آداب وأحكام النوم في الشريعة الإسلامية

استكشاف الأحكام الشرعية المتعلقة بأوضاع النوم المختلفة في الإسلام، بما في ذلك النوم على البطن، والنوم على جنابة، والنوم على الجانب الأيسر.

حكم الاستلقاء على البطن أثناء النوم

أفتى علماء الفقه بكراهة أن ينام المسلم على بطنه، وذلك استنادًا إلى ما رُوي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (إنَّ هذِهِ ضِجعةٌ يبغضُها اللَّهُ). وقد أشار الإمام الخطيب الشربيني -رحمه الله- إلى أن الشخص النائم على بطنه يُستحب تنبيهه وإيقاظه من نومه. إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات الطبية إلى أن النوم على البطن قد يكون له آثار صحية سلبية على الكلى والجهاز التنفسي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكراهة تنطبق على من يتعمد النوم على هذه الهيئة بدون عذر. أما إذا نام الشخص على بطنه دون قصد، فإنه لا يؤاخذ على ذلك لأنه غير مكلف حال نومه حتى يستيقظ. وإذا اضطر المريض إلى النوم على بطنه بسبب حالته الصحية، فلا حرج عليه في ذلك، لأن الضرورات تبيح المحظورات.

حكم النوم على جنابة

يجوز للشخص الذي جامع زوجته أن ينام وهو على جنابة دون الحاجة إلى الاغتسال الفوري. يمكنه تأخير الاغتسال إلى وقت الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر. ومع ذلك، يُستحب له الوضوء قبل النوم، لكن هذا الوضوء ليس واجبًا في رأي جمهور العلماء. وقد ذكر الإمام الشوكاني أن الشخص الجنب يجوز له أن ينام أو يأكل قبل الاغتسال، وكذلك أن يشرب أو يعاود زوجته، وهذا كله محل إجماع بين العلماء.

حكم النوم على الجانب الأيسر

لا مانع شرعًا من أن ينام المسلم على جانبه الأيسر، ولكن في هذه الحالة، فإنه يفوت على نفسه اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي يفقد أجر الاقتداء به. كان من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- أن ينام على جنبه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وقد حث على ذلك. وأوضح ابن حجر -رحمه الله- أن النوم على الجانب الأيمن له فوائد عديدة، فهو يساعد على الاستيقاظ بشكل أسرع، كما أن القلب معلق بالجهة اليمنى، وبالتالي لا يتعرض للضغط أثناء النوم.

المصادر والمراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن طخفة بن قيس الغفاري، الصفحة أو الرقم: 3080، حسنٌ لغيره.

  2. ” حكم النوم على البطن”, دائرة الإفتاء العامّة
  3. “حكم النوم على جنابة”, إسلام ويب
  4. “يجوز النوم على الجانب الأيسر”, الإسلام سؤال وجواب
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آراء العلماء حول الاسترخاء بعد صلاة العصر

المقال التالي

أحكام النون الساكنة والتنوين وأهمية التجويد

مقالات مشابهة