قصة جزيرة داس: من القحولة إلى الخضرة
محتويات |
---|
الموقع والمساحة |
ملامح الجزيرة الجغرافية |
إنجازات الجزيرة المميزة |
موقعها الجغرافي ومساحتها
تقع جزيرة داس في قلب الخليج العربي، وهي جزء لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة. تحديداً، تقع الجزيرة في منتصف المسافة بين العاصمة أبو ظبي، التي تبعد حوالي 170 كيلومتراً إلى الشمال الغربي، ودولة قطر. يبلغ طول هذه الجزيرة الرائعة حوالي كيلومترين ونصف، بينما يقدر عرضها بكيلومتر وثلاثمائة متر.
خصائصها الجغرافية
تتميز جزيرة داس بتكوينها الجيولوجي الفريد، فهي تتألف من هضبة صخرية شاهقة الارتفاع، يصل ارتفاعها إلى ستين متراً. وتحيط بهذه الهضبة رفوف صخرية منخفضة تمتد على طول ساحلها. ونظراً لندرة مصادر المياه العذبة، لم تكن الجزيرة مأهولة بالسكان بشكل دائم، بل كانت مقصداً لعشاق الصيد والغوص فقط. يُعرف مناخها بأنه حار ورطب في فصل الصيف، بينما تهب عليها رياح منعشة خلال فصل الشتاء. وتزخر الجزيرة بغطاء نباتي متنوع، يتألف من أنواع مختلفة من الحشائش والنباتات التي تتحمل الملوحة العالية.
من منشآت نفطية إلى محمية طبيعية
تُعتبر جزيرة داس مركزاً صناعياً هاماً، إذ تضم جميع المرافق والمنشآت المتعلقة بصناعة النفط، بما في ذلك مطار، ومخازن نفطية، وأنابيب تصدير النفط من حقول النفط الشهيرة، مثل حقول أم الشيف ووزاكم. وتُعدّ الجزيرة القاعدة الرئيسية لمعالجة وتخزين وتصدير النفط المنتج من هذين الحقلين.
في عام 1953، تم تأسيس شركة أدما، وهي مشروع مشترك بين شركتين عالميتين متخصصتين بالنفط، هما شركة فرنسية وبريطانية. وبعد عام واحد فقط من تأسيسها، حصلت الشركة على امتياز استغلال المناطق البحرية المحيطة بالجزيرة، وأصبحت مسؤولة عن جميع عمليات إنتاج وتصدير النفط.
تعيش على الجزيرة جنسيات مختلفة، حيث يعمل معظم السكان في قطاع النفط، وتوفر لهم الجزيرة جميع الخدمات والمرافق اللازمة لحياة كريمة.
ولكن، ما يميز جزيرة داس هو التوازن الرائع الذي حققته بين التنمية الصناعية والحفاظ على البيئة. فقد تحولت الجزيرة من أرض قاحلة جرداء إلى محمية طبيعية غنية بالحياة البرية. وتضم اليوم أعداداً كبيرة من الغزلان، والطيور، مثل النعام والطاووس والحبش. كما تم إنشاء العديد من المتنزهات والحدائق والمحميات الصغيرة، مما يمثل إنجازاً بيئياً رائعاً في ظلّ التحديات التي تفرضها ملوثات النفط والغاز.