آداب وأحكام الصلاة بالنعال في المسجد

استكشاف أحكام الصلاة بالنعال في المساجد. نظرة على الأدلة الشرعية، آداب الصلاة في الأماكن المقدسة، وفضل الصلاة في المسجد.

أهمية صلاة الجماعة في المساجد

حث الدين الإسلامي الحنيف على أداء صلاة الجماعة لما لها من فضل عظيم. يُشجع المسلم على الحرص على أدائها في بيوت الله، لما في ذلك من جزيل الأجر والثواب. فقد جاء في الحديث الصحيح الذي روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).[1][2]

تعتبر الصلاة بالنعال من السنن المستحبة، وقد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما ورد في السنة النبوية المطهرة. فقد نقل عن الصحابي الجليل شداد بن أوس -رضي الله عنه-، أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهِم ولا خفافِهِم).[3][4] وهذا يدل على جواز الصلاة بالنعال كمخالفة لأهل الكتاب.

ضوابط الصلاة بالنعال

يُمنع المصلي من الصلاة بالنعال في المساجد إذا كانت مفروشة بالسجاد أو الموكيت، وذلك حفاظاً عليها من التلف والأوساخ. هذا هو الحكم العام. أما إذا كان لدى الشخص عذر يمنعه من خلع نعليه، فيجوز له الصلاة بهما، مع التأكد من نظافتهما وخلوهما من الأذى قبل دخول المسجد.[4]

وقد كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يصلي في بعض الأحيان وهو منتعل، وفي أحيان أخرى حافياً. روي عن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في نعليه، وهذا يدل على الاستحباب لإظهار الجواز ومخالفة اليهود. وإذا وجد في نعليه أذى، فإنه يقوم بمسحهما بالأرض ثم يصلي بهما.[5]

وجاء أيضاً في الحديث الصحيح الذي روي عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاء أحدُكم إلى المسجدِ فلينظرْ فإن رأى في نعلَيه قذرًا أو أذًى فلْيَمْسَحْه وليصل فيهم).[6][5]

أما في الأماكن والمساجد التي كانت مفروشة بالتراب والحصباء، فكان يجوز الصلاة بالنعال. أما المساجد المفروشة بالسجاد في زماننا هذا، فالأصل عدم جواز الصلاة فيها بالنعال، لأن أغلب الناس يستنكرون دخول المسجد بالنعال، ويعتبرونه استهانة بالمسجد وحرمته، وكذلك استهانة بالمصلين.[5]

الصلاة بالنعال في البقاع الطاهرة

يرى بعض العلماء أنه فيما يتعلق بالصلاة بالنعال في المسجد الحرام والمسجد النبوي والأماكن المقدسة، فإنه من الأفضل عدم الدخول إليها بالنعال. ويستدلون على ذلك بقصة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- عندما أُمر بخلع نعليه عند وصوله إلى الوادي المقدس طوى.[7]

وذلك عندما كلمه الله -سبحانه وتعالى-، كما قال تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى).[8] فيُقاس على ذلك الأماكن المقدسة الأخرى كالمسجد الأقصى والمسجد الحرام.[7]

ويجب على المسلم أن يحرص على خلع نعليه في الأماكن المقدسة، وفي المساجد عموماً، خاصة إذا كان ذلك يحدث نوعاً من الفوضى أو الاستياء. وينبغي على طالب العلم أن يكون قدوة حسنة للآخرين، وأن يراعي أفعاله وتصرفاته، وأن يبتعد عن كل ما يسيء إلى حرمة المسجد.[9]

المصادر والمراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
  2. الحاجة درية العيطة،فقه العبادات على المذهب الشافعي، صفحة 385. بتصرّف.
  3. رواه أبو داوود، في صحيح أبي داوود، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:652، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 5659. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 5662. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:461، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين،فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8001. بتصرّف.
  8. سورة طه، آية:12
  9. شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي،شرح المحرر في الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إجازة أداء الصلاة بالنعال: نظرة فقهية

المقال التالي

ضوابط اللباس أثناء أداء الصلاة: نظرة فقهية

مقالات مشابهة