قصة أبي لهب وسبب تسميته وموقفه من الإسلام

تعرف على قصة أبي لهب، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسبب تسميته بهذا الاسم، وموقفه من الدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى الآيات القرآنية التي نزلت فيه.

جدول المحتويات

من هو أبو لهب؟

أبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان من أشراف قريش في الجاهلية، وكان معروفًا بثرائه وجماله. ومع ذلك، اشتهر أبو لهب بعدائه الشديد لابن أخيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وللدعوة الإسلامية. كان وجهه أحمر اللون، مما جعل الناس يطلقون عليه لقب “أبي لهب”، وهو ما يعني “أبو اللهب” أو “صاحب الوجه المتوهج”.

سبب تسمية أبي لهب بهذا الاسم

تعددت الأقوال حول سبب تسمية عبد العزى بأبي لهب. البعض يرى أن الاسم يعود إلى جمال وجهه المتوهج، الذي كان يلفت الأنظار. بينما يرى آخرون أن هذا الاسم جاء كإشارة إلى العذاب الذي سيصليه في نار جهنم، حيث قال الله تعالى في سورة المسد: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ). وهناك من يرى أن الاسم كان بمثابة إهانة له بسبب عدائه الشديد للإسلام.

موقف أبي لهب من الرسول صلى الله عليه وسلم

كان أبو لهب من أشد المعارضين لدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بل إن عداءه تجاوز مجرد المعارضة إلى التحريض العلني ضد النبي والدعوة الإسلامية. كان يتبع النبي في الأسواق والأماكن العامة، ويحذر الناس من تصديقه، ويدعي أنه كاذب وساحر. وكان الناس يتساءلون كيف يمكن لعم النبي أن يكون بهذه العداوة، مما جعلهم يشككون في صدق الدعوة.

نزول القرآن في شأن أبي لهب

نزلت سورة المسد في القرآن الكريم لتتحدث عن مصير أبي لهب وزوجته. قال الله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ). هذه الآيات توضح أن أبا لهب وزوجته سيصليان نارًا شديدة بسبب عدائهما للإسلام.

زوجة أبي لهب ودورها في العداء للإسلام

زوجة أبي لهب، أم جميل، كانت شريكة له في عدائه للإسلام. كانت تحمل الحطب والشوك وتلقيها في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لإيذائه. وقد وصفها القرآن بأنها “حمالة الحطب”، مما يدل على شرها ودورها في إيذاء المسلمين. كانت تعمل على نشر الفتنة والعداء بين الناس، مما جعلها تستحق هذا الوصف القاسي في القرآن.

وفاة أبي لهب وعاقبته

توفي أبو لهب بعد أيام قليلة من غزوة بدر، وهي المعركة التي انتصر فيها المسلمون على قريش. وقد مات ميتة سيئة، حيث أصيب بمرض شديد وتوفي وحيدًا، دون أن يجد من يعتني به. وكانت وفاته بمثابة تحقق للوعيد القرآني الذي نزل فيه، حيث لم ينفعه ماله ولا جاهه في دفع العذاب عنه.

المراجع

  • ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، دمشق: دار الفكر، صفحة 830، جزء 12.
  • سورة المسد، آية: 1.
  • خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة الخامسة عشر)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 12، جزء 4.
  • “تكنية أبي لهب”، fatwa.islamweb.net، 2008-4-8.
  • محمد جمعة الحلبوسي (3-3-2011)، “لا تكونوا كحمالة الحطب”، www.alukah.net.
  • عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، القاهرة: شركة الطباعة الفنية المتحدة، صفحة 5، جزء 2.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

معنى اسم آلاء ومواضع ذكره في القرآن الكريم

المقال التالي

حياة الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه: اسمه، نسبه، وأدواره في الإسلام

مقالات مشابهة