رؤى يوم الحساب في سورة الكهف

آيات الرعب من (47 إلى 49): وصف يوم القيامة العظيم

تقدم لنا هذه الآيات من سورة الكهف صورةً مؤثرةً ليوم القيامة، حيث يقول سبحانه وتعالى:

(وَيَومَ نُسَيِّرُ الجِبالَ وَتَرَى الأَرضَ بارِزَةً وَحَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَدًا* وَعُرِضوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَد جِئتُمونا كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ بَل زَعَمتُم أَلَّن نَجعَلَ لَكُم مَوعِدًا* وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمّا فيهِ وَيَقولونَ يا وَيلَتَنا مالِ هـذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [١]

تصف الآيات قدرة الله العظمى في تحريك الجبال وإزالة التضاريس، وجمع الخلق جميعاً للحساب. يُعرضون على ربهم صفاً، مُذكّرين بخلقهم الأول، ثم يُعرض كتاب أعمالهم، فيجد المجرمون أنفسهم أمام ما سجل من أعمالهم، صغيرةً كانت أم كبيرة، فيشعرون بالخوف والندم.

آيات يوم الحساب (52 إلى 53): نداء الشركاء وواقع النار

تُبرز هذه الآيات مشهداً آخر من مشاهد يوم القيامة، حيث يخاطب الله تعالى الكافرين:

(وَيَومَ يَقولُ نادوا شُرَكائِيَ الَّذينَ زَعَمتُم فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجيبوا لَهُم وَجَعَلنا بَينَهُم مَوبِقًا* وَرَأَى المُجرِمونَ النّارَ فَظَنّوا أَنَّهُم مُواقِعوها وَلَم يَجِدوا عَنها مَصرِفًا) [٣]

يُنادى الكافرون بشركائهم الذين زعموا أنهم آلهة، فلا يستجيبون لهم، مُظهرين عجزهم عن النفع. يُفصل الله بينهم وبين أصنامهم، ويُرى المجرمون النار، ييقنون بأنهم سيسقطون فيها بلا مهرب.

آيات الجزاء من (105 إلى 106): عاقبة الكفر والاستهزاء

تختم هذه الآيات من سورة الكهف ببيان عاقبة الكفر والاستهزاء بآيات الله ورسله:

(أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا* ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا) [٥]

يُبين الله أن أعمال الكافرين الذين أنكروا آياته و لقائه ستُبطل، ولن تُحسب لهم يوم القيامة. ويُؤكد الحديث النبوي الشريف على هذا المعنى:

(إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ) [٦]

فجزاؤهم جهنم بسبب كفرهم واستهزائهم.

المراجع

(المصادر الكاملة مُتوفرة في مراجع تفسيرية متعددة).