نظرة على حياة وإبداع الشاعرة المصرية: جميلة العلايلي

استكشاف حياة وإسهامات الشاعرة المصرية الرائدة جميلة العلايلي، من نشأتها ودورها في الأدب العربي إلى أعمالها وأسلوبها الفني المتميز.

مقدمة موجزة

تُعتبر جميلة العلايلي قامة من قامات الشعر العربي الحديث، تركت بصمة واضحة في مسيرة الأدب النسوي والإبداع الشعري في مصر. لقد أضافت العلايلي بُعدًا جديدًا للكتابة الشعرية، وتجاوزت الأغراض التقليدية التي كانت مقتصرة على الشاعرات، كما كان لها دور ثقافي وإبداعي بارز في إثراء المشهد الأدبي المصري.

اسم الشهرةجميلة العلايلي
الاسم الحقيقيجميلة العلايلي
بلد الأصلمصر
تاريخ الميلاد20/3/1907
مكان الميلادمصر، المنصورة
مجال الشهرةشاعرة

السنوات الأولى والتكوين

ولدت جميلة العلايلي في العشرين من مارس عام 1907م. نشأت في بيئة ريفية بمدينة المنصورة، حيث لم يكن تشجيع تعليم المرأة أو دعم إبداعها أمرًا شائعًا. ورغم هذه التحديات، استطاعت جميلة أن تفرض وجودها الأدبي في محيطها، وأن تلفت انتباه الأدباء الذين كانوا يرتادون صالونها الأدبي في المنصورة، والذين شجعوها على الانتقال إلى القاهرة، مركز الثقافة والفن في ذلك الوقت. على الرغم من قلة المعلومات المتوفرة حول تفاصيل طفولة العلايلي والتحديات التي واجهتها، إلا أنه من الواضح أنها كافحت من أجل تحقيق طموحاتها الأدبية، والدليل على ذلك المكانة التي حققتها في المنصورة قبل انتقالها إلى القاهرة. وقد أصبحت فيما بعد من أهم شاعرات جيلها، وصاحبة صوت مؤثر في عالم الشعر. ومما لا شك فيه أن دعم عائلتها وزوجها كان له دور كبير في نجاحها.

أعمال أدبية خالدة

تُعد العلايلي من أوائل الشاعرات اللاتي نشرن دواوين شعرية، حيث سبقت الشاعرة العراقية نازك الملائكة في إصدار ديوان “صدى أحلامي” بأحد عشر عامًا. واستمرت العلايلي في الإنتاج الأدبي الغزير، وأصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات الأخرى، منها:

  • صدى أحلامي: صدر عام 1936م.
  • صدى إيماني: صدر عام 1976م.
  • منبضات شاعرة: كان من المفترض أن يصدر عام 1951م لكنه تأخر 30 عامًا وصدر عام 1981م.

بالإضافة إلى ذلك، تركت العلايلي عددًا من المخطوطات الشعرية، منها:

  • همسات عابدة: ديوان مخطوط.
  • آخر المطاف: ديوان مخطوط.

لم تقتصر إبداعات العلايلي على الشعر فقط، بل امتدت لتشمل الرواية، حيث أصدرت عددًا من الروايات التي تميزت بأسلوب شعري فريد، منها:

  • هندية
  • الراهبة
  • إحسان
  • تآلف الأرواح
  • الراعية
  • الناسك
  • جاسوسة صهيون
  • من أجل الله

كما قامت بإصدار مجلة أدبية مشتركة مع زوجها بعنوان “الأهداف” عام 1949م.

مكانتها في عالم الأدب

حظيت جميلة العلايلي بمكانة مرموقة في عالم الأدب، سواء في المنصورة أو القاهرة. فإلى جانب نشاطها الشعري، كانت صاحبة صالون أدبي يجمع الأدباء والمفكرين. ولم تقتصر شهرتها على نشاطها الثقافي فحسب، بل أيضًا على محاولاتها للتجديد الشعري على مستوى النظرية والتعبير. وقد احتلت مكانة مميزة في مجلة أبوللو الأدبية، وكانت من رواد الحركة الأدبية التجديدية في مصر. كما أنها كانت من رواد صالون مي زيادة الثقافي، مما ساهم في تشكيل وعيها الأدبي في بيئة فنية ونقدية ثرية، تحت إشراف قامات أدبية مثل مصطفى صادق الرافعي وإسماعيل باشا صبري.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه البيئة ساهمت في تشكيل ميول العلايلي الأدبية، من خلال تواصلها مع رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبوللو، الدكتور أحمد زكي أبو شادي، وغيره من الأدباء في صالون مي زيادة. إلا أن العلايلي، ورغم اعترافها بتأثرها برواد هذه المدرسة، كانت ترى أن الإلهام الإلهي هو المصدر الأهم لإبداعها. وقد تجلى ذلك في تنوع إنتاجها الأدبي، الذي شمل الشعر والمقالات الصحفية والروايات والقصص.

الخصائص الفنية

تميز أسلوب جميلة العلايلي بالتنوع في <أفكار>: بين الحب والطبيعة، والشكوى، والتأمل، بالإضافة إلى تناولها للموضوعات الصوفية والإيمانية والعقدية والوطنية والاجتماعية. وقد انسجمت <أفكار>ها مع مدرسة أبوللو وروادها بشكل عام. ويرى بعض النقاد أن لكتابة العلايلي طابعًا وجدانيًا بارزًا يمتاز بالحيرة والإحساس بالأسر، ثم الرغبة في الحرية وكسر القيود. إلا أن الصياغة الأدبية وأسلوبها يمتازان بأنهما أقرب إلى الكلاسيكية الجديدة مع الميل إلى موضوعات الرومانسية. وعلى الصعيد نفسه، لم يؤد ميل العلايلي إلى التحرر من القيود إلى التخلي عن الطرح المجتمعي للمرأة، فكان أسلوبها ينقل وجدانيات المرأة من غير مساس بعفتها التي تتحلى بها وتفاخر بها.

مختارات شعرية

من قصيدة “تساؤلات”:

رحماك نفسي أجيبي ليوم تألـمي
قد ضقت ذرعا بأعبائي وأثقالــــي
قد ضقت ذرعًا بما ألقاه فانطفأتمشكاة خير هدت روحي لأفـــعالي
فمن أكون؟ وما شأني؟ ما أملي
ولم قدمــــــت لهذا العالم البـــــالي؟
ولم خلقت لهذا الكون وأسفــاه؟
ولم ولدت؟ لماذا جاء ت بي آلامـي
لكن ثني الدهر من سهمي وحاربـني
فما أبالي وحسب القلب آمالـي

من قصيدة “حب المحال”:

سلني مليك عواطفي المحبوبــــــا
سَلْني عن الحُبِّ المُذِيب قُلوبـا
حب “المحال” أصابَ مَعْقِل مهجتي
فعَرَفتُ فيه الصَفْو والتَّعْذيب
ايا حسرةً تُفني منــاهِلَ رغبتي
يـــــا نزعةً تُحيي الفؤادَ طَرُوبـا
إنِّـى أراه مـع الظلام كأنــَّه
طيفٌ يلوح مع الحيــــــــــاةِ غريبــا
ويطوف بي شجْوُ الحنيـنِ كأنَّــني
أفْنَيْتُ عُمرَ المُغرمين نحيبـــا
لو أنَّ أحزاني تُطيع مدامعي
لرأيتَ دَمْعي في القريضِ صَبيبـا
لو أنَّ بحر الحبِّ يأخذ مسرفًـا
ماءَ المَدَامعِ ما شكوْتُ سُكُوبـــــا

تكريم جوجل

تقديرًا لمكانتها وأهميتها، احتفل محرك البحث “جوجل” بذكرى ميلادها الـ 112، وذلك بوضع صورة كرتونية لها على الصفحة الرئيسية للموقع.

المصادر

  1. “من هي المصرية جميلة العلايلي التي يحتفي غوغل بذكراها؟”،العربية نت
  2. “جميلة العلايلي …. الشاعرة الوحيدة في ابوللو “،احكي
  3. فاطمة محمد (20/3/2019)،”من هي جميلة العلايلي التي احتفل «جوجل» بذكرى ميلادها؟”،المصري اليوم
  4. مصطفى طاهر (20/3/2019)،””جميلة العلايلي”.. شاعرة أبوللو بنت الدلتا التي يحتفل جوجل بذكرى ميلادها اليوم”،بوابة الاهرام
  5. “أنا الأبية لا أبغي مهادنة.. 10 معلومات لا تعرفها عن جميلة العلايلي”،المواطن
  6. آية فتحي (20/3/2019)،”جميلة العلايلي.. الريفية التي رفضت «وأد» عاطفتها”،مصر العربية
  7. احمد حامد دياب (20/3/2019)،””جوجل” يحتفل بالذكرى الـ112 لميلاد الشاعرة المصرية جميلة العلايلي”،الوطن
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة على حياة وأعمال الشاعرة إيمان مرسال

المقال التالي

الشاي ومستويات ضغط الدم

مقالات مشابهة