تحليل فني لقصيدة الأطلال

تحليل للصور البلاغية في قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي. دراسة للاستعارة المكنية، وأهم أبيات القصيدة، والأفكار المحورية التي تتناولها.

استكشاف الصور البلاغية في قصيدة الأطلال

تزخر قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي بالصور البلاغية الرائعة التي تعكس عمق تجربته الشعورية وتزيد من جمالية النص. من أبرز هذه الصور:

الاستعارة المكنية: أمثلة وتوضيحات

تعتبر الاستعارة المكنية من أهم الأدوات البلاغية التي استخدمها ناجي في قصيدته. فيما يلي بعض الأمثلة مع شرح مبسط:

  • “يا فؤادي رحم الله الهوى:::كان صرحاً من خيال فهوى”

    هنا، يشبه الشاعر الهوى بالبناء الشامخ الذي ينهار، ثم يحذف المشبه به (البناء) و يذكر شيئاً من لوازمه (هوى)، مما يخلق صورة مؤثرة لزوال الحب.

  • “اسقني واشرب على أطلاله:::واروِ عني طالما الدمع روى”

    يشبه الدمع بالإنسان الذي يروي الحكايات، ويحذف المشبه به ويذكر لازمه (روى). هذا يضفي على الدمع صفة إنسانية ويزيد من تأثيره.

  • “كم تقلبت على خنجره:::لا الهوى مال ولا الجفن غفا”

    تصوير الهوى كشيء مادي يمكن أن يميل أو ينحرف، مع حذف المشبه به والإبقاء على لازمه (مال). تعكس هذه الصورة ثبات الألم والمعاناة.

  • “ما انتزاعي دمعة من عينه:::واغتصابي بسمة من فمها”

    يجسد الشاعر الدمعة كشيء مادي ينتزع، وهو لون بلاغي بديع.

  • “آه يا قِبلة أقدامي إذا:::شكت الأقدام أشواك الطريق”

    يشبه الأقدام بالإنسان الذي يشكو، مع حذف المشبه به وذكر لازمه (شكت). هذا يمنح الأقدام إحساسًا بالألم والمعاناة.

  • “وبقايا الظل من ركب رحل:::وخيوط النور من نجم أفل”

    تصوير الظل كشيء مادي له بقايا بعد الرحيل يعطي إحساسًا بالزوال.

أبيات مختارة من قصيدة الأطلال

نورد فيما يلي بعض الأبيات من القصيدة التي تجسد جمالية الأسلوب وعمق المعاني:

يقول إبراهيم ناجي:

يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطا من ندامى حلمهم
تواروا أبداً وهو انطوى

يا رياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفى

وأنا أقتات من وهم عفا
وفي العمر لناسٍ ما وفى

كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن غفا

وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا

يا غراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أوفى طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه

ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه

لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق

لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي وأنالك
أعلو فكأني محض روح

يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح

أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل

وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل

ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل

راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل

ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا

صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا

انظري ضِحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحاً طائراً
والجَوى يطحنني طحن الرحى

كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي

ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي

يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد

يا قفاراً لافحاتٍ ما بها
من نجي يا سكون الأبد

أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء

واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شهي الكبرياء

عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء

مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور وتعبير السماء

أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى

وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا

ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا

وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسنا

قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه

الأفكار المحورية في قصيدة الأطلال

تدور قصيدة الأطلال حول عدة أفكار رئيسية تعكس تجربة الشاعر العاطفية والفكرية، من أبرزها:

  • استعراض الشاعر لذكرياته المتعلقة بالحب الضائع.
  • وصف حالته النفسية بعد انتهاء العلاقة العاطفية وتأثير ذلك عليه.
  • تصوير حي لمجالس الحب التي عاشها الشاعر في الماضي.
  • التعبير عن مشاعر الأرق، الألم، والشوق التي يعاني منها.
  • تقديم صورة للشاعر كطائر مذبوح يرقص من شدة الألم والمعاناة.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تحليل فني لقصيدة أرق على أرق للمتنبي

المقال التالي

تحليل الصور البلاغية في قصيدة فتح عمورية

مقالات مشابهة