محتويات
فهم مفهوم المجاز المرسل
في علم البلاغة، يُعرف المجاز بأنه أسلوب بياني يُستخدم فيه لفظ بمعنى غير معناه الحقيقي، مع إمكانية استنتاج المعنى المراد من السياق. أما المجاز المرسل فهو نوعٌ خاصٌ من المجاز اللغوي، حيث يُطلق اللفظ على معنى مختلف عن معناه الأصلي أو مُشابه له بعلاقةٍ محددة، دون وجود قرينة صريحة تُشير إلى هذا التغيير في المعنى. [١][٢]
المجاز المرسل في كتاب الله
اختلف العلماء في تحديد مدى استخدام المجاز في القرآن الكريم، إلا أن العديد من الآيات تُظهر أمثلةً واضحةً على هذا الأسلوب البلاغي مع اختلاف علاقاتها. إليك بعض الأمثلة:
الآية الكريمة | نوع العلاقة | التفسير |
---|---|---|
{إنّي أراني أعصر خمراً}[٣] | اعتبار ما سيكون | يشير إلى حلم يوسف عليه السلام وما سيحدث في المستقبل. |
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[٤] | المسببية | القراءة سببٌ للاستعاذة بالله من الشيطان. |
{وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ}[٥] | الجزئية | ذكر الجزاء (تحرير رقبة) للدلالة على الكفارة الكاملة. |
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[٦] | المسببية | السعي إلى المغفرة سببٌ لنيلها. |
{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[٧] | السببية | شهود الشهر سببٌ للصيام. |
{إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى}[٨] | اعتبار ما كان | الآية تشير إلى حالة الجاني في الماضي. |
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[١٢] | اعتبار ما سيكون | تبشير بإبنٍ صالحٍ في المستقبل. |
{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}[١١] | اعتبار ما كان | يشير إلى حال المال قبل إعطائه. |
أنواع العلاقات في المجاز المرسل
يُمكن تصنيف علاقات المجاز المرسل إلى عدة أنواع، نوضحها مع أمثلة توضيحية:
السببية: ذكر السبب للإشارة إلى المسبب، كما في قول الشاعر: له أيادٍ عليّ سابغة أعدّ منها ولا أُعدّدها. (المراد: الأفضال والمعروف).
المسببية: ذكر المسبب للدلالة على السبب، كما في قوله تعالى: {وَيُنـزلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}[١٧] (المطر هو سبب النزول الرزق).
الحالية: استخدام لفظ يدل على الحال للإشارة إلى المكان، مثل: عامر جالس في سرور (المراد: بيته).
المحليّة: ذكر المكان للإشارة إلى ما فيه، كما في قول الشاعر: بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وإن ضنّوا عليّ كِرامُ[١٨] (المراد: أهل بلاده).
الجزئية: ذكر جزء للدلالة على الكل، مثل: طلب عمر يد فاطمة (المراد: الزواج منها).
الكلية: ذكر الكل للدلالة على الجزء، مثل: شربتُ ماء البحر (المراد: شربتُ بعضاً منه).
اعتبار ما كان: ذكر اللفظ بحالته السابقة، مثل: نحن قومٌ نحب نأكل القمح ونلبس الصوف (المراد: الخبز والصوف).
اعتبار ما سيكون: استخدام اللفظ للدلالة على حالة مستقبلية، مثل: أدعو لأخي دائماً بالذرّية الصالحة (المراد: صلاح الأبناء في المستقبل).
[١] المرجع الأول [٢] المرجع الثاني [٣] سورة يوسف، آية:36 [٤] سورة النحل، آية:98 [٥] سورة النساء، آية:92 [٦] سورة آل عمران، آية:133 [٧] سورة البقرة، آية:185 [٨] سورة طه، آية:74 [١١] سورة النساء، آية:2 [١٢] سورة الصافات، آية:101 [١٧] سورة غافر، آية:13 [١٨] بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام