آداب الاستماع للقرآن الكريم

اكتشف آداب الاستماع للقرآن الكريم، من حضور القلب إلى التدبر وسجود التلاوة، وتعرف على أهمية تعظيم القرآن واحترامه.

فهرس المحتوى

أهمية حضور القلب أثناء الاستماع للقرآن

أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم ليكون كتاب هداية نهتدي به إلى الطريق المستقيم، وأمرنا أن نقوم بتلاوته، والاستماع إليه، وتدبره، والعمل به، ورتّب أجراً على ذلك، وحذّرنا من هجرانه، وأرشدنا إلى آداب تلاوته، واستماعه، قال تعالى:(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).[١]

ويُعَدّ حضور القلب أثناء الاستماع للقرآن من أهم آداب الاستماع، حيث أوضح السعدي في تفسيره الفرق بين الاستماع والإنصات: “إن الإنصات في الظاهر ترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه، وأمّا الاستماع له فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه، ويتدبر ما يستمع”،[٢] ولهذا ينبغي على مستمع القرآن أن يُحضر قلبه أثناء الاستماع؛ لتنبيه القلب على معاني المسموع، ومدح الله الذين يستمعون إلى القرآن الكريم، وجعل ذلك سببًا من أسباب رحمتهم، كما ذمَّ المعرضين عنه فقال -تعالى-:(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ).[٣][٤]

التدبر في معاني القرآن

أمر الله -تعالى- بالتدبر في القرآن، حيث قال -سبحانه وتعالى-:(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[٦]

والتدبّر هو النظر في أدبار الشيء، والتفكير في عاقبته، وشبّه الله -تعالى- الذين لا يتدبرون القرآن الكريم بمن يضع قفلاً على قلبه.[٧]

لا يجب الخلط بين التدبر والتأثر من سماع القرآن، فبعض الناس يعتبرون الوجل والبكاء من خشية الله تدبرًا، وهذا تصورٌ خاطئ؛ لأنّ التدبر عبارة عن عملية ذهنية لمحاولة فهم الآية، والتأثر يكون نتيجة لانفعال الجوارح والقلب، وقد يكون بسبب التدبر أو حال الشخص في لحظة استماعه.[٨]

سجود التلاوة: حكمه وآدابه

تعدّدت آراء أهل العلم في حكم سجود التلاوة للمستمع الذي يقصد الاستماع إلى قولين؛ الوجوب، والسنية والمرجح أنه سُنة، كما تعددت آراء العلماء إلى حكم سجود التلاوة للسامع الذي لا يقصد السماع، إلى أربعة أقوال: الوجوب، والسنية، والاستحباب، وعدم المشروعية، والمرجح أنه سنة في حق السامع كما هو في حق المستمع.[٩]

لأنّ سجود التلاوة يعتبر خضوعًا لله -تعالى-، وهذا الحكم في غير الصلاة، أمّا في الصلاة فإن المأموم يقتدي بإمامه فإذا سجد الإمام لتلاوة يسجد، وإن لم يسجد الإمام لا يسجد المأموم.[٩]

تعظيم القرآن الكريم واحترامه

تعظيم القرآن يتمثل في المحافظة على آداب الاستماع بقدر الإمكان، فمن ترك الآداب ترك السنن، ومن ترك السنن وقع في ترك الواجبات والفرائض، وأدى ذلك إلى ارتكاب الحرام،[١٠] وينبغي للمستمع أن يحترم سماع القرآن الكريم وأن يتخلص عن ما يصرفه عن الاستماع، كالضحك واللغو، والنظر إلى الملهيات.[١١]

المراجع

[١] سورة الأعراف، آية:204

[٢] عبد الرحمن السعدي،تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن، صفحة 314. بتصرّف.

[٣] سورة الملك، آية:10

[٤] أبتخالد الخراز،موسوعة الأخلاق الخراز، صفحة 188 -189. بتصرّف.

[٥] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان ، الصفحة أو الرقم:772، صحيح.

[٦] سورة ص، آية:29

[٧] مساعد الطيار،كتاب مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، صفحة 185.

[٨] مساعد الطيار،كتاب مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، صفحة 204. بتصرّف.

[٩] أبصالح اللاحم،كتاب سجود التلاوة و أحكامه، صفحة 34 -40. بتصرّف.

[١٠] علي الضباع،كتاب فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن، صفحة 7. بتصرّف.

[١١] علي الضباع،فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن، صفحة 6. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آداب الاستئذان في الإسلام

المقال التالي

آداب التعامل مع العلماء

مقالات مشابهة