جدول المحتويات
مقدمة عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يمثل شخصية محورية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. يعتبر المؤسس والقائد الذي قاد عملية توحيد الإمارات السبع، ليؤسس بذلك دولة عصرية ذات مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي. بالتعاون الوثيق مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، نجح الشيخ زايد في تحقيق حلمه بتأسيس أول اتحاد فيدرالي عربي حديث في الثاني من ديسمبر عام 1971.
كان الشيخ زايد يتمتع بحكمة ورؤية استثنائية، حيث استطاع تحويل الصحراء إلى دولة متطورة، وحث شعبه على التمسك بالعلم والمعرفة. كما كان له مواقف مشرفة تجاه القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية وإعادة إعمار لبنان، مما جعله يحظى بمحبة واحترام الجميع. لقد كان بحق زعيماً عربياً فذاً، يسعى دائماً لنشر السلام والخير في المنطقة.
لمحة عن النشأة والحياة المبكرة
ولد الشيخ زايد بن سلطان في السادس من مايو عام 1918 في قصر الحصن بأبوظبي. سُمي زايد تيمناً بجده الشيخ زايد الأول بن خليفة آل نهيان، الذي حكم إمارة أبوظبي في الفترة من 1855 إلى 1909. كان الشيخ زايد أصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان.
بعد أن بلغ الرابعة من عمره، تولى والده مقاليد الحكم في أبوظبي، وتمكن خلال فترة حكمه القصيرة من تحسين العلاقات مع دول الجوار، مما عزز مكانته بين شعبه. كان الشيخ زايد يحرص على حضور مجلس والده، حيث كان يستمع إلى هموم المواطنين ويشاركهم معاناتهم، مما ساهم في تنمية وعيه وإدراكه منذ صغره.
تلقى الشيخ زايد تعليمه في الكتّاب، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم علوم الدين واللغة العربية على يد المطاوعة.
المسيرة السياسية للشيخ زايد
في عام 1946، تولى الشيخ زايد حكم مدينة العين. وعلى الرغم من محدودية الموارد الطبيعية في المدينة، إلا أنه لم يستسلم، وعمل جاهداً على تطويرها. ففي عام 1959، افتتح أول مدرسة في المدينة، بالإضافة إلى إنشاء أول سوق تجاري ومستشفى وشبكة طرق تربط بين أحيائها. ومن أهم القرارات التي اتخذها الشيخ زايد هو توفير المياه للجميع، على الرغم من ندرتها، واستخدامها لزيادة المساحات الزراعية في المدينة.
في عام 1953، قام الشيخ زايد برحلة حول العالم لتعزيز خبرته السياسية والتعرف على تجارب الآخرين في الحكم. وعاد من رحلته تلك بإصرار أكبر على النهوض ببلاده بأسرع وقت ممكن، لتحقيق التقدم الحضاري الذي وصلت إليه الدول الأخرى.
تسلّم الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس عام 1966، خلفاً لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وبعد توليه الحكم، قام الشيخ زايد بتنفيذ العديد من الإصلاحات، بما في ذلك تطوير قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، وتطوير مدن الدولة بشكل عام. كما وضع حداً للعداء الذي كان قائماً بين دولته وقطر. وكان أول قرار اتخذه هو إصدار مرسوم بإصدار طوابع بريدية.
كان الشيخ زايد بن سلطان أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان الذي أصدرته بريطانيا عام 1968، والذي ينص على نيتها إعلان الجلاء عن الإمارات بحلول عام 1971. فشعر بحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة مسموعة وقوية في كافة المحافل الدولية، ووضع البذرة الأولى لبناء هذا الاتحاد بعد الاتفاق الذي تم بين أبو ظبي وإمارة دبي على تنسيق الدفاع والأمن والخارجية والقطاع الصحي والتعليمي وتوحيد الجوازات.
تم تعيين الشيخ زايد عام 1969 رئيساً للاتحاد التساعي، والذي ضم بالإضافة للإمارات السبعة البحرين وقطر، لكن أعلنت الأخيرتين انسحابهما من الاتحاد، وتم بعدها إعلان قيام دولة (الإمارات العربية المتحدة) في يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، وتم انتخاب الشيخ زايد رئيساً لهذا الاتحاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة، فقام ببناء قوات الدولة المسلحة وبناء المؤسسات الاتحادية.
رحيل الشيخ زايد
توفي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الثاني من نوفمبر عام 2004، بعد سنوات طويلة من العطاء الكبير الذي أسفر عن بناء دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة.
