فهرس المحتوى
- ترك الصلاة من الكبائر
- الملائكة يتساءلون ما الذي أدخلكم سقر؟
- الويل لمن يؤخر الصلاة
- الحث على الصلاة والتثبيت عليها
عقوبة ترك الصلاة
تُعدّ الصلاة من أركان الإسلام الخمسة، ولهذا السبب حذر الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من تركها. يُعتبر ترك الصلاة من الكبائر، ويعاقب تاركها بشدة. تُوضّح آيات قرآنية عديدة عقوبة ترك الصلاة، ومنها ما سيأتي بيانه:
قال -تعالى-: “(فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا)”، [٢]
يُفسّر القرطبي هذه الآية بأنها تُشير إلى أولاد سوءٍ جاءوا بعد الصالحين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهم الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا شهواتهم. إنّ إضاعة الصلاة من الكبائر، ويُعاقب تاركها بشدة. يُختلف في معنى إضاعة الصلاة، فهل هو كفرٌ وجحود أو تضييع لأوقاتها وعدم القيام بحقوقها؟ ينبغي على المسلم أن يؤدي فرضه ونفله ليكون له نفلٌ زائد على فرضه يقربه من ربه.
قال -تعالى-: “(وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ)”، [٢] فالشّهووات تُحيط بالنار، ويبعد الإنسان عن التقوى والطاعة.
قال -تعالى-: “(فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا)”، [٢] غيّ هو وادٍ من أودية في جهنم، وأبعدهم قعراً وأشدهم حراً. فيه بئر يسمى البهيم، وكلما خبت جهنم فتحت تلك البئر لتُشعلها. وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: “غيّ وادٍ في جهنم تستعيذ من حره أودية جهنم”.
يُفسّر القرطبي من أضاعوا الصلاة هم من النصارى واليهود، أو من المسلمين الذين يصلون الصلاة خفيفةً لا يؤدون أركانها ولا أوقاتها وحقوقها. ولكن الناظر لحال الأمة يفهم قول الله -تعالى- بأنهم من المسلمين لكنهم استبدلوا الخير بالذي هو أدنى ورضوا بالشهوات على القربات والصلوات.
عقوبة ترك الصلاة: سقر
قال -تعالى-: “(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)”، [٤]
يُبين هذا القول أنّه أحد أسباب دخول سقر، وهي طبقةٌ من جهنم، ويقول ابن عباس -رضي الله عنه-: “هي الطبق السادس من جهنم أو الدرك السادس من جهنم لا يُبقي ولا يذر”.[٥]
عقوبة تأخير الصلاة
قال -تعالى-: “(فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)”، [٦]
ويل للمصلين مرتبطة بما بعدها، والويل وادٍ في جهنم. هو لمن يؤخر الصلاة حتى يذهب وقتها. فهم لا يُصلون إلا رياءً وسمعةً. [٧]
الحث على الصلاة والتثبيت عليها
قال -تعالى-: “(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ* أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ* وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)”، [٨]
تُفيد هذه الآية بما يأتي:
- الصبر والصلاة من أهم أجزاء طاعة الله -تعالى-.
- الصلاة من أكبر العون في الثبات على الدين.
- الصلاة مشقةٌ على غير الخاشعين، أما الخاشعون ففيها سكينة وراحة وطمأنينة.
ختاماً، تُعدّ الصلاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ويُحذر الله -تعالى- من تركها، وعقوبته على ذلك شديدة.
المصادر:
- عادل بن سعد،كتاب الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 3. بتصرّف.
- سورة مريم، آية:59
- محمد القرطبي،الجامع لأحكام القرآن / تفسير القرطبي، صفحة 121-125. بتصرّف.
- سورة المدثر، آية:42-43
- محمد التونسي،التحرير والتنوير /تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، صفحة 311. بتصرّف.
- سورة الماعون، آية:4-5
- حسن الزهيري المصري،شرح كتاب الإبانة من أصول الديانة، صفحة 7. بتصرّف.
- سورة البقرة، آية:43-46