جدول المحتويات
ما المقصود بتدهور البيئة البحرية؟
يمكن تعريف تدهور البيئة البحرية بأنه اختلاط مياه البحار والمحيطات بمواد ضارة، سواء كانت كيماوية أو نفايات، غالبًا ما يكون مصدرها الأنشطة البرية. هذا الاختلاط يؤدي إلى تلوث البيئة البحرية والإضرار بالصحة العامة للكائنات الحية التي تعيش فيها، بما في ذلك الإنسان.
تأثيرات تدهور البيئة البحرية على مخزون الأسماك
تؤثر الطحالب التي تنمو بكثافة نتيجة التلوث بشكل كبير على الأسماك، حيث تمنع امتصاص الأكسجين الضروري لحياة الأسماك، مما يؤدي إلى نفوقها. بالإضافة إلى ذلك، قد تبتلع الأسماك النفايات البحرية والبلاستيك، مما يتسبب في انتقال التلوث عبر السلسلة الغذائية. المواد الكيميائية الناتجة عن الصناعات، مثل الزئبق ومركبات DDT، يمكن أن تزيد من حموضة مياه البحر، مما يؤدي إلى موت الأسماك. في بعض الحالات، قد تضطر أنواع كاملة من الأسماك إلى الهجرة إلى مناطق أقل تلوثًا بحثًا عن بيئة مناسبة للعيش.
أعداد كبيرة من الكائنات البحرية تستهلك الحطام البلاستيكي عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى الاختناق والوفاة. غالبًا ما تخلط الحيوانات والأسماك بين النفايات البلاستيكية والطعام، مما يؤدي إلى امتلاء بطونها بالبلاستيك ويسبب الضعف والإصابات الداخلية وأمراض أخرى.
أسباب تدهور البيئة البحرية وتأثيرها على الأحياء
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تدهور البيئة البحرية، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
التلوث الكيميائي
ينتج التلوث الكيميائي عن الأنشطة البشرية المختلفة، مثل استخدام الأسمدة الزراعية التي تحتوي على الفسفور والنيتروجين. هذه المواد تتسرب إلى مياه البحر وتسبب نموًا مفرطًا للطحالب، مما يضر بالأسماك والكائنات البحرية الأخرى. كما أن النفايات الصناعية تحتوي على مواد كيميائية سامة تؤثر سلبًا على صحة البيئة البحرية.
النفايات الصلبة
تعتبر النفايات الصلبة، وخاصة البلاستيك مثل الأكياس والقوارير، من أخطر الملوثات البحرية. تحتاج هذه المواد إلى مئات السنوات لتتحلل، وتتسبب في أضرار جسيمة للحياة البحرية. تشمل النفايات الصلبة أيضًا أعقاب السجائر وأغلفة الطعام ومعدات الصيد التالفة.
مياه الصرف الصحي
إلقاء مياه الصرف الصحي غير المعالجة في مياه البحر يشكل خطرًا كبيرًا على الحياة البحرية. تحتوي هذه المياه على ملوثات عضوية وكيميائية تضر بالأسماك والكائنات الحية الأخرى وتؤدي إلى انتشار الأمراض.
ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون
بسبب الاحتباس الحراري وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تزداد نسبة ذوبان هذا الغاز في مياه البحر. هذا يؤدي إلى ارتفاع مستوى الحموضة في المياه، مما يؤثر سلبًا على الأسماك والكائنات البحرية الأخرى التي تعتمد على بيئة قلوية.
المياه الساخنة من محطات الطاقة
على الرغم من أهمية توليد الطاقة في حياتنا اليومية، إلا أن إلقاء المياه الساخنة الناتجة عن محطات توليد الطاقة في البحار يمثل خطرًا كبيرًا. يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه إلى انخفاض نسبة الأكسجين الذائب، مما يؤثر سلبًا على الأسماك والكائنات البحرية الأخرى ويقلل من قدرتها على البقاء.
التلوث الناتج عن النفط
تتسبب الانسكابات النفطية في تغيير التركيب الكيميائي لمياه البحر، مما يؤثر على الأسماك بطرق مختلفة، مثل تغيير أنماط تكاثرها وهجرتها. كما أن النفط يغطي أجسام الكائنات البحرية ويمنعها من التنفس والحركة.
التلوث الضوضائي
تتسبب حركة القوارب والسفن المستمرة في حدوث ضوضاء ناتجة عن حركة الأمواج الحاملة للصوت. يؤثر هذا الضجيج على العديد من الأسماك التي تعتمد على حاسة السمع وذبذبات الأمواج في أنشطتها المختلفة، مثل البحث عن الطعام والتواصل مع بعضها البعض.