد يعرقل تقدم العلاج.
  • عدم توقع نتائج فورية، فالعمل مع الأمور العاطفية قد يكون مؤلمًا، وقد يشعر الشخص بسوء أكبر خلال الجلسات الأولى بسبب مواجهة الصراعات الماضية والحاضرة. قد يحتاج الشخص لعدة جلسات قبل أن يشعر بالتحسن.
  • القيام بالمهام التي يوكلها المعالج النفسي للمريض بين الجلسات، لأنها تساعد على ممارسة ما تم تعلمه.
  • إبلاغ المعالج النفسي إذا لم يشعر المريض بأي تحسن بعد عدة جلسات، لاتخاذ قرار مشترك بشأن إجراء تغييرات في الخطة العلاجية.

المراجع

  1. “Cognitive behavioral therapy – Overview “,Mayo Clinic,23-2-2016، Retrieved 26-6-2017.
  2. “WHAT IS COGNITIVE BEHAVIOR THERAPY (CBT)?”,BECK Cognitive Behavior Therapy.
  3. “Cognitive Behavioural Therapy “,RC PSYCH.
  4. “Cognitive behavioral therapy – What you can expect”,Mayo Clinic,23-2-2016، Retrieved 26-6-2017.
  5. “Cognitive behavioral therapy – Why it’s done”,Mayo Clinic,23-2-2016، Retrieved 26-6-2017.
  6. “Cognitive behavioral therapy – Results”,Mayo Clinic,23-2-2016، Retrieved 27-6-2017.
Total
0
Shares
المقال السابق

آليات المنهج العلمي: استكشاف وتطبيق

المقال التالي

أداء العمرة للمرأة: دليل مُفصل

مقالات مشابهة

انخفاض ضغط الدم لدى الحامل في الشهر السابع: الأسباب، الأعراض، وطرق التعامل

كل ما تحتاجين معرفته عن انخفاض ضغط الدم خلال الشهر السابع من الحمل. تعرفي على الأسباب المحتملة، الأعراض الشائعة، وكيفية التعامل مع هذه الحالة لضمان سلامتك وسلامة جنينك.
إقرأ المزيد