فئات من الناس لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
تعددت الروايات النبوية الشريفة التي ذكرت فئات من الناس لا يُلقي الله سبحانه وتعالى نظرته إليهم يوم القيامة، ويُعتبر هذا تحذيراً شديداً من تلك الأفعال التي تُغضب الله وتُبعد صاحبه عن رحمته. سنتناول في هذا المقال بعض هذه الروايات مع بيان وتفسير كل منها.
المحتويات | |
---|---|
الأحاديث الصحيحة | |
تفاصيل الأحاديث الصحيحة | |
الأحاديث الضعيفة | |
شرح الأحاديث الضعيفة |
الأحاديث الصحيحة عن من لا ينظر الله إليهم
وردت عدة أحاديث نبوية تُشير إلى فئات لا ينظر الله إليهم يوم القيامة. وتُعد هذه الروايات صحيحة وتُحذر من ارتكاب تلك الأعمال.
شرح وتفصيل بعض الأحاديث الصحيحة
سوف نستعرض بعضاً من هذه الروايات مع شرح تفصيلي لكل حالة:
الحديث الأول: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والْمُسْبِلُ إزارَهُ، وفي رواية: ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولا يُزَكِّيهِمْ، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ).[٢]
يشير هذا الحديث إلى: المنان في عطائه، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، والمسبل إزاره تكبراً.
الحديث الثاني: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ).[٣]
هذا الحديث يتحدث عن الشيخ الزاني، والملك الكذاب، والعائل المُتكبر.
الحديث الثالث: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولا يُزَكِّيهِمْ، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: رَجُلٌ علَى فَضْلِ ماءٍ بطَرِيقٍ، يَمْنَعُ منه ابْنَ السَّبِيلِ، ورَجُلٌ بايَعَ رَجُلًا لا يُبايِعُهُ إلَّا لِلدُّنْيا، فإنْ أعْطاهُ ما يُرِيدُ وفَى له وإلَّا لَمْ يَفِ له، ورَجُلٌ ساوَمَ رَجُلًا بسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ باللَّهِ لقَدْ أعْطَى بها كَذا وكَذا فأخَذَها).[٤]
يُشير هذا الحديث إلى من يمنع فضل الماء عن ابن السبيل، ومن بايع إماماً من أجل الدنيا، ومن حلف كاذباً في بيع السلعة بعد العصر.
الحديث الرابع: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى)،[٥]
هذا الحديث يتضمن العاق لوالديه، والمرأة المتشبهة بالرجال، والديوث.
الأحاديث الضعيفة عن من لا ينظر الله إليهم
بالإضافة للأحاديث الصحيحة، وردت أحاديث أخرى تُعتبر ضعيفة ولا تُعتمد كدليل شرعي، إلا أنها تُمثل تحذيراً من بعض الأفعال.
شرح وتفصيل بعض الأحاديث الضعيفة
سنتطرق هنا إلى بعض هذه الروايات الضعيفة مع ذكر سبب ضعفها:
الحديث الأول: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: المَنَّانُ عَطاءَهُ، والمُسْبِلُ إزارَه خُيَلاءَ، ومُدْمِنُ الخمرِ)،[٥٣][٣٦]
هذا الحديث ضعيف، ويتحدث عن المنان في عطائه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر.
الحديث الثاني: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: حُرٌّ باع حُرًّا، وحُرٌّ باع نفسَه، ورجلٌ أَبْطَلَ كِرَاءَ أَجِيرٍ حتى جَفَّ رَشْحُهُ)،[٥٨][٥٩]
يُعتبر هذا الحديث أيضاً ضعيفاً، ويشمل الحُر الذي باع حُراً، والحُر الذي باع نفسه، والرجل الذي منع أجر الأجير.
ختاماً، يجب التنبيه على أهمية التثبت من صحة الروايات قبل الاعتماد عليها، والحرص على اتباع السنة النبوية الشريفة والبعد عن الأفعال التي تُغضب الله وتُبعد عن رحمته.