سورة طه: دراسة شاملة

نظرة عامة على سورة طه

تُعدّ سورة طه من سور القرآن الكريم المكّية، وتتألف من مئة وخمس وثلاثين آية، ألف وثلاثمئة وإحدى وأربعين كلمة، وخمسة آلاف ومئتان واثنان وأربعون حرفاً. [1] وقد نَزَلَتْ بعد سورة مريم، في فترةٍ زمنيّةٍ تُقدّر بين السنة السابعة والحادية عشرة من البعثة النبوية، أي بعد الهجرة إلى الحبشة وقبل الإسراء والمعراج. [2]

العلاقة بسورة مريم

تُظهر سورة طه ترابطاً واضحاً مع سورة مريم السابقة لها. فقد ذكرت سورة مريم قصص أنبياء ورسل، بعضها بإيجاز، كقصص زكريا، ويحيى، وعيسى عليهم السلام، وقصة موسى عليه السلام بشكل مختصر. أما سورة طه، فقد استوعبت قصة موسى عليه السلام بشكلٍ مُفصّل، مُضيفَةً تفاصيل قصة آدم عليه السلام التي لم تُذكر في سورة مريم إلا باسمه فقط. [3]

كما أنَّ الصلة بين السورتين واضحة من الناحية المعنوية، فختمت سورة مريم بقوله تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً﴾ [4] وهذا المعنى يُؤكَّد في بداية سورة طه بقوله تعالى: ﴿طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى﴾ [5] مُؤكِّدًا على مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة الإلهية.

أهداف سورة طه

تتضمن سورة طه العديد من المقاصد والأهداف، منها: [6]

• مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوضيح رسالته السامية، و بيان عظمة القرآن الكريم الذي أنزله الله عليه.
• تفصيل قصة موسى عليه السلام، بدءاً من نداء الله له واختياره لحمل الرسالة.
• سرد تفاصيل المناظرات والمجادلات بين موسى وفرعون، وبين موسى والسحرة، وكيف انتهى الأمر بإيمان السحرة.
• بيان ما فعله بنو إسرائيل في غياب موسى، وكيف ضللهم السامري بعبادة العجل، ورَدَّ فعل موسى وغضبه عند عودته، وقوله: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [7]
• توضيح وظيفة القرآن الكريم، وذكر بعض أهوال يوم القيامة، وعاقبة الكافرين والمؤمنين.
• ذكر جانب من قصة آدم، وسجود الملائكة له، ونسيانه أمر ربه، وقبول الله لتوبته بعد وسوسة الشيطان.
• ختام السورة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر، وذكْر الله كثيراً، والرد على افتراءات المشركين، وتهديدهم بالعذاب إن لم يتوبوا.

المراجع