فهم السلّ الكامن
يُعرف السلّ الكامن، أو الخفي، بأنه حالة غير معدية. توجد بكتيريا السلّ في الجسم، ولكنها في حالة سُبات، لا تتكاثر ولا تُسبب المرض. لا تظهر أيّ أعراض على المصاب، وغالباً ما يبقى السلّ خاملاً طوال حياة المصاب. يُمكن الكشف عنه عن طريق اختبارات الجلد أو الدم، بينما تكون صورة الأشعة السينية للصدر طبيعية. في معظم الحالات، لا يتطور السلّ الكامن إلى السلّ النشط عند تلقي العلاج المناسب.
السلّ النّشِط: الأعراض والمخاطر
عندما تستنشق البكتيريا المُتفطرة السُلية، يُمكن أن يتطور السلّ الكامن إلى السلّ النشط. يُحاول جهاز المناعة السيطرة على البكتيريا، ولكن قد لا ينجح تماماً. قد تبقى البكتيريا خاملة لسنوات، لكن ضعف جهاز المناعة لأسباب مختلفة –مثل الشيخوخة، سوء التغذية، أو أمراض مزمنة– يُمكن أن يُؤدّي إلى تكاثر البكتيريا وظهور أعراض السلّ النشط بعد حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع. يُمكن أن ينتشر السلّ النشط إلى أجزاء أخرى من الرئة والجسم، و يُصبح معدياً. يُؤكّد التشخيص الإيجابي لاختبارات السلّ بالإضافة إلى ظهور البكتيريا في البلغم، و تُظهر الأشعة السينية للصدر وجود المرض في الرئتين.
من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسلّ النّشِط:
- كبار السنّ
- سوء التغذية
- الإدمان على الكحول
- الأطفال الرضّع
- الأمراض المزمنة كالسكري وسرطان
- ضعف المناعة بسبب الأدوية
- العلاج الكيميائي
- استئصال جزء من المعدة
- انخفاض الوزن الشديد
- تعاطي المخدرات عن طريق الحقن
- الإصابة السابقة بالسلّ خلال السنتين إلى الخمس سنوات الماضية
السلّ الرئويّ: أعراضه وتأثيره
يُؤثّر السلّ الرئويّ بشكلٍ أساسيّ على الرئتين. تشمل أعراضه:
- السُعال المستمر (أكثر من ثلاثة أسابيع)
- السُعال مع البلغم (ربما مع دم)
- ألم في الصدر
- صعوبة في التنفس
السلّ الدُّخنيّ: خطورته وانتشاره
السلّ الدُخنيّ أو الصفراويّ هو نوع من السلّ النشط الذي ينتشر بسرعة عبر مجرى الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة. يبدأ عادةً في الرئتين، ومن ثمّ ينتشر مسبباً درنات صغيرة تشبه الحبوب. يُعتبر هذا النوع خطيراً جداً ويهدد الحياة.
السلّ خارج الرئويّ: مواقع الإصابة المتعددة
يمكن أن يُصيب السلّ النشط أجزاءً أخرى من الجسم، حتى لو لم تكن الرئتان مصابتين. ينتقل عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي إلى العظام، الكليتين، العُقَد اللمفاويّة، المثانة، الجهاز التناسليّ، الجهاز العصبيّ، المفاصل، القلب، والأمعاء. يعتمد ظهور الأعراض على موقع الإصابة، وهو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
السلّ المُقاوم للأدوية المُتعددة: التحديات العلاجية
يُعرف السلّ المُقاوم للأدوية المُتعددة (MDR-TB) بعدم استجابة البكتيريا لأدوية الخط الأول للعلاج، مثل الايزونيازيد والريفامبيسين. يُمكن علاجه بأدوية خط ثاني، ولكنها مكلفة، لها آثار جانبية، وتتطلب علاجاً مكثفاً لفترة أطول. تظهر مقاومة الأدوية نتيجة الاستخدام الخاطئ للأدوية المضادة للسلّ، مثل عدم إكمال العلاج أو استخدام أدوية غير فعالة.
حقائق مهمة عن مرض السلّ
يُعدّ السلّ مرضاً معدياً تسببه بكتيريا المُتفطرة السُلية. تنتقل عبر الرذاذ المُنتشر في الهواء عند السعال أو العطس أو الكلام. تُهاجم البكتيريا أساساً الرئتين، لكنها قد تُصيب أجزاءً أخرى من الجسم.