توضيحات حول استهلاك لحوم الحمير
يجوز للمسلم أكل لحم الحُمر الوحشيّة. بالمقابل، يحرم عليه أكل لحوم الحُمر الأهليّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحُمر الأهليّة كانت مباحةً في بداية الدعوة الإسلامية، إلا أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قام بتحريمها يوم خيبر. والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن الصحابي أبي ثعلبة رضي الله عنه، حيث قال: “حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ”.
وقد ذكر ابن قدامة -رحمه الله- أن أغلب العلماء يرون حرمة أكل الحمر الأهلية. كما ذكر أن الإمام أحمد أشار إلى أن خمسة عشر صحابياً من صحابة رسول الله -رضي الله عنهم- قد كرهوا أكلها. وأفاد ابن عبد البرّ بعدم وجود أي خلاف بين العلماء حول تحريم أكل لحم الحمار الأهلي.
نظرة في أكل لحم كلب البحر
يرى أغلب العلماء جواز تناول لحم كلب البحر، وذلك لعدم وجود أي دليل شرعي يحرمه. وبالتالي، يبقى الحكم الأساسي هو الإباحة. واشترط الحنابلة تذكيته لأنه يعتبر حيواناً برمائياً، بمعنى أنه يعيش في البر أحياناً وله دم سائل. وبناءً على ذلك، لا يحل أكله إذا كان ميتاً لعدم حصول التذكية الشرعية. ومع ذلك، لا يشترط الجمهور ذلك، حيث يرون أنه يندرج ضمن عموم صيد البحر الذي يجوز أكل ميتته، وهذا الرأي هو الأرجح في هذه المسألة.
بيان حكم تناول لحم الهدهد والغراب
لا يجوز للمسلم أن يأكل لحم الهدهد أو الغراب. والسبب في ذلك أن الغراب يتغذى على الجيف، وقد أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقتله، شأنه في ذلك شأن الفأر والثعبان والعقرب والكلب العقور. فكل هذه الأصناف التي أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقتلها، يُعدّ لحمها حراماً ولا يجوز أكلها. أما بالنسبة للهدهد، فقد نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن قتله، وهذا يدل على حرمة أكله، لأن إباحة أكله قد تكون وسيلة لقتله.
المصادر والمراجع
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ثعلبة، الصفحة أو الرقم: 5527، صحيح.
- “إباحة الحمر الوحشية وتحريم الحمر الأهلية”
- “أقوال العلماء في أكل كلب البحر”
- “حكم أكل لحم الغراب والهدهد”