آداب تلاوة القرآن للأطفال

تعرف على آداب تلاوة القرآن الكريم للأطفال، من الطهارة إلى أحكام التجويد، ليكونوا من قارئي القرآن الكريم بوعي وإخلاص.

فهرس المحتوى

الطهارة: خطوة أساسية قبل تلاوة القرآن

يُعدّ التطهّر أول خطوة أساسية قبل البدء بتلاوة القرآن الكريم، وهو واجبٌ على كلّ مسلم، فقد قال الله تعالى:
(لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)،[١] وتشمل الطهارة ثلاثة جوانب رئيسية: [٢]

  • طهارة المكان: يجب اختيار مكان نظيفٍ مُلائمٍ لتلاوة القرآن الكريم، فليس من الأدب تلاوته في أماكن قذرة، كالخلاء.
  • طهارة الثياب: يجب أن تكون الثياب نظيفةٌ ليس عليها قاذوراتٌ وأوساخٌ تعظيماً لكتاب الله الكريم، وكذلك أن تكون رائحتها طيبةً.
  • طهارة البدن: ينبغي على المسلم الحرص على الوضوء قبل قراءة القرآن قدر الإمكان، وأن يكون جسده نظيفاً طاهراً.

استخدام السواك: تنظيف الفم تكريماً للقرآن

يستحبّ لمن يريد أن يقرأ القرآن الكريم أن ينظّف فمه بالسِّواك، لكونه يتكلّم بأشرف كلام، فقد قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: “أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك”،[٣] وذلك لأن الملائكة تقترب من قارئ القرآن، فإن كان فمه طيّباً ليس له رائحةٌ كريهةٌ تتلقّى منه القرآن، أمّا إن لم يكن قد نظّف فمه بالسِّواك أو غيره، وكانت له رائحةٌ كريهةٌ، فيبتعد عنه الملك. [٤] لذا، حريٌّ أن يحرص المسلم على تنظيف فمه وإزالة الرائحة الكريهة منه قبل تلاوة القرآن الكريم.

ستر العورة: احترام للقرآن وللمُخاطَب

يجب الحرص على ستر العورة عند قراءة القرآن الكريم، بحيث يكون اللِّباس لائقاً لمخاطبة الله – سبحانه وتعالى -.
فلو أراد أحد مخاطبة ملك في الدُّنيا لتجهّز له ولبس أحسن الثياب، وظهر بأحسن مظهرٍ، فالله – سبحانه وتعالى – هو المالك الحقيقيُّ لهذا العالم، والقرآن كتابه وكلامه، لذا جميلٌ أن يكون مظهر المسلم حسناً قدر الإمكان عند تلاوة القرآن الكريم.
ويمكن أن يكون ذلك فيه مشقة للفتيات، وذلك لصعوبة استمرار ارتداء الحجاب في البيت، فلا بأس بذلك، فتكتفي من تقرأ القرآن بستر باقي جسدها، مع الحرص أن يكون مظهرها لائقاً تطبيقاً لآداب تلاوة القرآن. [٥]

استقبال القبلة: احترام لجهة المُخاطَب

يستحبّ عند الجلوس لتلاوة القرآن الكريم أن يستقبل القارئ القبلة ما أمكن، وخاصةً في المسجد. [٦]

القراءة بصوت معتدل: جمال الصوت هدية للقرآن

حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على القراءة بصوتٍ جميلٍ، فقال:
(زيِّنوا القرآنَ بأصواتِكِم)،[٧] والنَّاس في حسن أصواتهم متفاوتون، فمنهم من صوته جميلٌ ومنهم من صوته غير جميلٍ، ومن رزقه الله صوتاً حسناً فقد أنعم الله عليه بنعمةٍ عظيمةٍ، لكن لا ينبغي له أن يقرأ القرآن الكريم ليُقال عنه قارئ ويمدح الناس جمال صوته، بل عليه أن يقرأه لله -تعالى- ويخلص النيَّة في ذلك. [٨]

فمن مال إلى طلب استحسان النَّاس ومدحهم بإظهار جمال صوته فقد أصبح صوته فتنةً له، إذ مراد القرآن تنبيه النَّاس من غفلتهم، فيفعلوا ما أمر الله به، أمّا من لم يُرزق بصوتٍ حسنٍ، فلا ينبغي له التكلُّف في القراءة فيرفع صوته ويحاول تقليد القرَّاء، بل عليه أن يحرص على الإخلاص فذلك أفضل له. [٨]

الجلوس بهيئة احترام للقرآن: خشوع وتفكر

يجب إظهار الأدب في الجلوس عند قراءة القرآن، قدر الإمكان، ولا بأس أن يقرأ المسلم القرآن وهو متّكئٌ إن كان في بيته، فالله -تعالى- يقول:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[٩] لكن جلسة الخشوع أفضل من الاتِّكاء، فالنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كان يتربَّع بعد صلاة الفجر، ويستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تطلع الشَّمس. [١٠]

مراعاة أحكام التجويد: فهم وترتيل

يقول -تعالى-:
(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)،[١١] ويقول -صلى الله عليه وسلم-:
(الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ)،[١٢] فعلى المسلم أن يراعي عند قراءة القرآن الكريم أحكام تلاوته، وأن يتعلّم أحكام تلاوة القرآن ويطبّقها أثناء التلاوة؛ لينال المنزلة التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويكون مع السَّفَرَة الكرام البرَرَة، وهم ملائكةٌ مكرَّمون. [١٣]

خلاصة: تعظيم القرآن بتلاوة واعية

تلاوة القرآن الكريم من أشرف الأمور وأعظمها عند الله -تعالى-، حتى أخبر الرسول أنَّ أجر تلاوة كلِّ حرفٍ من القرآن عشر حسنات، لذلك فالأجر العظيم ينبغي أن يقابله التَّعظيم، وآداب تلاوة القرآن هي مظاهر تعظيمٍ وتقديرٍ، فيحرص القارئ على أن يطهِّر ثوبه وبدنه ومكانه وفمه، ويستقبل القِبلة، ويستر العورة، ويحسن صوته بالقراءة، ويتعلم أحكام التجويد ويطبقها كي يقرأ القرآن كما أنزل، وكما علَّمه رسول الله أن نقرأ.

المراجع

  1. سورة الواقعة، آية:79
  2. أحمد محمود الحفيان،الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم، صفحة 203. بتصرّف.
  3. على الله أبو الوفا،القول السديد في علم التجويد، صفحة 27. بتصرّف.
  4. خالد السبت،مختصر أخلاق حملة القرآن، صفحة 57. بتصرّف.
  5. الحكيم الترمذي،نوادر الأصول في أحاديث الرسول، صفحة 253. بتصرّف.
  6. فريال زكريا العبد،الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 16. بتصرّف.
  7. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:513.
  8. أبخالد السبت،مختصر أخلاق حملة القرآن، صفحة 64-65. بتصرّف.
  9. سورة آل عمران، آية:191
  10. محمد صالح المنجد،”آداب تلاوة القرآن”،الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 8/9/2021. بتصرّف.
  11. سورة المزمل، آية:4
  12. رواه الحجاج بن مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:798، صحيح.
  13. أحمد شكري، محمد المجالي، أحمد القضاة، وآخرون،المنير في أحكام التجويد، صفحة 14.مجلوبة من “http://mawdoo3.com/index.php?title=آداب_التلاوة_للأطفال&oldid=1579895”
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آداب التعامل مع العلماء

المقال التالي

آداب الحوار في الإسلام

مقالات مشابهة