أجمل قصائد أبي نواس

تُعرّفنا هذه المقالة بأجمل قصائد الشاعر العربي الشهير أبو نواس، وتُسلّط الضوء على أشهر قصائده وأسلوبه الفريد في الشعر.

جدول المحتويات

قصائد أبو نواس عن الخمر

اشتهر أبو نواس بشعره الذي يُمجّد الخمر ويُغنّي بشربها، فمن أشهر قصائده في هذا المجال:

“لا يَصرفَنَّك عن قَصْفٍ وإصْباء
مَجْموعُ رَأي . ولا تَشْتيتُ أهْواءِ
وَاشرَبْ سُلافاً كَعَين الدّيك، صافية ً
منْ كَفّ ساقِيَة ٍكالرِّيم . حَوْراءُ
صَفرَاءُ ما تُركتْ، زَرْقاءُ إنْ مُزجتْ
تسْمو بِحَظَّين من حُسْنٍ ، ولألاءِ
تَنْزو فَواقِعُها منها ،إذا مُزِجَتْ
نَزْوَ الجَنادِبِ منْ مَرجِ وأفْياءِ
لها ذيولٌ من العقيان تَتْبَعُها
في الشّرْق والغرْب في نورٍ وظَلماءِ
لَيسَتْ إلى النّخل وَالأعناب نِسبَتُه
اكنْ إلى العَسَلِ الماذِيِّ والماءِ
نِتاجُ نَحْلِ خلايا غيرِ مقْرِفَة ِ
خُصّتْ بأطْيَب مُصْطافٍ ومَشتاءِ
تَرْعى أزاهيرَ غِيطانِ وَأوْديَة ٍ
و تَشْرَبُ الصَّفْوَ منْ غُدْرٍ وأحساءِ
فُطْسُ الأنوفِ ، مَقاريفٌ ،مُشَمِّرَة ٌ
خُوصُ
العيونِ، بَريئاتٌ منَ الدَّاءِ
مِنْ مُقربٍ عُشَرَاءٍ، ذاتِ زَمزَمة ٍ
وَعائِذٍ مُتّبَعٍ منها، وَعَذراءِ
تَغدو، وَتَرْجعُ لَيلاً عَن مَساربِها
إلى مُلوكٍ ذَوي عِزٍّ وَأحْباءِ
كلٌّ بِمَعْقِلِهِ يُمضي حُكومَتَهم
نْ بُرْج لَهوٍ، إلى آفاق سَرّاءِ
لْمْ تَرْعَ بالسّهْل أنْواعَ الثّمار، ولاَما
أيْنَعَ الزّهْرَ مِنْ قَطْرٍ وَأنْداءِ
زَالَتْ وَزلْنَ بطاعات الجِماعِ
فَما يَنِينَ في خُدُرٍ مِنها وَأرْجاءِ
حتّى إذا اصطَكَّ منْ بُنْيانِها قُرَصٌ
أرْوَيْنها عسَلا من بعدِ إصْداءِ
وآنَ مِنْ شُهْدها وَقْتُ الشيّارِ
فلم تَلبَثْ بأنْ شُيّرَتْ في يَوْم أضْواءِ
و صفّقوها بِماءِ النِّيلِ ،إذْ برَزَتْ
في قِدر قَسٍّ كجوْف الْجُبّ رَوْحاءِ
حتّى إذا نَزَعَ الرُّوَّادُ رَغْوَتَها
وأقْصَتِ النّارُ عنها كلَّ ضَرّاءِ
اسْتَوْدَعوها رواقيداً مُزَفَّتَة ً
مِنْ أغْبَرٍ قاتِمٍ مِنها وغَبْرَاءِ
و كُمّ أفْواهُها دَهْرا على وَرَقٍ
منْ حرِّ طينة أرضٍ ،غيرَ مَيثاءِ
حتّى إذا سكَنَتْ في دَنّها، وَهَدَتْ
منْ بعدِ دمْدَمَة ِ منها وضَوضاءِ
جاءَت كَشَمسِ ضُحىً في يَومِ أَسعُدِ
هامِن بُرجِ لَهوٍ إِلى آفاقِ سَرّاءِ
كأنّها ولِسانُ الماءِ يَقْرَعُه
انَارٌ تأجّجُ في آجام قَصْباءِ
لَها مِنَ المَزْج في كاساتِها حَدَقٌ
تَرْنُو إلى شَرْبِها مِنْ بَعد إغْضاءِ
كَأَنَّ مازِجَها بِالماءِ طَوَّقَها
مَنزوعَ جِلدَةَ ثُعبانٍ وَأَفعاءِ
فَاِشرَب هُديتَ وَغَنِّ القَومَ مُبتَدِأً
عَلى مُساعَدَةَ العيدانِ وَالناءِ
لو كان زهدك في الدنيا
كزهدك
فيوْصْلِ مشَيْتِ بلا شكٍّ على الماءِ

وتتحدث هذه القصيدة عن وصف دقيق للخمر وطريقة صنعها، ويوضح الشاعر جمالها وفوائدها، مستخدمًا تشبيهاتٍ مميزةً وصورًا شعريةً جميلة.

قصائد أبو نواس عن الجمال

لم يقتصر شعر أبو نواس على وصف الخمر فقط، بل غنى أيضًا بجمال المرأة، ووصفه بأسلوبٍ فريدٍ ومثيرٍ، من أشهر قصائده في هذا المجال:

“أيها المنتاب عن عفرهلست من ليلي ولا سمرهلا أذود الطير عن شجرقد بلوت المر من ثمرهفاتصل إن كنت متصلابقوى من أنت من وطرهخفت مأثور الحديث غداوغد دان لمنتظرهخاب من أسرى إلى بلدغير معلوم مدى سفرهوسدته ثني ساعدهسنة حلت إلى شفرهفامض لا تمنن علي يدامنك المعروف من كدرهرب فتيان ربأتهممسقط العيوق من سحرهفاتقوا بي ما يريبهمإن تقوىالشرمن حذرهوابن عم لا يكاشفناقد لبسناه على غمرهآمن الشنآن فيه لناككمون النار في حجرهورضاب بت أرشفهينقَع الظمآن من خصرهعلنيه خوط إسحلةلان متناه لمهتصرِهذا ومغبر مخارمهتحسر الأبصار عن قطرهلا ترى عين المبين بهما خلا الآجال من بقرهخاض بي لجيه ذو حرزيفعم الفضلين من ضفرهيكتسي عثنونه زبدافنصيلاه إلى نحرهثم يعتم الحجاج بهكاعتمام الفوف في عشرهثم تذروه الرياح كماطار قطن الندف عن وترهكل حاجاتي تناولهاوهو لم تنقص قوى أشرهثم أدناني إلى ملكيأمن الجاني لدى حجرهتأخذ الأيدي مظالمهاثم تستدري إلى عصرهكيف لا يدنيك من أملمن رسول االله من نفرهفاسل عن نوء تؤملهحسبكالعباسمن مطرهملكٌ قَل الشبيه لهلم تقع عين على خطرهلا تغطى عنه مكرمةربى واد ولا خمرهذللت تلك الفجاج لهفهو مختار على بصرهسبق التفريط رائدهوكفاه العين من أثرهوإذا مج القنا علقاوتراءىالموتفي صورهراح في ثنيي مفاضتهأسد يدمى شبا ظفرهتتأيا الطير غدوتهثقة بالشبع من جزرهوترى السادات ماثلةلسليل الشمس من قمرهفهم شتى ظنونهمحذر المكنون من فكرهوكريم الخال من يمنوكريم العم من مضرهقد لبست الدهر لبس فتىأخذ الآداب عن عبرهفادخر خيرا تثاب بهكل مدخور لمدخره

تُظهر هذه القصيدة سحر أبي نواس في وصف جمال المرأة، وذكاءه في استخدام الكلمات لِخلق صورٍ شعريةٍ مدهشةٍ، ولِوصف مشاعر الحبّ والعشقِ.

قصائد أبو نواس عن الجمال

ومن قصائده التي تُظهر براعته في وصف الجمال:

“ومشتعل الخدين يسحر طرفه
له سمة يحكي بها سمة البدر
إذا ما مشى يهتز من دون نحره
وأعطافه منه إلى منتهى الخصر
وليست خطاه حين يزهى بردفه
إذا ما مشى في الأرض أثر من فتر
دعوت له بالليل صاحب حانة
بمنتقص الأطراف منخسف الظهرفجاء به في الليل سحبا كأنما
يجر قتيلا أو نشيرا من القبر
قرب من نحو الأباريق خده
وقهقه مسرورا من القرقفالخمرفصب فأبدت ثم شجت فكتبت
ثمان من الواوات يضحكن في سطرفقلت لها يا خمر كم لك حجة
فقالت سكنت الدن ردحا من الدهر
قلت لها كسرى حواك فعبست
وقالت لقد قصرت في قلةالصبر
سمعت بذي القرنين قبل خروجه
وأدرات موسى قبل صاحبه الخضرولو أنني خلدت فيه سكنته
إلى أن ينادي هاتف االله بالحشرفبتنا على خير العقار عوابس
وإبليس يحدونا بألوية السكر

تُظهر هذه القصيدة جمال المرأة من خلال وصفٍ دقيقٍ لملامحها ونعومتها، وتُسلّط الضوء على سحرها وجاذبيتها، وذكاءها في استخدام الكلمات لِخلق صورٍ شعريةٍ ساحرةٍ.

نصيحة أبو نواس لأهل مصر

لم يغفل أبو نواس عن تقديم النصائح لِأهل مصر، وقد عبّر عن ذلك في قصيدةٍ قصيرةٍ، تُظهر حبه لمصر واهتمامه بشؤونها:

“مَنَحتُكُمُ يا أَهلَ مِصرَ نَصيحَتي
أَلا فَخُذوا مِن ناصِحٍ بِنَصيبِ
وَلا تَثِبوا وَثبَ السِفاهِ فَتَركَبوا
عَلى حَدِّ حامي الظَهرِ غَيرِ رَكوبِ
فَإِن يَكُ فيكُم إِفكُ فِرعَونَ باقِياً
فَإِنَّ عَصا موسى بِكَفِّ خَصيبِ
رَماكُم أَميرُ المُؤمِنينَ بِحَيّّةٍ
أَكولٍ لِحَيّاتِ البِلادِ شَروبِ

تُشجّع هذه القصيدة أهل مصر على الاستقامة والالتزام بالحق، وحذرتهم من الوقوع في أخطاءٍ تُشبه أخطاء فرعون، وأكدت على أهمية اتباع الحق والعدل، ليحظوا برعاية الله وحفظه.

قصائد أبو نواس عن فرحة الحياة

لم يقتصر شعر أبو نواس على الغزل والخمر، بل غنى أيضًا بجمال الحياة وفرحة العيش، وتُظهر قصائده سعيهِ إلى الاستمتاع باللحظةِ الحاليةِ والابتعاد عن الهموم:

“إِصدَع نَجِيَّ الهُمومِ بِالطَرَبِ
وَاِنعَم عَلى الدَهرِ بِاِبنَةِ العِنَبِ
وَاِستَقبِلِ العَيشَ في غَضارَتِهِ
لا تَقفُ مِنهُ آثارَ مُعتَقَبِ
مِن قَهوَةٍ زانَها تَقادُمُها
فَهيَ عَجوزٌ تَعلو عَلى الحُقُبِ
دَهرِيَةٌ قَد مَضَت شَبيبَتُها
وَاِستَنشَقَتها سَوالِفُ الحِقَبِ
كَأَنَّها في زُجاجِها قَبَسٌ
يَذكو بِلا سَورَةٍ وَلا لَهَبِ
فَهيَ بِغَيرِ المِزاجِ مِن شَرَرٍ
وَهيَ إِذا صُفِّقَت مِنَ الذَهَبِ
إِذا جَرى الماءُ في جَوانِبِها
هَيَّجَ مِنها كَوامِنَ الشَغَبِ
فَاِضطَرَبَت تَحتَهُ تُزاحِمُهُ
ثُمَّ تَناهَت تَفتَرُّ عَن حَبَبِ
يا حُسنَها مِن بَنانِ ذي خَنَثٍ
تَدعوكَ أَجفانُهُ إِلى الرِيَبِ
فَاِذكُر صَباحَ العُقارِ وَاِسمُ بِهِ
لا بِصَباحِ الحُروبِ وَالعَطَبِ
أَحسَنُ مِن مَوقِفٍ بِمُعتَرَكٍ
وَرَكضِ خَيلٍ عَلى هَلا وَهَبِ
صَيحةُ ساقٍ بِحابِسٍ قَدَحًا
وَصَبرُ مُستَكرِهٍ لِمُنتَحِبِ
وَرِدفُ ظَبيٍ إِذا اِمتَطَيتَ بِهِ
أَعطاكَ بَينَ التَقريبِ وَالخَبَبِ
يَصلُحُ لِلسَيفِ وَالقَباءِ كَما
يَصلُحُ لِلبارِقَينِ وَالسُحُبِ
حَلَّ عَلى وَجهِهِ الجَمالُ كَما
حَلَّ يَزيدٌ مَعالِيَ الرُتَبِ

تُشجّع هذه القصيدة على التمتع بجمال الحياة، واستقبالِها بِفرحٍ وسعادةٍ، وعدم الاهتمام بأمور الحياةِ المُعقّدةِ، والتركيزِ على اللذةِ والجمالِ.

قصائد توبة أبو نواس

لم يقتصر شعر أبو نواس على وصفِ اللذةِ والجمالِ، بل أظهر أيضًا إحساسهِ بِالذنبِ وتوبتهِ من أفعالهِ السابقةِ، ومن أشهر قصائده في هذا المجال:

“لما جفاني الحبيب وامتنعت
عني الرسالات منه والخبراشتد شوقي فـكاد يقتلني
ذكر حبيبي والهم والفكردعوت إبليس ثم قلت لهفي خلوة والدموع تنهمر
أما تـرى كيـف قد بليت وقد
أقرح جفني البكاء والسهر
إن أنت لم تلق لي المودةَ في
صدر حبيبي وأنت مقتدرلا قلت شعرا ولا سمعت غنا
ولا جرى في مفاصلي السكرولا أزالالقرآنأدرسه
أروح فـي درسه وأبتكروألزم الصوم والصلاة ولا
أزال دهري بالخير آتمرفما مضت بعـد ذاك ثالثة
حتى أتاني الحـبيب يـعتـذر

تُظهر هذه القصيدة توبة أبو نواس من أفعالهِ السابقةِ، وَحرصهِ على التقرّبِ من اللهِ، وتُشجّع على الابتعادِ عن الشهواتِ والرّغباتِ، وَالسّعيِ للّحياةِ الطّاهرةِ.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

قصائد أبو القاسم الشابي: شاعر التمرد والجمال

المقال التالي

أجمل قصائد أبي تمام

مقالات مشابهة