الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية

فهم الاختلافات بين الكتب السماوية والصحف السماوية

أُنزل الله -تعالى- على رسله الكتب التي تؤيّد صدق نبوتهم، وتتضمن تشريعات وأحكام تنظم حياتهم. لكن، هل تُعتبر جميعها كتبًا سماوية؟ أم تُوجد تصنيفات مختلفة؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هي الكتب السماوية؟

الكتب السماوية هي كلام الله -عز وجل- الذي أنزله على الأنبياء والمرسلين. هذه الكتب هي كلام حق يُرشد الناس إلى طريق الحق والصواب، ويجب الإيمان بها وتصديقها تصديقاً جازماً. يُعد الإيمان بالكتب السماوية أحد أركان الإيمان الستة.

ذكرت الكتب السماوية في القرآن الكريم بشكل واضح، وعددها خمسة، مرتبة حسب أسبقية نزولها:

  1. صحف إبراهيم
  2. التوراة التي أنزلها الله -تعالى- على موسى -عليه السلام-
  3. الزَّبور الذي أنزله الله -تعالى- على نبي الله داود -عليه السلام-
  4. الإنجيل الذي أنزله الله -تعالى- على سيدنا عيسى -عليه السلام-
  5. القرآن الكريم الذي أنزله الله -تعالى- على محمدّ -صلى الله عليه وسلّم-، وهو آخر الكتب الإلهية نزولاً.

يجب الإيمان بجميع الكتب السماوية بشكل عام، ولكن لا تُطبق أحكامها إلا ما كان موافقاً مع القرآن الكريم. فالقرآن الكريم يُعد ناسخاً لجميع الكتب السماوية السابقة ولاغياً لشرائعهم. قال الله -تعالى-:(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).[٢]

الصحف السماوية: فهم مفهومها

ذهب بعض العلماء إلى وجود فرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية. يُشيرون إلى أنّ الصحف السماوية هي التي كانت تنزل على الأنبياء وتشتمل على مواعظ وعبر ورقائق وذكر لمحاسن الأخلاق فقط. ولا تشتمل على أحكام شرعية كما في الكتب السماوية. ويشيرون إلى أنّها مائة صحيفة: خمسون منها نزلت على شيث -عليه السلام-، وثلاثون على إدريس -عليه السلام-، وعشرة على إبراهيم، وعشرة على موسى -عليهم السلام-.[٣]

يُفسّر بعض العلماء أنّ الصحف السماوية هي ما اختصت بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- ونزلت عليه وسميت باسم صحف إبراهيم. تضمنت هذه الصحف جملة من المواعظ والعبر. أي أن الكتاب السماوي الذي نزل على إبراهيم -عليه السلام- سمّي بالصحف، وقد ذكره الله -تعالى- صراحةً في القرآن الكريم في موضعين هما:[٤]

قال الله -تعالى-:(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى).[٥]

قال الله -تعالى-:(إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٦]

الإيمان بالكتب السماوية: ركن أساسي

يُعد الإيمان بالكتب السماوية جميعها واجب، وهو أحد أركان الإيمان التي لا يكتمل الإيمان بنقصان أحد هذه الأركان. وكما أسلفنا يجب الإيمان بها جميعاً، ما ذكر منها في القرآن الكريم وما لم يذكر. قال الله -تعالى-:(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٧]

خلاصة

باختصار، يُعتبر الإيمان بالكتب السماوية ركناً أساسياً في العقيدة الإسلامية. يجب الإيمان بجميع الكتب السماوية التي أُنزل الله -تعالى- بها على أنبيائه ورسله. يُعد القرآن الكريم ناسخاً لجميع الكتب السماوية السابقة، ويجب اتباع أحكامه فقط. أما الصحف السماوية، فهي تُعتبر من الكتب السماوية، لكنّها تُركز على المواعظ والعبر، ولا تشتمل على أحكام شرعية.

الجدول

الكتاب السماوي الرسول
صحف إبراهيم إبراهيم عليه السلام
التوراة موسى عليه السلام
الزبور داود عليه السلام
الإنجيل عيسى عليه السلام
القرآن الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

المراجع

  1. أبإبراهيم التويجري،مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  2. سورة المائدة، آية:48
  3. مجموعة من المؤلفين،فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 60. بتصرّف.
  4. محمد المنجد،كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 167. بتصرّف.
  5. سورة النجم، آية:36-37
  6. سورة الأعلى، آية:18-19
  7. سورة البقرة، آية:136
Exit mobile version