مقولات حول جحود النعمة
إنكار الجميل صفة ذميمة تتنافى مع مكارم الأخلاق، وتعكس قبح الطبع. كثيرًا ما نرى أفرادًا ينكرون فضل من أحسن إليهم، ويقابلون الإحسان بالإساءة.
من الأمثلة التي تُضرب في هذا السياق: “أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني.” هذه المقولة تلخص حال من ينكر فضل معلمه أو من أحسن إليه، فيستخدم ما تعلمه للنيل منه.
مثال آخر: “وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافيته هجاني.” يوضح هذا البيت كيف يمكن أن يتحول المعروف إلى جحود ونكران، فيقابل المتعلم إحسان معلمه بالهجاء والذم.
كذلك، قول: “تعلم الأبجدية والأرقام مني فلما أصبح عالماً نفاني.” يعكس كيف يمكن أن يتنكر الشخص لمن علمه وأوصله إلى العلم والمعرفة، وينسب الفضل لنفسه فقط.
أيضًا، “سعيت في الأرض من أجل راحته فلما أصبح عاقلاً عصاني.” يظهر هذا المثال كيف يمكن أن يقابل الأبناء إحسان الأهل بالعصيان والجحود.
وأخيرًا، “كم رعيت العنز بعد شرائه فلما أعلن الشبع شراني.” يوضح هذا المثل كيف يمكن أن يقابل المرء الإحسان بالجحود، حتى بعد أن استفاد منه بشكل كامل.
إنكار الجميل هو بحق من شيم اللئام، وصفة ينبغي الابتعاد عنها والتحلي بضدها، وهو الاعتراف بالفضل ورد الجميل.
كلمات في الغدر والخيانة
الغدر والخيانة من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان، فهما تدمران الثقة وتقوضان العلاقات الإنسانية.
الخيانة تُغفر ولا تُنسى، هذا القول يلخص مدى الألم الذي تتركه الخيانة في النفس، فمهما طال الزمن، يبقى أثرها عالقًا في الذاكرة.
أسوأ صور الخيانة التي يقترفها الموظف، هي السماح لرئيسه بارتكاب خطأ كان من الممكن تجنبه. فالأمانة تقتضي النصيحة والإرشاد، لا السكوت والتواطؤ.
كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة. فالتعاون مع الخائنين هو خيانة في حد ذاتها، ومشاركة في فعلهم المشين.
إن انشغال الناس بالجزئيات، والأمة تجتث من جذورها من أعظم الخيانة لها وللمنهج الرباني الذي كُلفنا بحمله. فالخيانة هنا تتعدى الأمور الشخصية لتشمل خيانة الأمة وقضاياها الكبرى.
أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر. هذا القول يعبر عن الخوف من تبرير الخيانة وتطبيعها، وجعلها أمرًا مقبولًا في المجتمع.
من ضيّع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة. فالأمانة والخيانة صفتان متناقضتان، ولا يمكن أن يجتمعا في قلب المؤمن.
الخيانة كالموت لا تسمح البتة بالفوارق. فالخيانة تصيب الجميع دون استثناء، ولا تفرق بين غني وفقير أو قوي وضعيف.
الخائن يكرهه الجميع، لأنه يفقد احترامه وثقة الناس به، ويصبح منبوذًا في المجتمع.
نكران الجميل خيانة للأمانة. فالاعتراف بالفضل ورد الجميل هو من صميم الأمانة، وإنكاره هو خيانة لها.
لقد علمتني حياة الكتابة أن أرتاب من الكلمات، فأكثرها شفافية غالبا ً مايكون أكثر خيانة.
لا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا.
جرب صديقك قبل أن تثق به.
إذا طُعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.
تصادق مع الذئاب، على أن يكون فأسك مستعداً.
من كافأ الناس بالمكر كافاؤوه بالغدر.
الخيانة تُغفر ولا تُنسى.
أمثال شعبية عن فعل الخير
حثت الشريعة الإسلامية على فعل الخير والإحسان إلى الآخرين، وجعلت ذلك من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
أفضل المعروف إغاثة الملهوف. فمساعدة المحتاجين وتفريج كربهم من أعظم صور الإحسان.
إصنع جميلا وارمه في البحر فإذا تجاهله السمك فإن الله يحفظه. هذا المثل يحث على فعل الخير دون انتظار المقابل، فالله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
لا شيء يخلصنا من المصائب كالخير الذي نفعله. فالإحسان إلى الآخرين يجلب البركة ويدفع البلاء.
من يفعل الخير يغنم. ففاعل الخير يحصد ثمار عمله في الدنيا والآخرة.
شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك. فالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة تفتح القلوب وتزيل الحواجز.
أن تموت جوعا ً وأنت حر خير من أن تعيش عبدا ً وأنت سمين. فالحرية أغلى من كل شيء، ولا تساويها متع الدنيا.
الحرية خير يمكننا من التمتع بسائر الخيرات. فالحرية هي الأساس الذي تنبني عليه جميع الحقوق والحريات الأخرى.
الربح الأخير هو خير ما يتذكره الإنسان. فالأعمال الصالحة هي التي تبقى وتخلد ذكر صاحبها.
زيادة الخير خير. فكلما زاد فعل الخير، زادت البركة والخيرات.
لن يبقى لك سوى صنيعك الحسن. فالأعمال الصالحة هي التي تبقى للإنسان بعد موته، وتشفع له عند ربه.
العلم هو الخير والجهل هو الشر. فالعلم ينير العقول ويهدي إلى الحق، والجهل يضل ويقود إلى الشر.
السعادة هي معرفة الخير والشر. فمن عرف الخير اتبعه، ومن عرف الشر اجتنبه.
أبيات شعرية في ذم ناكر الجميل
يقول ابن مشرف في قصيدته التي يذم فيها ناكر الجميل:
لك الحمد اللهم يا خير ناصر لدين الهدى ما لاح نجم لناظر وما انفلق إلا صباح من مطلع الضيا فجل وجلى حالكات الدياجر لك الحمد ما هب النسيم من الصبا ما أنهل ودق المعصرات المواطر على الفتح والنصر العزيز الذي سما فقرت به منا جميع النواظر وإظهار دين قد وعدت ظهوره على الدين طرا في جميع الجزائر وعدت فأنجزت الوعود ولم تزل معزا لأرباب التقى والبصائر لك الحمد مولانا على نصر حزبنا على كل باغ في البلاد وفاجر ومن بعد حمد الله جل ثناؤه على نعم لم يحصها عد حاصر نقول لأعداء بنا قد تربصوا عليكم أديرت سيئات الدوائر ألم تنظروا ما أوقع الله ربنا بعجمانكم أهل الجدود العواثر بأول هذا العام ثم بعجزه بأيام شهر الصوم إحدى الفواقر هموا بدلوا النعماء كفروا وجاهروا بظلم وعدوان وفعل الكبائر فكم نعمة نالوا وعز ورفعة على كل باد في الفلاة وحاضر إذا وردوا الإحساء يرعون خصبها وفي برها نبت الرياض الزواهر وكم أحسن الوالي إليهم ببذله وبالصفح عنهم في السنين الغوابر وكم نعمة أسدى لهم بعد نعمة ولكنه أسدى إلى غير شاكر ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي كما لاقى مجير أم عامر لقد بطروا بالمال والعز فاجتروا على حرمة الوالي وفعل المناكر فمدوا يد الآمال للملك واقتفوا لكل خبيث ناكث العهد غادر وأبدوا لأهل الضغن ما في نفوسهم من الحقد والبغضا وخبث السرائر هموا حاولوا الإحسا ومن دون نيلها زوال الطلى ضربا وقطع الحناجر فعاجلهم عزم الإمام بفيلق رماهم به مثل الليوث الخوادر وقدم فيهم نجله يخفق اللوا عليه وفي يمناه أيمن طائر فأقبل من نجد بخيل سوابق ترى الأكم منها سجدا للحوافر فوافق في الوفرى جموعا توافرت من البدو أمثال البحار الزواخر سبيعا وجيشا من مطير عرمرما ومن آل قحطان جموع الهواجر ولا تنس جمع الخالدي ففيهم قبائل شتى من عقيل وعامر سار بموار من الجيش أظلمت له الأفق من نقع هنالك ثائر صبح أصحاب المفاسد والخنابسمر القنا والمرهفات البواتر بكاظمه حيث التقى جيش خالد بهرمز نقلا جاءنا بالتواتر فلما أتى الجهراء ضاقت بجيشه وجالت بها الفرسان بين العساكر فولى العدا الأدبار إذ عاينوا الردى بطعن وضرب بالظبى والخناجر فما اعتصموا إلا بجلة مزبد من البحر يعلو موجه غير جازر فغادرهم في البحر للحوت مطعما وقتلى لسرحان ونمر وطائر تفاءلت بالجيران والعز إذ أتى بشيرا لنا عبد العزيز بن جابر فواها لها من وقعة عبقرية تشيب لرؤياها نواصي الأصاغر بها يسمر الساري إذا جد في السرى ويخطب من يعلو رؤوس المنابر تفوه بمدح للإمام ونجله ومعشره أهل العلا والمفاخر كفاه من المجد المؤثل ما انتمى إليه من العليا وطيب العناصر فشكرا إمام المسلمين لما جرى وهل تثبت النعماء إلا لشاكر هنيت بالعيدين بالفتح أولا وعيد كمال الصوم إحدى الشعائر وشكر الايادي بالنواصي بالتقى بترك المناهي وامتثال الأوامر صبرت فنلت النصر بالصبر والمنى وما انقادت الآمال إلا لصابر دونك من أصداف بحري لآلئا إلى نظمها لا يهتدي كل شاعر وبكرا عروسا أبرزت من خبائها شبيهة غزلان اللواء النوافر إلى حسنها يصبو وينشد ذو الحجى لك الخير حدثني بظبية عامر وأختم نظمي بالصلاة مسلما على من إليه الحكم عند التشاجر محمد المختار والآل بعده وأصحابه الغر الكرام الأكابر مدى الدهر والأزمان ما قال قائل لك الحمد اللهم يا خير ناصر