جدول المحتويات
آداب الصوم
يُعدّ الصيام ركناً من أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادةٌ عظيمةٌ ذات فضائلٌ جمةٌ. وله العديد من الآداب التي إذا حرص المسلم على فعلها اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- نال الأجر والثواب.
وجبة السحور
من أهم آداب الصوم الحرص على تناول وجبة السحور، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).[٢][٣]
استثمار الوقت في طاعة الله
يُشجّع الإسلام على استثمار الوقت أثناء الصيام في طاعة الله -عز وجل-، كالذكر وتلاوة القرآن والصدقة والإحسان إلى الناس.
قال عبد الله بن عباس:(كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٤]
تعجيل الإفطار
ينبغي على الصائم تعجيل الفطور والمبادرة إليه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).[٥]
صلاة التراويح وقيام الليل
من آداب الصوم الحرص على أداء صلاة التراويح وقيام الليل. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٦]
الاعتكاف
الاعتكاف هو المكوث في المسجد من غروب ليلة اليوم العشرين إلى غروب آخر ليلة من رمضان.
الحكمة من مشروعية الصوم
الحكمة من فرض الصيام هي التقوى، كما جاء في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛[٧]
وعلى الصائم أن يحرص على تحقيق التقوى حال صومه.
ومن الحكم كذلك كَسْرُ الشَّهوةِ، ومجاهدة النَّفسِ، والتحلّي بالصبر. [٨]
وليس المقصود من الصوم مجرد البُعد عن الطعام والشراب، بلِ لا بدّ من تَهذيب النُّفوس وتَربيتها وإصلاحها،[٩]
لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).[٨]
أركان الصوم
هناك عدة أركان لا بد من تحققها حتى يكون الصوم صحيحاً ومقبولاً عند الله، ومنها:
النية
النية عمل من أعمال القلوب، ولا تصح عبادةٌ على الإطلاق إلا بها، قال الله -سبحانه وتعالى-:(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)،[١١]
ويرى جمهور الفقهاءوجوب تبييت النيةمن الليل لصيام الفريضة، بمعنى أنه يجب على الصائم أن يبيّت النية ويعقدها من الليل لصيام الفريضة.
الإمساك عن جميع المفطرات
الإمساك عن جميع المفطرات طيلة وقت الصياموهو من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، لقوله -تعالى-:(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِن الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).[١٢]
وورد في الحديث الصحيح أنه:(لَمَّا نَزَلَتْ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)، عَمَدْتُ إلى عِقَالٍ أسْوَدَ وإلَى عِقَالٍ أبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُما تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أنْظُرُ في اللَّيْلِ، فلا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ له ذلكَ، فَقالَ: إنَّما ذلكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وبَيَاضُ النَّهَارِ).[١٣]
التكليف بالصيام
التكليف بالصيام هو للمسلم البالغ العاقل القادر على الصيام.
المراجع
- [١] ابن عثيمين،لقاء الباب المفتوح، صفحة 2-8. بتصرّف.
- [٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1903.
- [٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923.
- [٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3220.
- [٥] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1957.
- [٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2009.
- [٧] سورة البقرة، آية:183
- [٨] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1903.
- [٩] عطية سالم،شرح بلوغ المرام، صفحة 1. بتصرّف.
- [١٠] محمد حسان،دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 5-8. بتصرّف.
- [١١] سورة البينة، آية:5
- [١٢] سورة البقرة، آية:187
- [١٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:1916.